أخبار

تحذيرات من ارتفاع إصابات ووفيات الأولاد بسبب تسهيلات حيازة السلاح التي اجراها بن غفير

أعربت مؤسسة “بطيرم” لأمان الأولاد هذا الاسبوع عن قلقها الشديد من السياسة الجديدة المتبعة من قبل وزارة الامن القومي بما يتعلق بالتسهيلات التي تم إدخالها حيز التنفيذ لحيازة السلاح في العام الأخير وخاصة في الشهرين الأخيرين.

وجاء في ورقة تقدير موقف أصدرتها “بطيرم” وأرسلت نسخة عنها الى كافة الجهات المختصة خاصة الحكومية منها ان سياسة تسهيلات حيازة السلاح التي يتبعها وزير الامن القومي بن غفير من شأنها ان تؤدي الى ارتفاع إصابات ووفيات الأولاد بسبب انشتار السلاح وحيازة في العديد من البيوت لدى العائلات التي حصلت على هذا السلاح من خلال التسهيلات المذكورة.

وأشارت “بطيرم” من خلال هذا البيان انه ومع بداية عام 2023، قام وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، بإدخال الإصلاحات على انظمة الحصول على تراخيص حمل السلاح في إسرائيل، بهدف تسهيل الإجراءات لجيازته، والسماح لعدد أكبر من المواطنين بالحصول على الرخصة. حيث ان النقاط الرئيسية لهذه لإصلاحات من شأنها ان تقلص من عدد المتقدمين المطالبين بالخضوع الى مقابلة شخصية في مكاتب ترخيص الأسلحة كشرط أساسي لحيازة السلاح.

“السلاح الناري.. السبب الأول لوفيات الأولاد في الولايات المتحدة”

وأضافت “بطيرم” في بيانها انه ومنذ يوم السبت الرهيب في 7 أكتوبر، وفي ظل المزيد من التسهيلات البيروقراطية التي أعلنها وزير الأمن الداخلي، كانت هناك زيادة كبيرة في طلبات الحصول على تراخيص لحيازة الأسلحة النارية. وعلى ضوء هذا أعربت “بطيرم” عن قلقها الشديد من ازدياد اعداد الأسلحة النارية في البيئة التي يتواجد بها الأطفال.

وتطرقت “بطيرم” في موقفها الى المعطيات المتعلقة بإصابات ووفيات الأولاد في الولايات المتحدة الامريكية جراء الانتشار المتزايد في الأسلحة النارية وأشارت انه وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن الأسلحة النارية هي السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال والمراهقين تحت سن 18 عاما في الولايات المتحدة وان احتمال وفاة الأطفال، في المنازل التي توجد بها أسلحة نارية أعلى بأربع اضعاف من سائر المنازل.

واستندت “بطيرم” في بيانها الى الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين من جامعتي أوريغون وتكساس أنه بين الاعوام 1999 و2018، ارتفع معدل الوفيات جراء الإصابات غير المتعمدة باستخدام الأسلحة النارية بين الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 1-4 سنوات في الولايات المتحدة بنسبة سنوية بمعدل 4.9.

“وماذا عن المجتمع العربي؟”   

كما استعرضت “بطيرم” في بيانها الوضع في إسرائيل وأشارت استنادا الى المعطيات التي جمعتها انه ما بين السنوات 2008 حتى 2023، توفي 20 طفلاً جراء تعرضهم لإطلاق نار من سلاح ناري، 7 منهم تعرضوا لإطلاق نار بشكل غير متعمد. واضافت المعطيات ايضا ان 11 حالة من حالات الوفاة المذكورة وقعت في المنزل، مع العلم ان هذه المعطيات لا تعكس حتى الآن عواقب الإصلاحات والتسهيلات التي دخلت حيز التنفيذ فقط في الأشهر الأخيرة من عام 2023.

 

وتشير “بطيرم” إلى أنه من بين حالات الوفاة الـ 20 التي تم رصدها ما بين الأعوام 2008-2023 بسبب الأسلحة النارية، كان 17 منها من أطفال المجتمع العربي، أي الغالبية العظمى من الضحايا وذلك نتيجة موجة العنف التي شهدها المجتمع العربي في السنوات الأخيرة.

ونوهت “بطيرم” ان خطة الإصلاح والتسهيلات للوزير بن غفير ستؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد الأسلحة، أيضا في المجتمع العربي، حيث أن التسهيلات المذكورة تشمل أيضا من انهوا الخدمة الوطنية والعاملين في مؤسسات الطوارئ بما في ذلك العاملين في نجمة داود الحمراء والإنقاذ وغيرهم. وكما ذكرنا، كلما زاد توافر الأسلحة بين ايدي المواطنين، زاد خطر إصابة الأطفال.

“السلاح الناري في المنزل.. خطر حقيقي على الأطفال”

ويحدد القانون الإسرائيلي إجراءات تخزين الأسلحة النارية في المنزل، اهمها عدم ترك الأسلحة النارية أو الذخيرة في مكان يمكن للأطفال الوصول إليها؛ والحرص على وضع السلاح في مكان مغلق وبعيداً عن متناول الأطفال والبالغين ايضا؛ ووجوب شراء خزنة منزلية لتخزين الأسلحة فيها على ان يتم تركيبها في مكان خفي، ومثبتة على جدار أو أرضية بطون؛ على ان تكون إمكانية الوصول إلى الخزنة لحامل رخصة السلاح الناري فقط؛ مع العلم ان يجب تفريغ السلاح من الذخيرة قبل تخزينه. من هذا المنطلق تشدد مؤسسة بطير م لأمان الأولاد على الأمور التالية:

–          زيادة اعداد الأسلحة النارية المتواجدة بين ايدي الجمهور يزيد بشكل كبير من احتمال خطر إصابة الأطفال بإطلاق النار بشكل غير مقصود.

–          يتميز الأطفال الصغار، بكونهم فضوليين تجاه أي شيء يصادفونه أمامهم او يقع بين يديهم، في حين أن إحساسهم بالخطر ليس متطورًا بما فيه الكفاية. فمجرد وجود أسلحة في المنزل يشكل خطرا محدقا بهم جراء العبث بالسلاح، مما سيؤدي إلى وفاة أو إصابة الشخص أو الأطفال الآخرين، بالإضافة الى زيادة حالات الانتحار والقتل.

–          إذا تقرر الاحتفاظ بسلاح في المنزل فإن إخفائه لن يمنع وقوع الكارثة، وبدلاً من ذلك يجب تقديم الشرح للأطفال عن مخاطر السلاح، وأهمية عدم الاقتراب منه ولمسه وإبلاغ الوالدين فوراً بالعثور على سلاح أو ذخيرة في ارجاء المنزل. وبالإضافة إلى ذلك، يجب اتخاذ خطوات فعالة لمنع الوصول إلى الأسلحة.

وعليه واستنادا الى كل ما ذكر أعلاه توصي مؤسسة “بطيرم” بضرورة اجراء التغييرات والتقييدات على أنظمة ترخيص الأسلحة وتخزينها على النحو التالي:

• قبل الحصول على ترخيص لحيازة السلاح الناري وعند اجراء اي تجديد للرخصة، يجب على مقدم الطلب التوقيع على مستند اقرار بأنه قد قرأ وفهم ودرس تعليمات استخدام وتخزين الأسلحة النارية، وعليه يوصى بإعداد كراسة تتضمن اهم التعليمات والارشادات الواضحة، مع شرح كافة المخاطر وكيفية الوقاية منها.

• وكما هو الحال مع التعليمات الصادرة عن الجهات الأمنية، يجب اتباع تعليمات إبقاء الذخيرة منفصلة عن السلاح نفسه و/أو تفكيك السلاح قبل تخزينه في الخزنة. ويجب التأكد على أنه بمجرد عودتك إلى المنزل، عليك تخزين السلاح في الخزنة المخصصة لذلك وعدم تركه بمتناول اليد في المنزل.

• تجنب التعامل مع الأسلحة بحضور الأطفال، كما يوصى باستخدام قفل الزناد أو أي وسيلة أخرى لقفل الزناد عندما يكون السلاح في المنزل.

وتدعو مؤسسة “بطيرم” دولة إسرائيل إلى توخي الحذر والتأكد من منح تراخيص الأسلحة النارية فقط لأولئك الذين يستوفون المعايير والشروط، بالإضافة إلى زيادة تطبيق القوانين المتعلقة بهذا السياق من أجل الحفاظ على الاستخدام الصحيح والآمن للأسلحة النارية قدر الإمكان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى