يعزّز الجيش الإسرائيليّ، بشكل كبير قوّاته في مرتفعات الجولان، على خلفيّة تقدّم فصائل المعارضة السوريّة تجاه مدينة حمّص، والإعلان عن تشكيل غرفة عمليّات عسكريّة في حوران، وظهور تحرّك معارض لنظام الأسد في درعا، مما زاد من قلق إسرائيل على “انهيار كامل للنظام” في سوريا.
وبحسب مصدر عسكريّ لإذاعة الجيش الإسرائيليّ، فإنّه نتيجة الخشية من الانهيار الكامل لنظام الأسد، “يقوم الجيش الإسرائيليّ بزيادة قوّاته بشكل كبير في مرتفعات الجولان. إذ تمّ نقل القوّات الإسرائيليّة من الفرقة 210 إلى الجولان، نتيجة القلق من الاقتراب من الحدود وحدوث عمليّة تسلّل”. ووفق المصادر الإسرائيليّة، فإنّ جيش الاحتلال يعزّز من قوّاته الجوّيّة والبرّيّة في المنطقة الحدوديّة.
وفي سياق متّصل، يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيليّ، يوم السبت، لبحث التطوّرات في سوريا واتّفاق تبادل الأسرى، وفقًا لمصدر العسكريّ لإذاعة الجيش.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيليّ، فإنّ الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة “متفاجئة” من ردّة الفعل الإيرانيّة والروسيّة على تقدّم فصائل المعارضة، مضيفة: “وتيرة انهيارات جيش النظام السوريّ فاقت التوقّعات وهناك مخاوف جدّيّة من انهيار النظام بالكامل في غضون فترة قصيرة”، وفقًا لمصدر عسكريّ رفيع المستوى
وأشار مصدر عسكريّ لإذاعة الجيش الإسرائيليّ، إلى أنّه “تمّ استدعاء قادة الجيش والأجهزة استخباريّة إلى اجتماع إضافيّ في المجلس الوزاريّ المصغّر في غضون ساعات لمناقشة التطوّرات والانهيار المتسارع لنظام بشّار الأسد”.
وفي الليلة الماضية، عقد نتنياهو سلسلة مشاورات أمنية، نتيجة الأحداث في سوريا، مع قادة المؤسّسة الأمنيّة للاحتلال.
وقال مسؤول أميركي لموقع “أكسيوس”، إن إسرائيل ومصر والأردن أعربت للولايات المتحدة في الأيام الأخيرة عن قلقها إزاء التطورات في سوريا واحتمال حدوث تحول دراماتيكي داخل البلاد. مضيفًا: “إسرائيل أعربت لواشنطن عن قلقها من سيطرة عناصر إسلامية على سوريا من جهة، أو سيناريو بديل يتضمن دخول قوات إيرانية إضافية إلى البلاد وزيادة نفوذ طهران”.
وعقد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اجتماعًا مع قيادة الجيش الإسرائيلي لبحث التطورات في سوريا، يوم أمس.
ووفق محلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، فإنّ التهديدات كما تراها إسرائيل، هي أنّ “أنظمة الأسلحة، وخاصّة الصواريخ وربّما الأسلحة الكيميائيّة الموجودة في شمال ووسط سوريا، سوف تقع في غضون أيّام، وربّما ساعات في أيدي المعارضة، إذا لم تكن في أيديهم بالفعل. كما أنّ حلب والقواعد العسكريّة المحيطة بها، وخاصّة المجمّع الصناعيّ العسكريّ السوريّ في منطقة بلدة السفيرة جنوب شرق حلب، قد تتّجه نحو إسرائيل عاجلًا أم آجلًا”. مشيرًا إلى أنّ الخشية الإسرائيليّة من انهيار نظام الأسد، قد تفتح المجال أمام إنشاء تنظيمات تهاجم إسرائيل عبر سوريا.