مئات المرضى في البلاد ينتظرون زراعة أعضاء حيوية لإنقاذ حياتهم ضمن قائمة الانتظار القطرية لزراعة الاعضاء، وقسم منهم يموت للأسف خلال سنوات الانتظار الطويلة للوصول للعضو المنشود. وهي مصحوبة بمعاناة صعبة الوصف، للمريض ولعائلته ولأحبائه. كما ويحتاج الأمر أحيانًا إلى الحظ، بسبب اعتبارات تحديد من هم بأمسِّ الحاجة لاستقبال عضو وصل نتيجة حالة وفاة طارئة من متبرع. كما وأن جزء من الحل موجود بين أيدينا عبر التبرع بكلية أو بجزء من الكبد داخل العائلة تضمن نسب نجاح عالية بفضل تطوّر الطب في البلاد.
الشاب مؤمن أبو شيخة ( 26 عاما) ابن قرية عارة، تجسد قصته معاناة المئات من المنتظرين لزراعة أعضاء وطالما عانى من تليف في الكبد منذ الصغر واليوم يحتاج الى زراعة كبد ضرورية من أجل انقاذ حياته. اختار مؤمن ان يتوجه الى الجمهور العام وحثه على ضرورة التبرع بالأعضاء وإنقاذ حياته وحياة الاخرين، واختار أن ينقل رسالته اليكم كما هي:
انا الشاب مؤمن ابو شيخة من قرية عاره وابلغ من العمر 26 عام، مريض بتليف الكبد ولله الحمد حتى يبلغ منتهاه. اكتشف مرضي منذ نعومة أظافري ولم أعش طفولتي كبقية الاطفال. قبل نحو سبع سنوات لجأتُ لزراعة كبد للمرة الاولى ولله الحمد تمت العملية بنجاح. مارست بعدها حياتي الطبيعية وكأني ولدت من جديد وبدأت أخطط لمستقبلي بعزم. لكن “يا فرحة ما تمت”. بدأ الكبد بعد عامين بالتليف من جديد ومعها المعاناة. في هذه الفترة، توفت امي رحمها الله واسكنها فسيح جناته، وكانت تحلم وتخطط بأن تفرح بأبنها وحيدها. لم امارس حقوقي كشاب مستقل كباقي الشباب الذين يعملون ويحصدون ثمار عملهم ، خسرت زهرة شبابي وحرمت من ابسط حقوقي. رافقتني أيضا مخاوف الارتباط والزواج بسبب الإرهاق والتعب الذي بدأ يظهر على وجهي. الحمد لله على كل شيئ، ايماني بالله واصراري على العيش والإرادة والعزيمة وتقبل القضاء والقدر هم بوصلتي.
لا أريد أن أطيل عليكم، تجربتي مع المرض قاسية، أيقنت خلالها أن الحياة فانية. تعددت الاسباب والموت واحد. وقال تعالى: “من أحياها فكأنما احيا الناس جميعاً” أتمنى من الله ذو الجلال والإكرام أن يمن عليكم بالصحة والعافية لكم ولأحبائكم وأتمنى ان تفكروا بالمرضى اذا ما أجبرتم على اتخاذ قرار التبرع بالأعضاء. دعمكم ينقذ حياتي وحياة المئات غيري من الشباب والامهات والأطفال وينقل حياتهم من الجحيم الى النعيم .
في الصورة: مؤمن ابو شيخة