بعد هدم منازلها: السلطات الإسرائيلية تهدم مسجد أم الحيران، آخر رموز القرية”
شنت الشرطة فجر اليوم الخميس حملة اعتقالات في قرية أم الحيران بالنقب، طالت ثلاثة من سكان القرية التي تُعتبر من القرى مسلوبة الاعتراف والمهددة بالإخلاء والتهجير. يأتي ذلك بالتزامن مع عمليات هدم استهدفت آخر ما تبقى من المباني في القرية، بما في ذلك المسجد. أثار هذا التصعيد ردود فعل غاضبة، حيث اعتبرته لجنة التوجيه العليا لعرب النقب خطوة نحو تهجير قسري ، مؤكدةً على صمود أهالي النقب في وجه هذه السياسات.
التفاصيل حول الاعتقالات:
في ساعات الفجر، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية قرية أم الحيران، ونفذت حملة اعتقالات طالت ثلاثة من سكان القرية، وهم سليم أبو القيعان، عطوة أبو القيعان، ورائد أبو القيعان. ووفقًا لمركز “مساواة”، تمت عمليات الاعتقال في أجواء من الترهيب والتخويف لعائلات المعتقلين، حيث داهمت القوات الإسرائيلية القرية عند الساعة الثالثة فجرًا.
هدم المسجد والتهجير القسري:
كما شهدت أم الحيران، خلال اقتحام الشرطة، عمليات هدم طالت المسجد، وهو آخر مبنى كان قائمًا في القرية بعد هدم منازلها بالكامل. وقد تم استخدام آليات وجرافات لإزالة المسجد، مما أثار موجة استنكار ورفض من قبل الأهالي والنشطاء، الذين وصفوا الأمر بأنه محاولة لاقتلاع القرية ومحوها بالكامل.
أدانت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب هذه الخطوة بشدة، واعتبرتها إعلانًا للحرب على العرب في النقب، خاصة في ظل التصريحات الإسرائيلية الداعمة للتهجير. وقالت اللجنة: “إن حكومة نتنياهو – بن غفير ارتكبت جريمة ضد الإنسانية بهدم قرية أم الحيران وتهجير أهلها لبناء مستوطنة يهودية على أنقاضها”. وأكدت اللجنة على مواصلة المقاومة والصمود أمام هذه المخططات، مشددةً على فشل سياسة التهجير بفضل تكافل وتضامن الأهالي.
تصريحات حركة “ريغافيم” الاستيطانية:
من جانبها، أشادت حركة “ريغافيم” اليمينية بعملية الهدم وإخلاء القرية، مثمنةً جهود الوزيرين إيتمار بن غفير وعميحاي شيكلي في هذا الصدد، ما أثار استياء وغضب المجتمع العربي والناشطين الحقوقيين الذين يرون في هذه التصريحات تأييدًا لمخططات تهجير قسري و.
يوم التضامن مع أم الحيران:
في خطوة لمواجهة هذه السياسات، أعلنت لجنة التوجيه العليا عن تنظيم يوم تضامن شعبي مع أهالي أم الحيران يوم السبت المقبل. ودعت اللجنة جميع الأهالي إلى التواجد في القرية المنكوبة لإقامة خيام على أنقاض المنازل والمسجد، مؤكدةً أن هذه الخطوة تهدف لإظهار التحدي والصمود بوجه سياسات التهجير، والتأكيد على بقاء الأهالي في قراهم ومناطقهم.