أديل فرح جبران نائب مدير شركة زاروبي للمواد الغذائية:”شغفي دفعني حتى لان أقوم بإصلاح الماكينات المعطّلة في المصنع”
يحيي العالم هذا الأسبوع اليوم العالمي للنساء، وذلك في خطوة آخذة في الازدياد عاما تلو الآخر، نحو تسليط الضوء على إنجازات المرأة، سعيا لتحقيق المساواة، وتذويت دورها في المجتمع في شتى الأصعدة والمجالات، التي تخوضها سواء كان الحديث عن مناصب اجتماعية، او اقتصادية وسياسية.
وكانت المرأة العربية قد قطعت شوطا هاما نحو تعزيز مكانتها ودورها المجتمعي خاصة في السنوات الأخيرة، الا ان التحديات أمامها ما زالت كبيرة ومتعددة. ولعل الإنجازات الكبيرة التي تميزت بها تمثلت بريادة أماكن العمل بشتى أنواعها، خاصة تلك التي كانت مقتصرة على الرجال فقط، لكن الفجوة ما زالت بعينها خاصة إذا ما قد تحدثنا عن قطاع الصناعة في البلاد.
وكان اتحاد ارباب الصناعة قد رصد في بحث اجراه ان حوالي 13% من النساء العربيات فقط انخرطن في مجال العمل في القطاع الصناعي، فيما ان قلة قليلة منهن يتبوأن مناصب إدارية في هذا القطاع. ومن بين هؤلاء النساء الرياديات، نتحدث عن السيدة أديل فرح جبران نائب مدير مصنع زاروبي للمكسرات بالإضافة الى كونها المديرة المالية للشركة، ومديرة المخازن والإنتاج والمسؤولة عن ضمان جودة المنتجات في الشركة.
السيدة أديل فرح جبران، ابنة الـ 45 عاما متزوجة وأم لولدين، متعددة الهوايات رغم كونها مسؤولة متعددة الوظائف في مصنع زاروبي للمواد الغذائية، حيث اشارت انه الى جانب عملها فإن هوايتها تكمن في التصميم، سواء كان تصميم وإنتاج المناسبات العائلية من الالف الى الياء، حتى التصميم التشكيلي من خلال التعامل مع الشمع والجبص، حيث خصصت في منزلها غرفة خاصة لهذا الابداع، كما انها قامت بوضع اللمسات الأخيرة على التصميمات الداخلية لمقر الشركة الجديد في المنطقة الصناعية في ألون تافور.
وعن مشوارها في الشركة التي أقيمت في العام 1992 قالت:” منذ ان انهيت دراستي عملت في مجال الحسابات وفي عام 1998 انضممت للعمل في شركة زاروبي للمواد الغذائية كموظفة لإدارة المكتب والحسابات. ما يميزني في وظيفتي انني أفكر بشكل مختلف واحاول ان أكون خلاقّة ومبدعة، لدي ميول لاكتشاف أي شيء ودراسة كل مجال، ابحث دائما عن بدائل وحلول وكلمة مستحيل غير موجودة بقاموسي، هذا الشغف الذي دفعتي حتى لأقوم بإصلاح الماكينات المعطّلة في المصنع. أواظب على التدقيق في كل شيء، وعاما تلو الآخر انخرطت في دورات ومساقات عملية وعلمية لاكتساب آفاق جديدة ومعلومات مبتكرة. رغم أني بدأت مسيرتي في الشركة في الحسابات لكنني دخلت أيضا الى خطوط الإنتاج في الشركة التي أخذت بالتطور. هذه الشركة التي كانت لا تحتوي سوى بعض الأقسام ومع تطورها، وتوسيع الإنتاج أصبحت مديرة الإنتاج ومديرة للمخازن وبعدها أدرت أيضا قسم ضمان جودة المنتجات كما أني أشرفت في بعض الأحيان على عملية التسويق، ولم اتخل أيضا عن هوايتي التي دفعتني أيضا للتدخل في تصميم المنتجات والرزم”.
وعن التغييرات التي أدخلتها للشركة قالت:” عملي في معظم المجالات والاقسام في الشركة جعلني محط تقدير واهتمام من قبل المدير العام السيد خالد زاروبي الذي يتشاور معي في كل امر، صغيرا كان ام كبيرا، ندرس كل موضوع ونتشارك في اتخاذ القرارات لنتطور ونتقدم، الامر الذي تمثل بارتفاع عدد العاملين من 5 عاملين الى 45 في العام 2024. فلكي يستطيع صاحب الشركة تطوير مصلحته يجب ان يتمتع بالثقة والاطمئنان تجاه العاملين لديه خاصة تجاه من يمسك بزمام الأمور ويدير الأقسام والعمل، على ان يكون شخص صاحب مسؤولية وجدير بهذه الثقة. اعتقد ان ما يميزني كامرأة مسؤولة في الشركة انني اهتم جدا بالحفاظ على نظافة المصنع، وأشرف شخصيا على الرزم والمنتجات التي تخرج من المصنع وضمان جودتها، وجودة المواد الخام التي تدخل للمصنع. كل هذه الأمور بمسؤوليتي الشخصية وهذا أكبر دافع يعزز ثقة صاحب المصلحة ويشجعه ويدعمه ويتيح العمل على تطوير المصنع أكثر”.
وحول التضارب ما بين العمل والعائلة قالت أديل فرح جبران:” أحب عملي كثير واكرس له الوقت. انا ربة اسرة واحاول دائما ان أجد التوازن بين العائلة ومتطلبات العمل. هذا ليس سهلا ويحتاج الى تأهيل الأشخاص المناسبين من أصحاب الكفاءات وبناء البرامج وخطط العمل كي أستطيع انا أيضا التفرغ للعائلة، والتخطيط للسفر والاستمتاع بالأوقات بطمأنينة وهدوء. بالمقابل، اتلقى الدعم الكبير والمساندة من قبل الزوج والاقارب أيضا لتحقيق هذا التوازن وهو امر بالغ الأهمية في نجاحي المهني”.
وفي ردها على سؤال حول القيمة المضافة لشركة تديرها امرأة مقارنة مع سائر المصالح قالت:” أؤمن ان لكل امرأة مهارة ونقاط قوة في مجال معين، لدينا عاملات لا يجدن أنفسهن في قسم معين في الشركة، فتبدعن في اقسام أخرى مختلفة. فقط يجب اعطائهن الفرصة والمجال لإثبات أنفسهن والتقدم والنجاح. أرى ان تقديم الدعم والتشجيع ذات قوة كبيرة للتأثير وانا بدوري أقوم بتقديم هذا الدعم للعاملات ولجميع من حولي. الكثير من النساء ما زلن يعانين من فقدان الثقة بالنفس ولديهن هذه الرهبة في التقدم والابداع والنجاح”.
وفيما يتعلق بالصعوبات التي تعترض الصناعات العربية المحلية في ظل الازمة الاقتصادية بسبب الحرب وارتفاع أسعار الشحن والمواد الخام والضرائب قالت:” في سلم اولوياتنا الحفاظ على العمال لأنهم المورد الأهم، لكن يجب علينا ان نكون خلاقين ومبدعين لإيجاد الحلول للتغلب على الازمات وكيفية تقليص المصاريف من جهة والتفكير مليا في كيفية زيادة المبيعات للتغلب على هذه الأزمة”.
وفي نهاية حديثها تطرقت الى دور اتحاد ارباب الصناعة في تعزيز دور وعدد النساء في القطاع الصناعي وتقديم المساعدة والدعم والاستشارة وقالت ان الندوات واللقاءات العديدة التي تقام ضمن منتدى النساء في الصناعة الذي يعمل تحت كنف اتحاد ارباب الصناعة يوفر الكثير من الدعم والتشجيع من خلال لقاءات التعارف وتبادل الخبرات والأفكار والحلقات المتعددة والدورية على مدار العام لتعزيز ودعم النساء العاملات في الصناعة، مما يترك اثرا بارزا سواء من خلال تقديم المعلومات الوافية والدعم المطلوب الذي من شأنه ان يذلل العديد من العقبات امام النساء عامة”.