ندوة سياسية في أم الفحم عشية مرور عام على الحرب على قطاع غزة
عُقدت، أمس الأربعاء، ندوة سياسية في مدينة أم الفحم تحت عنوان “عشية مرور عام على الحرب على قطاع غزة”، وذلك في المركز الجماهيري في مدينة أم الفحم، بحضور عدد من الأهالي من مدينة أم الفحم ومنطقة وادي عارة.
ونُظمت الندوة بالتعاون بين مركز مدى الكرمل، والمركز الجماهيري في مدينة أم الفحم، حيث تكون أول ندوة سياسية تنظم من هذا النوع في المدينة، وقدم الندوة د. مهند مصطفى.
وأدار الندوة المؤرخ د. جوني منصور، والذي قال “نحن أصحاب البلاد ومن حقنا التعبير كما يجب، ومنذ العام 1948 وحتى يومنا هذا يواجه الشعب الفلسطيني الدولة اليهودية التي تحاول اقتلاعه وتضييق الخناق عليه طوال الوقت، حيث أن المؤسسة الإسرائيلية منذ عهد بن غوريون تحاول السيطرة على الشعب الفلسطيني والتخلص منه، ولكنها حتى اللحظة لم تستطيع اقتلاعه”.
وتطرق منصور إلى منطقة الضفة الغربية، التي تعتبرها الأحزاب الصهيونية المتطرفة “الأماكن المقدسة الأهم بالنسبة لها، ولذلك تحاول السيطرة عليها وتهويدها”.
وبدورها، قالت مديرة مركز مدى الكرمل، د. عرين هواري، خلال مداخلتها إن “للندوة أهمية كبيرة خاصةً أنها تأتي بعد مرور عام تقريبًا على حرب الإبادة الجماعية في غزة، حيث إننا في مركز مدى الكرمل نسعى من بداية الحرب لكسر الصمت، ورفض التطبيع مع الحرب والاعتياد على المشاهد، بالتزامن مع علمنا البحثي”.
ولفتت هواري إلى أن “د. مهند مصطفى لديه مجموعة من الكتب والعشرات من الأبحاث والدراسات التخصصية، وخلال الفترة القريبة سينشر الدكتور مهند مصطفى كتابه الجديد حول طوفان الأقصى”.
وقال الباحث في العلوم السياسية، د. مهند مصطفى، إن “نحو مليوني فلسطيني نزحوا في قطاع غزة خلال هذه المدة، وذلك في مساحة صغيرة جدًا، مع أشخاص يعانون من إعاقات ومنهم عدة مصابين في أمراض مزمنة ومنها أمراض السرطان وغيرها الكثير، وهذه الأمراض يحملها النازح خلال نزوحه في القطاع، وسط عملية نزوح مستمرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا النزوح لا يتوقف خلال كل هذه المدة”.
وأكد أن “المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة مثقف ومتعلم ونسبة الأمية في القطاع تكاد تكون معدومة، حيث تم استهداف كل المباني التي يتعلم بها الأهالي في القطاع ومن بينها الجامعات في غزة، والتي يصل عددها إلى 7 جامعات من بينها 6 جامعات تمّ تدميرها بشكل كامل، نتيجة الاستهدافات المستمرة لنظام التربية والتعليم في القطاع”.
وأضاف أن “الضابط الذي أمر بتدمير جامعة الإسراء في غزة تمت ترقيته، وهو ذاته الذي أمر بتدمير منزل في مستوطنة (بئيري) في غلاف غزة وقتل عددا من المحتجزين الذين كانوا داخل المنزل، على الرغم من ذلك تمت ترقيته”.
وتطرق إلى أنه “تم قتل 3 رؤساء جامعات وأكثر من 4 آلاف طالب جامعي، بالإضافة المئات من المحاضرين، وأيضًا الأرشيف في غزة تم تدميره، عدا عن المساجد والكنائس التي تم هدمها، وقسم من المساجد تاريخية والكنائس التي تم تدميرها جميعها تاريخية، وهذا ليس عبثا إنما من أجل تدمير الحياة في غزة، وبالتالي دفع الأهالي على الهجرة وترك القطاع عبر تدمير كل مقومات الحياة”.
وعن الإستراتيجية الإسرائيلية في كل ما يتعلق بقطاع غزة، قال مصطفى إنه “من الخطأ أن نقول إنه لا توجد إستراتيجية أو رؤيا لنتنياهو في غزة والضفة، ما يحصل في الضفة الغربية محاولة حثيثة لبعثرة وتفكيك المخيمات الفلسطينية، ومنها مخيمات جنين ونور شمس وبلاطة والفارعة، وكل هذه المخيمات شمالي الضفة الغربية، وجميع الكتائب انشأت عام 2021، حيث أن هؤلاء الشباب لديهم هوية وطنية عالية، إذ أنهم لم يكونوا واعين خلال الانتفاضة، ولكنهم يرون أن فلسطين تندحر، وشاهدوا التخاذل من المركز السياسي الفلسطيني، الأمر الذي جعلهم يأخذون زمام الأمور”.
ولفت إلى أن “القضاء على المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال بعثرة هذه المخيمات، والتي من خلالها تسعى إسرائيل لقتل المقاومة في الضفة الغربية، حيث أن مخيمات نور شمس وطولكرم وبلاطة كانت هادئة، ولكن في كل مرة تتجدد هذه المخيمات وتحديدًا المتواجدة في شمالي الضفة الغربية، بالإضافة إلى ما تقوم به مليشيات المستوطنين في الضفة الغربية، وذلك على مرأى الجنود الإسرائيليين الذين يقومون بتأمين اعتداءات المستوطنين على الأهالي في الضفة، منذ اندلاع الحرب على غزة، حيث تم طرد وإخلاء 10 تجمعات فلسطينية في الضفة الغربية من قبل مليشيات المستوطنين بحماية الجيش”.
وأكد أن “المعضلة الحالية التي تواجه نتنياهو في غزة، هي عدم إيجاد حكم يسيطر على غزة كما في الضفة الغربية، وذلك حتى يتمم احتلال القطاع عن طريق التواجد في محور (نتساريم) الذي يصل عرضه إلى 4 كيلومترات ومحور (فيلادلفيا)، وذلك حتى يتمم الخناق على القطاع، وهذه هي الإستراتيجية التي يتبعها نتنياهو في هذه الحرب”.
وختم مصطفى حديثه بالقول إن “الجانب الإسرائيلي ينكر معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث أن ما يحصل بشكل منهجي، وهذا نهج تتبعه إسرائيل عبر نزع الإنسانية عن الفلسطيني، وإنكار هوية وحقوق الفلسطيني، كما يفعل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، والمشهد الأخير اتهام كل من يقف إلى جانب الفلسطينيين بمعاداة السامية”.
وفي نهاية الندوة، فُتح المجال أمام الحضور لطرح الأسئلة وأجاب عنها مقدمو الندوة.