زياد شليوط وصالح معطي ( الصنارة )
شهد نهاية الأسبوع الماضي، حادثة عنصرية مستهجنة ضد الطلاب العرب، الذين يدرسون في كلية نتانيا، حيث قام عدد كبير من السكان اليهود بمحاصرة مبنى السكن الذي يقيم فيه الطلاب على مدار ساعات ومن ثم محاولة اقتحام المسكن، مما وضع الطلاب في حالة من القلق والاضطراب وهذا انسحب على أهالي الطلاب الذين عاشوا يوما صعبا. وجاءت هذه الحادثة ضمن سلسلة على خلفية عنصرية في ظل استمرار الحرب في غزة، حيث تعرضت أيضاً مجموعة من المواطنين العرب في بلدة حريش، في منطقة وادي عارة، الى هجوم عنصري من قبل مجموعة من الأشخاص اليهود الذين صرخوا في وجوههم: “الموت للعرب”.
تابعت “الصنارة” مجريات الاعتداء على الطلاب العرب في نتنانيا، وأجرت لقاءات مع عدد من الطلاب والطالبات الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم أو نشر صورهم في هذه المرحلة. إحدى الطالبات التي كانت شاهدة على ما حدث من هجوم في نتانيا، (الإسم محفوظ في هئية التحرير) قالت لـ “الصنارة”: إن ما حدث مطلع هذا الأسبوع كان عبارة عن قرار بهدف إخلاء الطلاب العرب من المساكن، حيث قامت جهات يمينية بالتظاهر أمام السكن ضد الطلاب العرب ووجودهم فيها، ما كان هو خطر حقيقي على حياة الطلاب والكثير منهم عاشوا لحظات صعبة للغاية ومخيفة لا يمكن وصفها بالكلمات، خاصة حينما شاهدنا أعدادا كبيرة أكثر من ألف شخص يهتفون: الموت للعرب، سنحرق قراكم!”
وقال احد الطلاب لموقع وصحيفة “الصنارة” (الأسم محفوظ لدى هئية التحرير)، والذي كان شاهدا على أحداث العنف: في ساعات الصباح من يوم السبت الماضي، تلقينا رسائل على مجموعة الطلاب العرب ان هناك بضعة أشخاص من المتواجدين داخل السكن، يقومون بالتجوال داخل السكن ويطرقون ابواب الغرف، ولكننا تجاهلنا الموضوع، ولكن في ساعات المساء بدأ التجمهر أمام السكن ووصلت أيضاً عناصر من الشرطة البلدية، التي اعتقدنا بانها جاءت لحمايتنا، ولكننا تفاجأنا بأنها جاءت لتوجه لنا اصبع الاتهام مرة بأننا رمينا “البيض” على الناس في الطريق، ومرة أننا رفعنا علم فلسطين وثالثة أننا أسمعنا موسيقى عربية بصوت مزعج، لكن أثبتنا لهم أن كل تلك الإدعاءات غير صحيحة”.
وأكمل حديثه قائلاً: ” وصلت الى المكان رئيسة بلدية نتانيا، التي دخلت الينا واخبرتنا بانها ستعمل على إخراجنا والحفاظ على سلامتنا، ولكنها بعد ان خرجت للمتظاهرين أخبرتهم بانه سيتم اخراج العرب من السكن الطلابي!”
ويقدم طالب ثالث (من منطقة الشمال) شهادته لـ”الصنارة” حول ما حصل قائلا: ” في ساعات صباح يوم السبت، وصلتني رسائل من الطلاب في المسكن، بأن هناك من يدق الأبواب ويصرخ: اخرجوا من هنا! لم نأبه بداية لهذه الأصوات وظننا أن أصحابها سيكفون عن ذلك بعد وقت. لكنهم استمروا في التظاهر أمام المبنى وارتفع عدد المتظاهرين وازدادت الهتافات العنصرية ضد العرب، كنا معتادين أن يتواجدوا بأعداد في نهاية الأسبوع، لكن أخذوا يزدادون وشعرنا أن هناك أمر يطبخ لنا خاصة وأنهم أخذوا يهتفون ضد العرب وأحضروا سيارة مع سماعات ويبثون أغاني معادية للعرب واتهمونا أننا ندعم الارهاب واذهبوا الى غزة وأطلقوا أكاذيب بحقنا، وحضرت عناصر من شرطة البلدية وبدل أن تساعدنا أخذت تحقق معنا حول ادعاءات المتظاهرين. أمام ذلك قمنا بالتجمع وتوزعنا على الملاجيء بشكل مجموعات حتى لا نتعرض للاستفراد بنا من قبل العنصريين، عددنا كان بين 40-50 طالبا معظمهم طالبات، وبعد ذلك حضرت الشرطة وأخبرتنا انها تعمل على تهريبنا وعند الساعة 11 ليلا تم اخراجنا من البناية، رفضنا ركوب الحافلة وركبنا جميعنا في سياراتنا وعددها ثماني سيارات. لم تهتم الشرطة بنا ولم ترتب لنا أماكن للنوم، وكل ذلك فعلناه لوحدنا وتوجهنا عند أقارب وأصدقاء في المنطقة لقضاء تلك الليلة”.
وأضاف الطالب قائلا: “كان يجب تفريق المظاهرة وليس اخلائنا، لكن الشرطة كانت متواطئة مع المتظاهرين، كما أن إدارة المسكن تدعي أنها أخلتنا حرصا منها على سلامتنا، لكن هذا الاخلاء أضر بنا لأن معظمنا يعمل في مصالح في المنطقة ونضطر للسفر يوميا، كما أننا دفعنا مسبقا ايجار المساكن، فلا يعقل أن معظمنا لم يعد للعمل ويمكن أن يخسر عمله، ومن هنا
نحن نرفع صرخة أمام المسؤولين بأننا هنا لهدف واحد وهو التعليم ولا هدف آخر لنا”.
الشرطة: لن تتساهل شرطة إسرائيل مطلقًا مع أي نهج عنيف
جاء في بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربي حول الحادثة: “عمل افراد شرطة مديرية شارون على إعادة النظام بالقرب من الكلية في مدينة نتانيا. في نهاية النشاط، تمت استعادة النظام وعاد جميع الطلاب الذين مكثوا في مساكن الكلية إلى منازلهم دون أن يصابوا بأذى. لن تتساهل شرطة إسرائيل مطلقًا مع أي نهج عنيف”.
واضاف البيان: “خلافا لما يشاع حول حرق مجمع في الكلية في نتانيا، من الجدير بالذكر أن هذا بلاغ كاذب. تم على الفور إطفاء الحريق الذي اندلع في مكان قريب بسبب شُعلة. يسود الهدوء في المكان ولم تقع أي أضرار للمبنى”.
بلدية نتانيا لم ترد على أسئلة “الصنارة” حتى ساعة اغلاق العدد
هذا واتصلت “الصنارة” مع الناطقة بلسان بلدية نتانيا، سيغال سمبيرو يوم أمس الخميس، لكنها لم تتواجد في المكتب وبناء على طلب الموظفة في المكتب، فقد قمنا بارسال رسالة الكترونية للناطقة وفيها أسئلة محددة حول موقف البلدية من محاولة اقتحام مساكن الطلاب والاجراءات التي اتخذتها البلدية وخاصة من أجل عودة الطلاب إلى المساكن، إلا أنه لم يصلنا رد البلدية الرسمي حتى ساعة اغلاق العدد.