زياد شليوط
أعلن الوزير غدعون ساعر، مساء الثلاثاء الماضي، فسخ الشراكة مع حزب “كحول لفان”، ضمن كتلة “همحنيه همملختي” بزعامة الوزير بيني غانتس، وطالب ساعر بتعيينه عضوا في كابينيت الحرب المقلص في حكومة نتنياهو، كما طالب الكنيست بالاعتراف به كتلة مستقلة تحت مسمى “الأمل الجديد – اليمين المسؤول”.
وطلب ساعر يعني تغيير اتفاق مبنى الحكومة وهذا ما يرفضه غانتس، كما أن ضم ساعر يُواجه بطلب من شركاء نتنياهو، وخاصة بن غفير، للانضمام للكابينيت المقلص.
هذا ولم يعلق غانتس على إعلان شريكه السابق ساعر، سوى بكلمة “شكرا وبالتوفيق”.
لا يستبعد الباحث السياسي أمير مخول في حديث مع “الصنارة” بأن يكون نتنياهو يقف خلف هذا الانقسام، وقال في هذا الصدد: “منذ اقامة كابنيت الحرب، بدأت سلسلة من الحوارات بين نتنياهو وساعر، والتي نفياها أحيانا، لكن تم تأكيدها اعلاميا، كما وبدأ تباعد ملحوظ بين غانتس وايزنكوت من جهة وساعر من الجهة الأخرى وحصريا أن غانتس استبعد ساعر من كابنيت الحرب”.
ولا تأتي خطوة ساعر هذه من فراغ فهو برأي مخول: ” يدرك كمنافس مستقبلي على رئاسة الحكومة، بأن قوة حزبه محدودة حاليا، فيما خطوته بالانفصال عن المعسكر الرسمي واعلان نفسه قائدا للتيار اليميني العقائدي الليبرالي والمسؤول، إنما يضاعف من أثر خطوته وهو بذلك يقرأ الانزياح اليميني في المجتمع الاسرائيلي والرافض لأي حل سياسي مع الفلسطينيين، كما يدرك ان نتنياهو في نهاية طريقه وأنه سيترك الليكود حزبا محطما الى حد كبير”.
وردا على سؤال فيما اذا كان ساعر يتحسب من دخول شخصيات سياسية يمينية حلبة التنافس على رئاسة الحكومة، أكد أمير مخول لـ”الصنارة” بأن: “قراره جاء في إطار خطوة استباقية لحسم الأمور لدى العديد من الشخصيات المؤثرة بدخول المعترك السياسي أو العودة له، ومنهم يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق ونفتالي بنيت، رئيس الوزراء السابق المعني بالعودة للحلبة السياسية وكذلك اييلت شاكيد، وزيرة القضاء السابقة. كما يراهن على استقالة عدد من قادة الليكود ووزرائه والانضمام الى تكتل جديد يسعى لتشكيله. وللتنويه فإن ساعر في مواقفه السياسية قريب ايضا من رئيس حزب يسرائيل بيتينو ليبرمان والذي بدوره بدأ حياته السياسية في الليكود، ويعترض على نتنياهو. في المقابل هناك مساع لإقامة حزب صهيوني ديني وسطي يشكل بديلا لسموتريتش ونهجه، في حين ينحو ساعر نحو التدين والتقرب من الصهيونية الدينية الدولانية وليس من سموتريتش الذي تشير الاستطلاعات الى تراجع شعبيته بشكل كبير”.
وعن تأثير خطوة ساعر على المدى القريب، يرى مخول بأنها “تشكل إضعافا لاحتمالات غانتس ليكون بديلا لنتياهو في رئاسة الحكومة، وتضع حدا لتحول جمهور يميني نحو غانتس خاصة وأن 22% من مؤيدي الليكود يعتبرون وفقا للاستطلاعات بأن غانتس أكثر ملاءمة لرئاسة الحكومة من نتنياهو الذي دعموه في الانتخابات الاخيرة. وعليه يرى العديد من المحللين بأن خطوة ساعر سوف تمنح نتنياهو مساحة واسعة للمناورة على الاقل للمدى القريب، سواء مقابل الضغوطات من قبل ادارة بايدن و”الحرب” المفتوحة ولمحاولات انزاله عن الحلبة”.
خطوة ساعر خربطت الاوراق
ويخلص الباحث أمير مخول إلى القول لـ”الصنارة” بأن “خطوة ساعر ليست نهاية المطاف، بل هي “خربطة الأوراق” نحو وضع الأسس لاصطفاف جديد في الساحة السياسية، والسعي الى اقامة تكتل يميني عقائدي ليبرالي جديد يصبو لتبوّء رئاسة الحكومة من خارج الليكود، وأوسع منه ومن دون نتنياهو، وهذا مقبول على الأحزاب الدينية الحريدية.
كما تؤكد خطوة ساعر المنحى اليميني المتسارع في المجتمع الاسرائيلي، مما يشير الى ان احتمالات مخارج سياسية وأفق سياسي شبه منعدمة اسرائيليا. وقد تدفع خطوة ساعر أطرافا في المعارضة الى تسريع الجهود لإقامة تكتل في مركزه حزبيّ ميرتس والعمل، نحو بلورة بديل سياسي وفقا لتصريحات صاحب الفكرة نائب رئيس الاركان السابق يئير غولان”.
وأهم ما تشير إليه هذه التطورات هو أن الخارطة السياسية الاسرائيلية تبقى غير مستقرة، وكل الاحتمالات مفتوحة ولا يمكن الرهان على الاستطلاعات اليومية.