أخبار

د. منير مرعي :” ارتفاع الاصابات بالمتحور الجديد لفيروس كورونا “

*د. منير مرعي طبيب كبير في المركز الطبي تسافون:*

*”في الأسابيع الأخيرة نواجه ارتفاع حقيقي في الإصابة بالمتحور الجديد لفيروس الكورونا”*

– الامراض الفيروسية تداهم كبار السن خلال هذه الفترة من السنة وانصحهم بتلقي التطعيم وارتداء الكمامة الواقية والابتعاد عن التجمعات المكتظة

مع اشتداد برودة الطقس في هذه الفترة من السنة واشتداد سقوط الامطار، يعاني كبار السن تحديدا من تأثيرات فصل الشتاء خاصة، اذ انهم الفئة الأكثر تأثرا بتغييرات الطقس وذلك لأسباب مرضية او جسمانية عديدة. وحول موضوع تأثيرات الطقس البارد وامراض الشتاء المتعددة وتأثيرها على كبار السن تحديدا قال د. منير مرعي وهو طبيب كبير أخصائي الامراض الداخلية وطبيب قلب في المركز الطبي تسافون بوريا، انه هذه الفترة من السنة تكثر الامراض التي يصاب بها المسنين لعدة أسباب أولها تغير الحالة الجوية التي تؤدي بطبيعة الحال الى انتشار أكبر للفيروسات، اما السبب الثاني فيعود الى التجمع داخل أماكن مغلقة بحثا عن الدفء في ظل اشتداد البرد والمطر. هذا الامر يعرض بشكل مباشر المسنين الى احتمال أكبر للعدوى بهذه الفيروسات وانتقالها من سائر الاشخاص إليهم، أضف الى ذلك اننا نتحدث عن فئة عمرية متقدمة بالسن تكون بشكل عام المناعة لديها ضعيفة مما يزيد من نسب اصابتهم بالأمراض الفيروسية.

وفي رده على سؤال حول الامراض الأكثر انتشارا عند المسنين في فصل الشتاء قال د. مرعي:” عادة نحن نتحدث عن امراض تتعلق بالجهاز التنفسي اهمها النزلات البردية، مما يقودني الى التشديد الى اننا في هذه الأيام نواجه ارتفاع حقيقي في الإصابة بفيروس الكورونا المتجدد الذي ما زال موجود معنا منذ 4 و5 سنوات. نلاحظ في الأسابيع الأخيرة ازدياد نسب الإصابة بالمتحور الجديد لهذا الفيروس الذي يغير شكله طيلة الوقت ويغير من الغلاف الخارجي الواقي والذي يوفر له الحماية، مما يعيق من إمكانية التوصل الى تطعيم دائم وحقيقي لهذا الفيروس المتغير، فمن هنا تنبع حقيقة عدم وجود تطعيم دائم لهذا الفيروس. اما فيما يتعلق بسائر الفيروسات فنلاحظ أيضا ارتفاع في الإصابة بهذه الفترة من السنة ومن هنا تكمن أهمية التشديد على اجراء الفحوصات المتعلقة بالكشف عن الإصابة بالفيروسات وتحديدا الكورونا منها. وتعتبر اهم عوارض الإصابة بالأمراض الفيروسية الحرارة المرتفعة، ضيق التنفس والسعال وغيرها من الأعراض”.

وعن معاناة كبار السن تحديدا من البرودة الدائمة في هذه الأشهر مقارنة مع سائر الفئات العمرية فأشار د. مرعي قائلا:” كلما تقدم الانسان في العمر يفقد شيئا فشيئا حيوية الانسجة التي يحتويها جسمه سواء كان الحديث عن فقدان سُمك العضلات وتقلص الطبقة الدهنية تحت الجلد. لذا نرى العديد من المتقدمين المسنين انهم يعانون من النحافة. فقدان هذه الطبقات يؤدي الى التخفيف من غطاء الجسم، وهذا بحد ذاته يجعلهم أكثر تأثرا بالبرد. كما ان نسبة جريان الدم في الاوعية والشرايين لدى هذه الفئة العمرية تكون ابطئ واقل جودة بسبب التقدم في السن، وبالتالي ارتفاع نسبة تصلب الشرايين، مما يؤثر على عملية التغذية الدموية لأعضاء الجسم. السكري أيضا يعتبر أحد المعضلات التي ما زلنا نواجه مشكلة في التعامل معها رغم تعدد إمكانيات العلاج. تحديدا نخشى من الاختلاطات التي تنجم عنه مثل إصابة الاوعية الدموية والاعصاب المحيطية التي تساهم في شعور هؤلاء الأشخاص ببرودة الأطراف، بسبب بعدها عن مركز الجسم، وبسبب جودة ضخ الدم المنخفضة للأطراف التي تتلقى دم بكمية اقل وبجودة اقل وبالتالي يؤدي الى فقدان الشعور بهذه الأطراف وبالتالي الشعور بالبرد”.

وعن سبل الوقاية التي يتوجب على المتقدمين في السن اتباعها حفاظا على صحتهم من امراض الشتاء وتفاديا للإصابة بالأمراض الفيروسية قال د. مرعي ان الحديث يدور عن وسائل وقاية بسيطة من شأنها ان تفي بالغرض وتوفر لنا الوقاية لكننا لا نتبعها ولا نشدد عليها في معظم الأحيان. فعلى الشخص المصاب او المريض الابتعاد عادة عن دوائر التجمعات المكتظة لمسافة لا تقل عن مترين او أكثر، مع ضرورة الحفاظ على تهوية دائمة للغرفة والمكان المكتظ، والاهم من ذلك استعمال الكمامة التي من شانها ان تخفف نسبة الإصابة بشكل حقيق وتمنع من العدوى بالفيروسات نتيجة الاختلاط بالآخرين.

وأضاف أيضا في هذا السياق:” المهم جدا خاصة لكبار السن الذين يعانون من الامراض المرافقة مثل الضغط والسكري وأمراض الكلى والقلب، هذه الامراض التي من شأنها ان تضعف جهاز المناعة لديها، لذا أوصي بضرورة تلقي التطعيم السنوي قبل حلول الشتاء، هذا التطعيم الذي يساهم في تخفيف الإصابة بالانفلونزا وسائر الامراض الفيروسية بشكل حقيقي، وحتى إذا كانت هناك عدوى او إصابة فإنها تكون خفيفة وفترة التعافي منها تكون اسرع”.

وأختتم د. منير مرعي اختصاصي الأمراض الداخلية في المركز الطبي تسافون حديثه مشيرا الى ان التغذية الصحيحة والمنظمة والتي تحتوي على كافة العناصر الغذائية المطلوبة من شأنها ان تساهم في تعزيز الوقاية والجهاز المناعي لدى كبار السن، مشيرا ايضا الى ان الاعتناء بكبار السن هو واجب أخلاقي وانساني خاصة اننا نتحدث عن ابائنا وامهاتنا واجدادنا. وشدد أيضا على ضرورة التعامل والاكتراث الى المسنين من حيث الشكاوى المتكررة او الطلب الدائم، مشيرا الى ان هذه الشكاوى لا تأتي من فراغ وعليه يجب التعامل معها وفحصها طبيا للتخفيف عنهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى