إعلام إٍسرائيلي: “حزب الله” سيرد على انفجار أجهزة “البيجر” وإسرائيل مستعدة لكافة السيناريوهات
إلى اللحظة، لم تتحمل إسرائيل أي مسؤولية عن انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكي “البيجر” في لبنان وسوريا، التي قتل فيها 9 أشخاص وأصيب حوالي 3000 شخص، من بينهم 200 في حالة خطيرة.
وبحسب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فمن المتوقع أن يقوم “حزب الله” بشن هجوم ضد إسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة “معاريف”.
ورغم عدم تبني إٍسرائيل هذه العملية، أصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليماته لجميع الوزراء بالتزام الصمت.
وفي هذا الوقت، يجتمع نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وكبار مسؤولي المؤسسة الأمنية لإجراء مشاورات أمنية في قاعدة كيريا.
لكن الافتراض العملي في إسرائيل هو أن “حزب الله” سيرد على الضربة “القاسية” التي تلقاها، ولن يتمكن من السيطرة عليها، ولذلك أوعز المستوى السياسي للمؤسسة الأمنية بالاستعداد لكل السيناريوهات، وفق ما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وفي إسرائيل، كان هناك جدل حول كيفية التصرف إذا شن “حزب الله” هجوما واسع النطاق، وما إذا كان ينبغي الاستفادة من الفرصة العملياتية غير المسبوقة التي أتيحت من أجل “تحصيل ثمن منه وإقناعه بالتوصل إلى تسوية”، على حد تعبير الصحيفة.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” نقلا عن مصادر مطلعة أن “حزب الله” إذا صعد الوضع فإنه “سيدفع ثمنا باهظا”.
وتأتي انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكي اليوم بعد ساعات قليلة من مغادرة الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين المنطقة وإقلاعه من تل أبيب إلى نيويورك، حيث يبدو هوشستين قلقا بعد أن سمع من تل أبيب قدرا كبيرا من الشكوك حول التحرك الدبلوماسي الذي يروج له، وربما فهم إلى أين تتجه إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي أجرى هذا المساء تقييما للوضع بمشاركة منتدى الأركان العامة “مع التركيز على الاستعداد في الهجوم والدفاع في جميع الساحات”.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إأنه في هذه المرحلة لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية، وأنه “يجب الاستمرار في الحفاظ على اليقظة، وسيتم تحديث أي تغيير في السياسة على الفور”.
وفي الوقت الراهن، يؤدي التصعيد في الشمال إلى تجميد خطط نتنياهو في الوقت الراهن لإقالة غالانت واستبداله برئيس حزب “أمل جديد” جدعون ساعر، كما ورد أمس.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل قوله إنه “أصبح من الواضح على الفور أنه مع هذا التصعيد الأمني، لن يتمكن نتنياهو من إقالة وزير دفاعه”.
وتابع المصدر: “لكنها مجرد مسألة توقيت، ستستمر عمليات التسريح من العمل، ولكن على الأقل في الوقت الحالي، منحت الأحداث وقتا لغالانت”.
وصرح مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة بالقول: “في الواقع، القضية الأمنية الآن هي القضية الحصرية. ليس من المعروف ما الذي سيحدث بعد ذلك، ولكن من الواضح للجميع أنه في هذا الوقت لن يقوم أحد بإقالة غالانت”.
إن قرار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بالقدوم إلى إسرائيل الأحد المقبل، يشير أكثر من أي شيء آخر إلى التخوف الأمريكي من توجه إٍسرائيل نحو تصعيد واسع النطاق، حسب “يديعوت أحرونوت”
وتحدث أوستن، الذي ستكون زيارته الثالثة لإسرائيل منذ اندلاع الحرب، مع غالانت اليوم حول الوضع في لبنان.
ورغم التصعيد غير المعتاد، يواصل مكتب رئيس الوزراء الاستعدادات لزيارة نتنياهو الأسبوع المقبل إلى نيويورك، حيث سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيبقى في المدينة لمدة ستة أيام.
ومن المتوقع أن ينطلق نتنياهو في “جناح صهيون” (الطائرة الرئاسية الإسرائيلية) مساء الاثنين، ويلقي خطابا صباح الجمعة بتوقيت نيويورك، ويقضي السبت في المدينة الكبيرة، ويعود إلى إسرائيل مساء السبت، ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء إلى إسرائيل بعد ظهر الأحد.
وفقا للصحيفة، تنتظر الشرطة بفارغ الصبر القرارات التي سيتم اتخاذها في نهاية الاجتماع في كيريا، وكذلك التعليمات التي سيتم إرسالها لتوزيع وتنظيم القوات في القطاع.
وفي هذه المرحلة لا يوجد تغيير على صعيد أجندة القوات، لكن الأمور قد تتغير وفق نفس التعليمات مع زيادة القوات.
ويُزعم أنه في “جناح صهيون” هناك أنظمة اتصالات سرية تسمح لرئيس الوزراء بالحفاظ على اتصال منتظم من ارتفاع 30 ألف قدم، ولكن إذا أمطر “حزب الله” إسرائيل بالصواريخ، سيجد نتنياهو صعوبة في التغيب عن إسرائيل لعدة أيام.
من جهته، حمّل “حزب الله” اللبناني إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضا، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”، مؤكدا أن “هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب”.
وأوضح “حزب الله” في بيان أنه “قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 انفجر عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ”بايجر” والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة”، مشيرا إلى أن انفجار هذه الأجهزة أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.