- ان معركة الانتخابات المحلية ستكون مقدمة للمعركة القطرية العامة، وهناك نزوع لدى الأحزاب بتعزيز حضورها محليا، كمقدمة لخوض الانتخابات القطرية (الكنيست) من أجل تعزيز مواقعها أكثر من الانتخابات السابقة.
- معركة الانتخابات المحلية ستكون مقدمة للمعركة القطرية العامة، وهناك نزوع لدى الأحزاب بتعزيز حضورها محليا، كمقدمة لخوض الانتخابات القطرية (الكنيست) من أجل تعزيز مواقعها أكثر من الانتخابات السابقة.
- الفجوة بين الرؤساء والمرشحين المنافسين ازداد لصالح الرؤساء المتوقع أن يفوز غالبيتهم في هذه الانتخابات وسيعودون إلى سدة الرئاسة في سلطاتهم المحلية.
- الميزانيات كانت وظلت شحيحة، ولم يتمكن الرؤساء العرب من لعب دور بارز في ايجاد الحلول والتسهيل على المواطنين، لذا فان احتمال إعادة انتخاب الرؤساء الحاليين قليلة نسبة للرؤساء اليهود.
- هذه فرصة كبيرة للمواطن بالتأثير والتصويت، لكن التصويت لمن؟ إن اجتياح عصابات الإجرام لسلطاتنا المحلية من المفروض أن يجعلنا نغير في أنماط تصويتنا واختيارنا للمرشحين
- الفرصة اليوم متوفرة أمام الناخب في التصدي لعصابات الاجرام، من خلال العزوف عن التصويت للمرشح الذي يخضع لتلك العصابات ويتعامل معها، ومنح المرشح القوي والقادر على الدفاع عن البلد الثقة للوصول الى رئاسة السلطة واذا خان الأمانة يتم طرده
- على المواطن أن يحكّم ضميره ويمنح صوته لمن يتصدى لعصابات الاجرام
-
مع اقتراب موعد انتخابات السلطات المحلية
المحامي رضا جابر، باحث مختص في القانون والسياسات العامة لـ”الصنارة”:
إن اجتياح عصابات الإجرام لسلطاتنا المحلية من المفروض أن يجعلنا نغير في أنماط تصويتنا واختيارنا للمرشحين
زياد شليوط
ستشهد البلاد انتخابات عامة للسلطات المحلية لانتخاب أعضاء ورؤساء جدد لتلك السلطات، بعد تأجيل موعد الانتخابات الأصلي في 28/10/2023، اثر اندلاع الحرب في غزة والتي تواصلت وتصاعدت وانعكس تأثيرها على مجالات عديدة ومنها الانتخابات، وستتم العملية الانتخابية كما تقرر مؤخرا يوم الثلاثاء السابع والعشرين من الشهر الجاري، أي بتأخير أربعة أشهر عن الموعد الأصلي.
ونتيجة الوضع الحالي واستمرار الحرب فان السلطات الواقعة في غلاف غزة وكذلك في الحدود الشمالية لن تشارك في الانتخابات في هذا الموعد، أما عدد السلطات المشاركة في الانتخابات يصل الى 241 سلطة منها 75 مجلس بلدي و114 مجلس محلي و52 مجلس أقليمي ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع 7,190,584 ناخبا وناخبة.
شكلت المشاركة العامة في الانتخابات في العام 2018، نسبة 59.5% وفي المجتمع العربي 84%، لكن في ظل الحرب يتوقع ان يحصل تراجعا بنسبة 10% في المشاركة في العملية الانتخابية في عموم البلاد.
على ضوء تلك المعطيات وأمام التوقعات المحتملة، التقت “الصنارة” الباحث مختص في القانون والسياسات العامة، المحامي رضا جابر من مدينة الطيبة.
الصنارة: هل سيكون لتاجيل الانتخابات تأثير سلبي على نسبة الناخبين فيها؟
جابر: تأجيل الانتخابات بحد ذاته لم يؤثر على مدى اقبال الناس على الانتخابات، في ظل الحرب المستمرة. فالاعتبارات المحلية تختلف عن الاعتبارات القطرية، فالانتخابات المحلية لها خصوصياتها التي لا تتأثر بالسياقات الخارجية ولا أظن أن التأجيل سيؤثر على مشاركة الناخبين.
الصنارة: لكن هناك فتور واضح في الشارع يعترف به حتى مرشحو رئاسة وعضوية، لذا قاموا بارسال رسائل مباشرة للمواطنين من أجل الوصول إلى صناديق الاقتراع!
جابر: هذا الفتور له أسبابه. عواطف الناس ومشاعرها مشغولة بمشاهد الحرب المأساوية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك قلق من السياق السياسي العام في الدولة، من حيث البقاء على حقوقنا ووجودنا، وهذا يجعل شعور الناس تجاه الدولة أيضا غير مريح، لأنهم يشعرون بأن الوضع ذاهب في اتجاه تصادمي مع المجتمع اليهودي، لذا الخوف من المستقبل وما يحمله في تصاعد.
الصنارة: هذا بالنسبة للشارع العربي لكن في الشارع العام في الدولة هناك تراجع وتوقع بانخفاض نسبة التصويت في الشارع اليهودي خاصة!
جابر: رؤيتي تختلف في هذا المجال أيضا. إن البعد المحلي في المجتمع اليهودي سيشهد ارتفاعا وبالتالي سيكون الاقبال على التصويت أعلى مما هو متوقع، خاصة وأن مؤسسات الدولة فشلت في تقديم الحلول للمواطن قبل 7 أكتوبر وبعده، ومن هنا فان لجوء المواطن اليهودي للبعد المحلي سيكون ملحوظا، لأنه يريد منح البعد المحلي فرصة في التعامل مع الأزمات، خاصة وأن السلطات المحلية تعاملت مع الأزمة الأخيرة بفاعلية أفضل من الحكومة والوزارات. كما أن المجتمع اليهودي تجاوز خلافاته الداخلية السابقة بعد 7 أكتوبر، وباتت الفجوات محدودة في فترة الحرب لكن اسقاطاتها وترسباتها ما زالت موجودة، ولهذا فان معركة الانتخابات المحلية ستكون مقدمة للمعركة القطرية العامة، وهناك نزوع لدى الأحزاب بتعزيز حضورها محليا، كمقدمة لخوض الانتخابات القطرية (الكنيست) من أجل تعزيز مواقعها أكثر من الانتخابات السابقة.
الصنارة: هذا يتفق مع بعض الآراء التي تقول بأن المواطنين سيعيدون انتخاب الرؤساء الحاليين الذين أثبتوا قدرتهم على التعامل مع الأزمة العسكرية والابتعاد عن المرشحيبن الجدد الذين يفتقدون للتجربة!
جابر: قسم كبير من المرشحين الجدد المنافسين للرؤساء الحاليين، هم من جنود الاحتياط والمنخرطين في الجهد العسكري، لذا لم يأخذوا حظهم في الحملات الدعائية والعملية الانتخابية، وبالمقابل برز دور الرؤساء الحاليين الذين تحولوا الى عنوان بالنسبة للمواطن في ايجاد الحلول لمشاكله. وهكذا نجد بأن الفجوة بين الرؤساء والمرشحين المنافسين ازداد لصالح الرؤساء المتوقع أن يفوز غالبيتهم في هذه الانتخابات وسيعودون إلى سدة الرئاسة في سلطاتهم المحلية.
الصنارة: هل هذا الأمر ينسحب على المشهد الانتخابي في الشارع العربي؟
جابر: هذا لا ينسحب على ساحتنا الانتخابية. تركيبة مجتمعنا مختلفة والمواضيع الانتخابية مختلفة وأنماط التصويت مختلفة. رؤساء السلطات العربية لم يكونوا جزءا من الحل، ولم يشكلوا عنوانا للمواطن في الحلول أمام الدولة. بل العكس هو ما حصل لأن الميزانيات كانت وظلت شحيحة، ولم يتمكن الرؤساء العرب من لعب دور بارز في ايجاد الحلول والتسهيل على المواطنين، لذا فان احتمال إعادة انتخاب الرؤساء الحاليين قليلة نسبة للرؤساء اليهود.
الصنارة: تبقى مشكلة الاجرام وانعدام الأمان في البلدات العربية، وكذلك سيطرة عصابات الاجرام على جانب حيوي من عمل السلطة المحلية، أكثر ما يقلق المواطن العربي ويجعله يتراجع عن التصويت بنسبة عالية كما كان في الماضي، لأنه لا يرى أفقا مطمئنا، بل ربما ازديادا في مأساوية الوضع القائم!
جابر: ما أراه هو العكس. فهذه فرصة كبيرة للمواطن بالتأثير والتصويت، لكن التصويت لمن؟ إن اجتياح عصابات الإجرام لسلطاتنا المحلية من المفروض أن يجعلنا نغير في أنماط تصويتنا واختيارنا للمرشحين، بحيث يتم الابتعاد عن الاعتبارات والخيارات العائلية والفئوية، ومنح الصوت للمجموعات الانتهازية والمصلحجية داخل مجتمعنا، التي تنظر لمصالحها العائلية والذاتية والفئوية بدل النظر للمصلحة العامة، مصلحة البلد، ووضع حد لتدخل عناصر الاجرام. الفرصة اليوم متوفرة أمام الناخب في التصدي لعصابات الاجرام، من خلال العزوف عن التصويت للمرشح الذي يخضع لتلك العصابات ويتعامل معها، ومنح المرشح القوي والقادر على الدفاع عن البلد الثقة للوصول الى رئاسة السلطة واذا خان الأمانة يتم طرده من المجلس في الانتخابات التالية.
الصنارة: اذن هذه تجربة مكلفة وغير مضمونة النجاح وستجلب الويلات على البلد اذا حصلت!
جابر: صحيح أنها تجربة غير مضمونة النتائج. لكن على المواطن أن يحكّم ضميره ويمنح صوته لمن يتصدى لعصابات الاجرام. الرسالة تكون في اتجاهين الأول أن تدعم المرشح ليكون صمام الأمان للبلد والذي يمكنه ولديه الاستعداد لتنظيم المجتمع وتنفيذ المشاريع لصالحه وأن يتبنى سياسة المواطنة للجميع دون استثناء والعمل على ازدهار البلد.
المصدر : الصنارة