أعلنت الشرطة هذا الأسبوع عن اعتقال شاب من مدينة ام الفحم بشبهة جباية أموال من مواطن من سكان مدينة الناصرة للسوق السوداء ، وقالت الشرطة في بيانها أنها تحارب السوق السوداء بشكل حاسم ودون هوادة.
وحول هذا الموضوع التقى مراسلنا مواطن “الاسم محفوظ لدى هيئة التحرير” من سكان منطقة وادي عاره ، الذي تورط لمدة سنوات في السوق السوداء وفقاً لأقواله.
وعن تفاصيل تورطه في هذا العالم قال المواطن :” قبل 3 سنوات لجأت إلى السوق السوداء لاقتراض المال من اجل سداد دفعات تراكمت عليي ولم اكترث الى كافة النصائح والتوجهات من رجال الدين والمسؤولين في المجتمع العربي عن خطورة هذا العالم ، ولم اصدق بأن الداخل الى هذا العالم مفقود والخارج منه مولود ، لم اكن حينها اهتم سوى فقط بسداد الدفعات المالية المتراكمة عليي على الرغم بأنني على علم بأنني لو لم اقم بسداد هذه الدفعات لم يكن هناك خطورة على حياتي او على افراد اسرتي ولكن مع هذا اقترضت المال مع مبلغ إضافي حتى اقف على قدمي من جديد واعود الى مجال عملي وظننت حينها بانني استطيع على الفور بجني المال وسداد المبلغ للسوق السوداء ، ولكنني تفاجئت بان الرياح جاءت عكس ما أشتهي ، والأمور المالية لم تتحسن وباتت الجهة التي اقترضت منها المال يطالبني بسداد فوائد بشكل أسبوعي حتى استطيع دفع المبلغ الذي اقترضته “.
وأكمل حديثه قائلاً :” لم اخبر احد من عائلتي او حتى افراد اسرتي بانني اقترضت المال من هذا العالم ، وحاولت تدبر أموري لوحدي ولكن لم انجح بجمع المبلغ الذي استدنته واصبح مبلغ الفائدة الذي يتم جنيه مني بشكل أسبوعي يكبر حتى لم استطع ان ادفع وحينها بدأت الحياة تصبح سوداء بنظري ، ومن ثم تم اطلاق النار على منزلي وسيارتي ، وحينها صارحت عائلتي بما فعلت ولكن المبلغ الذي يجب ان اقوم بارجاع اصبح اكبر بكثير مما توقعت ومن قدراتنا المالية ، انا وافراد عائلتي”.
وأضاف قائلاً :” أصبحت التهديدات تصل إلى ولاشقائي واشخاص من عائلتي لا دخل لهم بي ، وهنا ايقنت بانني قد غرقت في هذا العالم انا وعائلتي وزوجتي واطفالي وكُل شخص له علاقة بي ، وبعد حملة جمع اموال كبيرة قمنا بها استطعنا جمع المال المطلوب بأعجوبة خرجت من هذا المستنقع وانا على قيد الحياة “.
واختتم حديثه قائلاً :” أوجه رسالة الى كل شخص يقرأ هذه القصة ان لا يقترب الى هذا العالم ، جميعنا شاهدنا عدد الاشخاص الذين اصيبوا او قتلوا او عاشوا برعب وهلع جراء اعتراضهم المال من هذا العالم ، واقول للجميع انا اخطأت ودفعت ثمن خطأي انا وكل أفراد عائلتي الذين لا استطيع اليوم النظر الى وجوههم من فعلتي ، ومن يعتقد ان هذا العالم قد يساعده لترتيب اموره المالية اقول له انت مخطئ قم ببيع منزلك وسيارتك وكل ما تملك وسدد ديونك ولا تذهب وتلجأ الى هذا العالم ، لان الرعب الذي عشته لا تستطيع الكلمات ان تصفه او ان تعبر ولو بنسبة ضئيلة عنه”.
هذا وكان الشيخ مشهور فواز رئيس مجلس الإفتاء في الداخل قد حذر مراراً وتكراراً من هذه الظاهرة واصدر بيان جاء به :”
هذا يؤدّي إلى هذا
سوء إدارة مالية يؤدّي في نهاية المطاف إلى سوق سوداء
الإسراف في الأكل والشرب واللّباس لأجل الرياء والمفاخرة طريق إلى السوق السوداء.
إسراف وتبذير في الأعراس يؤدي إلى السوق سوداء.
جيبات بطريق ال מימון ( تمويل بنكي ) لك ولزوجتك ومعاشك محدود يعني في نهاية المطاف سوق سوداء.
قال صلى الله عليه وسلم قال: ” كُلُوا، وتصدَّقوا، والبسوا، في غير إسرافٍ ولا مَخِيلَةٍ ” أي عجب وكبر .
رحلات خارج البلاد عن طريق القروض يعني في نهاية المطاف سوق سوداء.
المباهاة والمفاخرة في البيوت يوصلك إلى السوق السوداء.
قال صلّى الله عليه وسلّم: “إن العبد ليؤجر في نفقته كلها إلا في التراب – أو قال: البناء” رواه الترمذي وقال: حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: ” فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ ، وفِرَاشٌ لأهلِهِ ، والثَّالِثُ لِلضَّيْفِ ، والرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ ”
أي إنَّ ما زاد على الحاجةِ فاتِّخاذُه إنَّما هو للمُباهاةِ والاختيالِ بزِينةِ الدُّنيا، وما كان بهذه الصِّفةِ فهو مَذمومٌ، وكلُّ مَذمومٍ يُضافُ إلى الشَّيطانِ.
إي والله يا رسول الله : الشيطان شريك لنا في مطعمنا وملبسنا ومسكننا وأعراسنا حتى في بيوت عزائنا .
عودوا إلى سنة نبيكم فهي قارب النجاة لنا من كل ما نحن فيه .
قال صلى الله عليه وسلم : ” ألا تسمَعون، ألا تسمَعون، إنَّ البذاذةَ منَ الإيمانِ، إنَّ البذاذةَ منَ الإيمانِ» البذاذة يعني البساطة والتواضع في الهيئة والملبس.
والله تعالى أعلم
أ . د . مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني 48
وايضاً السلطات المحلية بالتعاون مع الجهات الرسمية قد حرجت بحملة ضخمة هذا العام تحذر من اللجوء الى السوق السوداء ومع هذا ما زال العديد من الأشخاص يلجأون الى هذا العالم.