البروفسور سلمان زرقا: أهمية تحويل مركزنا إلى مشفى لعلاج الحالات الصعبة يعود لصالح أهالي منطقة الشمال
زياد شليوط
قررت وزارة الصحة تحويل المركز الطبي “زيف” في صفدوكذلك مشفى “برزيلاي” في أشكلون، الى مركز أعلى لعلاج الحالات الصعبة المطلوبة أسوة بمستشفى رمبام في حيفا وشيفا في مركز البلاد، وخاصة من لديهم أكثر من عضو مصاب مثلا في منطقة الرأس والبطن، والتي تعرف بحالات الطواريء نتيجة اصابات من الحرب أو حوادث طرق وما شابه.
للوقوف على أهمية هذا القرار وأبعاده التقت صحيفة “الصنارة” البروفسور سلمان زرقا، مدير المركز الطبي “زيف” في صفد الذي استهل بالقول: “ من يحتاج لعلاج في الرأس والبطن في منطقتنا الشمالية ويحضر إلينا، نقوم بتحويله إلى رمبام، إما في سيارة الاسعاف أو في الطائرة. قرار وزارة الصحة يعني أن مستشفى برزيلاي فيأشكلون وزيف في الشمال،يمكنهما أن يعالجا هذه الحالات التي لا يمكننا اليوم القيام بها”.
وأضاف ب. زرقا بأن مركز زيف يستعد وخلال وقت قريب لا يتعدى الشهرين، لافتتاح أقسام جديدة تخدم منطقة الشمال، رغم حالة الضغط التي يتواجد فيها نتيجة احتمالات نشوب حرب في منطقة الشمال.
وأشار ب. زرقا بأن الحديث ” يدور عن علاجات يومية وليست طارئة فقط، مثل معالجة مرضى السرطان، وأكثر ما يعانيه العرب من السرطانات الفتاكة هو سرطان الرئتين، وحتى نتمكن من علاج السرطان يجب أن يكون لدينا قسم للصدر (القلب والرئتين)، حيث سنتمكن من تشخيص الحالات واجراء العمليات المطلوبة لهم“.
ونوه ب. زرقا بأنه “لدينا امكانية لاقامة مركز لعلاج السرطان والأشعة، وأن نقدم في نفس المكان العلاج لهذهالأمراض وكذلك أمراض المخ، نادرا ما نعالج اليوم مرضى أورام المخ، وبعدما نفتح قسم جراحة المخ سنتمكن من ذلك، وأن نقدم العلاج للاصابات الطارئة وكذلك الحالات العاديةمثل مرض أو نزيف في المخ.“
وردا على سؤالنا حول أهم التحضيرات التي يقوم فيها المركز حاليا لتحويله إلى مركز طواريء، قال ب. زرقا لـ”الصنارة”: نقوم حاليا بالعمل في ثلاث مستويات وهي: إعداد طاقم مهني من الطاقم الموجود في المركز، من خلال الاستكمالات في المستشفيات المهيأة للطواريء. تحضير أمكنة لاجراء العمليات وعلاجات الطواريء. إعداد ميزانية لشراء المعدات المطلوبة والتي تصل الى 14 مليون شيكل جديد“.
وأضاف أننا “لا نملك اليوم جراحين للمخ أو داخل الرئتين، لذا يجب احضار مختصين من مركز البلاد، ونستعد لاستحضار طاقم جديد من مركز البلاد للطواريء ولليومي.“
وقدم مثالا على ذلك باحضار ب. آفي نيسان، وهو جراح مشهور ومعروف في ورم السرطان في البطن (المعدة، الأمعاء)، والذي كان يعمل حتى بداية العام الحالي، مديرالقسم الجراحة في شيفا، وحاليا يعمل مسؤولا عن كل أقسام الجراحة في زيف، وأخذ يأتي مرضى من منطقة المركز ليتعالجوا عنده، وهذا يدل على أهمية وجود مختصين مهرة في المركز.
وسألنا ب. زرقا عن أهمية مثل هذا القرار بالنسبة للمستشفى، أجاب:”أهمية هذا القرار يعود للناس والأهالي قبل أن يكون للمستشفى. اذا وقع حادث طرق لا يمكننا تقديم العلاج للمصاب، اذا كان يعاني من اصابة في البطن والمخ في نفس الوقت، انما نقدم له الاسعاف ومن ثم نحوله الى رمبام، مما يعني التأخير في تقديم العلاج المطلوب له،والجميع يعلم مدى أهمية الوقت في هذه الأمور. فالسرعة عامل مهم لمعالجة المريض خاصة اذا المريض لديه عاهة من أيام الولادة أو نزيف نتيجة الحادث أو ورم، كم ضروري السرعة لانقاذ حياته وانقاذ المخ لئلا تحدث مضاعفات“.
يقدم مركز زيف العلاج لـ 300 ألف انسان من مناطق الجليل، ومن هنا يرى ب. زرقا أهمية كبرى لتقديم العلاجات الطارئة لأهالي هذه المناطق، سواء كان المريض من كريات شمونة أو مجدل شمس أو عيلبون دون الحاجة لأن يسافر الى مستشفيات بعيدة في المركز وغيرها. حيث سيتم منح المريض كل العلاجات وهو قريب من بيته وعائلته، وهذاالأمر يساهم ايجابيا في نجاح العلاج.
“من المعروف أن هناك فروقا في العلاجات بين مستشفيات الأطراف ومركز البلاد، لذا فان قرار الوزارة يعتبر بشرى لكل أهالي منطقة الشمال، والذي سيقلص الفوارق بين المستشفيات ويجعلها متساوية، كما أعلن وزير الصحة في 10/12 لدى زيارته لمركزنا، بوجود كل رؤساء المجالس المحليةفي الشمال“، كما قال ب. زرقا.
وأكد مدير المركز الطبي بأنه “بدأنا بشراء المعدات المطلوبةوحصلنا على ميزانية من وزارة الصحة ووزارة تطوير النقب والجليل لشراء المعدات، وحصلنا من وزير التطوير على مبلغ 7 مليون شيكل لشراء المعدات المطلوبة. من المعروف أن المراكز الطبية توفر الميزانيات من الحكومة والتبرعات، وقد قمت بحملات تبرع خلال وجودي في الولايات المتحدة مؤخرا، وليس لدينا حاليا مشكلة في الميزانية، انما مايقلقني هو توفير ميزانية مستقبلية للصيانة وهو أمر غير مضمون”.