د.سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم
هذا الأسبوع هدمت جرافات الخراب بيتًا قيدَ البناء في حيّ ربزة كيوان، حيث تأتي عملية الهدم هذه ضمن حملة شعواء تقوم بها مؤسسات الدولة في منطقة وادي عارة مؤخرًا، والتي تم بموجبها هدم عدد من البيوت والمحالّ التجارية في عدة بلدان، منها كفر قرع وام الفحم، بحجة البناء غير المرخص، مع الإشارة أن هناك أوامر هدم أخرى صدرت مؤخرًا بحق عدد من البيوت في ام الفحم، والبلدية تعمل قصارى جهدها لمنع تنفيذ هذه الأوامر بكل السبل المتاحة أمام الجهات الرسمية، وفقط أمس الخميس كان لنا لقاء موسع مع المسؤولين في لجنة التنظيم والبناء اللوائية حيفا بهدف التقدم بالخارطة التفصيلية لمنطقة سويسة العيون.
وفي الوقت الذي تقوم به هذه الآليات بهدم البيوت لتمنع من شبابنا بناءَ مستقبلهم وتحقيقَ أحلامهم، فإنّ مؤسسات التخطيط والتنظيم والبناء، المسؤولة عن الخرائط الهيكلية والتفصيلية وتوسيع مناطق النفوذ، تمنع عنا أيضا في ذات الوقت الموافقة والمصادقة على مخططاتنا المقدمة لإيجاد حلول لأحياء سكنية جديدة ومناطق صناعية وتجارية ومناطق خضراء وترفيه وإقامة مؤسسات عامة وخدماتية، كما هو الحال مع فتمال 1077 عين جرار، الذي يحاولون تقويضه عبر تدخّل المؤسسة الأمنية ووضع العراقيل لمنع تقدّم هذا المخطط الذي يحلّ مشكلة آلاف الوحدات السكنية القائمة وبناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة.
إنها ليست مجرد حجارة تُهدم، بل أحلام تتلاشى ومستقبل يُبنى ويُهدم في آنٍ واحد، فالبيوت هي المأوى والحماية التي توفر الأمان والاستقرار للأفراد والأسر. ومع ذلك، فإن تدمير البيوت وهدمها ليس فقط هدمًا للأحلام، بل هو تدمير وهدر للأموال والجهد والتعب والوقت والعرق الذي تصبّب من صاحب البيت ليبني بيته.
يا أهلنا الكرام في ام الفحم؛ مع كلّ ما ذكر أعلاه فإننا نشدّد أيضا على أهمية التنسيق المسبق مع البلدية وقسم الهندسة ولجنة التنظيم المحلية وادي عارة تحديدًا قبل الشروع بالبناء في أيّة منطقة والسؤال والاستفسار عن البناء، فالاتصال والتواصل مع البلدية مهم جدا في هذه الحالات قبل الشروع بالتخطيط حتى للبناء. مع الإشارة أيضا إلى أنّ البلدية تتقدّم خطوات حثيثة للأمام – بفضل الله – بمشروع فتمال 1030 عراق الشباب الكبرى، الذي هو الآن بمرحلة مناقصة للاستثمار من قبل المبادرين للانطلاق بعملية البناء والتطوير وبدء عملية توزيع الشقق على المواطنين.