تهدد سكة القطار التي من المزمع إقامتها على أراضي مقيبلة مساحات واسعة من الأراضي الاحتياطية المتبقية لأهالي القرية ومصادر رزقهم والتوسعة التي تعد أمل السكان، في ظل الحصار الذي فُرض على مقيبلة من معظم الجهات، إذ تحاصرها مستوطنة “ماغين شاؤول” المقامة على أراضيها بالإضافة إلى حاجز الجلمة الذي يحد القرية وجدار الفصل العنصري الذي يفصل القرية عن جنين والجلمة، كما ستغلق سكة القطار المنطقة الغربية التي تعد متنفسا لأهالي مقيبلة ومستقبل أبنائها.
يصادر مخطط “قطار العفولة – جنين” ما يقارب 1400 دونم من الأراضي الزراعية التابعة لأهالي المقيبلة التي تشكّل قرابة نصف الأراضي الزراعية التي يملكونها. ويهدف المخطط إلى تسهيل نقل البضائع من المنطقة الصناعية التركية المخطط إقامتها على أراضي أهالي مقيبلة عن طريق القطار إلى ميناء حيفا والعفولة والأردن، إذ تشمل المنطقة الصناعية مستودعات لتخزين البضائع ومحطة للركاب، بالإضافة إلى التخطيط المستقبلي لنقل حاجز الجلمة.
وقال أحد أصحاب الأراضي المهددة بالضرر ومصادرة جزء منها بسبب مخطط القطار والمنطقة الصناعية، خالد محمد صالح من مقيبلة، لـ”عرب 48″ إنه “علمنا بمشروع سكة القطار صدفة من المزارعين في المستوطنات المحاذية لبلدتنا مقيبلة، إذ أن سكة القطار كانت موجودة في هذه المنطقة عام 1839 والقطار لم يعمل أبدًا في هذه المنطقة، والآن نتفاجأ بمشروع سكة القطار من جديد، وصادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء عليه، مؤخرًا”.
وبشأن تقديم الاعتراضات، أوضح أنه “قدمنا اعتراضات على هذا المخطط، ولكن يا للأسف كل ذلك دون نتيجة. لن يكون قطار فقط إنما منطقة صناعية كبيرة للتجارة والبضائع، والداعم لهذا المشروع هو الاتحاد الأوروبي والحكومة التركية، إذ أن القائمين على هذا المشروع جماعات رأسمالية وغنية، وكل هدفهم إنجاز المخطط بغض النظر عن المتضررين الذين سيذوقون الويلات بسبب هذا المشروع”.
وأضاف صالح أن “مقيبلة تعد 5 آلاف نسمة تقريبًا، والأمل الوحيد لتوسعة مقيبلة هي المنطقة الغربية المهددة الآن بسكة القطار، إذ تعد المناطق الأخرى المحاذية للبلدة مصادرة بفعل الحصار الذي فرض علينا من كافة الاتجاهات”.
وعن مدى الضرر الذي سيتكبده المواطن صالح، أوضح أنه “أعمل بالزراعة منذ مدة طويلة وهي مصدر رزقي الوحيد، اشتريت 70 دونمًا لأعتاش منها، لكن هذا المخطط يهدد أرضي وكل الأراضي الخاصة بأهالي القرية، بالإضافة إلى ذلك منعنا من التوسعة وستصبح البلدة دون مناطق للبناء، وهذا يهدد أيضا بأزمة سكنية خانقة إلى جانب الأزمة السكنية التي نعاني منها الآن. هذا المخطط يهدد حياتنا ومصدر رزقنا وكل شيء لنا، ولن يتوفر مكان لوضع آليات العمل الزراعية الأمر الذي سيجبرنا على بيعها وسنصبح دون مصدر رزق”.
وعن الرد على الاعتراضات، أكد أنه “قدمنا اعتراضات عدة على خط الغاز وعلى سكة القطار عن طريق المحامي قيس ناصر، وكان الرد لجنة البناء والتنظيم أن هذا مشروع قومي، توجهنا إلى جمعية عدالة الحقوقية وجمعية (بمكوم)، إذ قدمنا اعتراضات أخرى، وفي نهاية المطاف رفضت كل الاعتراضات وصودق على المخطط”.
وختم صالح بالقول إنه “أناشد كل من بإمكانه مساعدتنا ألا يقصر في ذلك وأن يبعد هذه الكارثة التي تهدد أهالي مقيبلة، هذا المخطط يهدد أيضا البيئة والإنسان”.