ذكرت مصادر سورية، اليوم الأحد، أن هناك احتمالاً كبيرًا بأن يكون بشار الأسد قد قُتل في حادث تحطم طائرة أثناء مغادرته دمشق في محاولة للهروب من الأراضي سورية عقب سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على العاصمة
وفقاً لبيانات موقع Flightradar، أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية من مطار دمشق في الوقت نفسه الذي وردت فيه أنباء عن سيطرة فصائل المعارضة على العاصمة دمشق.
الطائرة، التي كانت في البداية متجهة نحو المنطقة الساحلية السورية، انحرفت فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي عن الخريطة.
ولم يتم التأكد على نحو مستقل من هوية من كانوا على متن الطائرة.
ونقلت وكالة “رويترز” على ضابطين سوريين وصفتهما بـ”الكبيرين”، أن الأسد طار من دمشق إلى وجهة غير معروفة في وقت سابق من يوم الأحد.
وقال مصدران سوريان إن هناك احتمالًا كبيرًا للغاية أن يكون الأسد قد قُتل في حادث تحطم طائرة حيث كان من غير الواضح سبب انعطاف الطائرة بشكل مفاجئ.
وفي رده على سؤال بشأن مكان بشار الأسد، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مؤتمر صحافي، “لا يمكنني التعليق على هذا الموضوع؛ لا نعلم مكانه. من المحتمل أنه خارج سورية”.
وأعلنت الفصائل المعارضة، فجر الأحد، إسقاط “الطاغية بشار الأسد” بعدما حكم سوريا لقرابة ربع قرن، مؤكدة أنه “هرب” مع دخول قواتها إلى دمشق.
وفي وقت سابق، قال مسؤول إسرائيلي إنه تم رصد مغادرة الأسد دمشق منتصف الليلة الماضية متوجهًا إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في سورية.
وقال المسؤول في تصريحات لموقع “واللا” الإسرائيلي إن الأسد ينوي التوجه إلى روسيا، مشددا على أنه لم يتم رصد مغادرته للأراضي السورية.
وصرّح مسؤول أميركي للموقع ذاته بأن الولايات المتحدة رصدت مغادرة الأسد من دمشق الليلة الماضية، قائلاً: “نعتقد أنه كان يخطط للسفر إلى روسيا”.
ماذا نعرف عن فرار الأسد؟
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأسد غادر على متن طائرة خاصة أقلعت من مطار دمشق الدولي عند العاشرة ليل السبت، من دون أن يحسم وجهتها.
وأشار الى أن إقلاع الطائرة أعقبه انسحاب جيش النظام والقوى الأمنية من هذا المرفق الحيوي الرئيسي في البلاد، بعد ساعات من تعليق الرحلات عبره.
وسرعان ما أعلنت الفصائل المعارضة التي بدأت هجوما مباغتا وغير مسبوق ضد قواته منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر إسقاط “الطاغية”، وأعلنت دمشق مدينة “حرة” داعية ملايين السوريين الذين شردهم النظام منذ أكثر من 13 عاما، للعودة إلى بلادهم.
وعن وجهة الأسد، تحدث مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، عن ثلاثة احتمالات: أولها حليفته روسيا التي وفّرت له خلال النزاع دعما دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا منقطع النظير.
أما الاحتمال الثاني الذي طرحه عبد الرحمن هو إيران التي وفّرت مستشارين عسكريين إضافة إلى مقاتلي مجموعات موالية لها على رأسها حزب الله.
ووجهة ثالثة عدّها مدير المرصد الأكثر ترجيحا، هي الإمارات التي كانت من أولى الدول الخليجية التي قطعت علاقاتها مع دمشق عقب اندلاع النزاع، وأول من استأنفتها عام 2018.
وتثير الأحداث المتسارعة تكهّنات السوريين والمراقبين في آن معا.
وفور شيوع نبأ فرار الأسد، عمد جنود في أنحاء عدة في دمشق إلى خلع ثيابهم العسكرية، وفق ما أفاد سكان.
وقال شاهد إنه رأى صباحا عشرات الآليات والسيارات العسكرية متروكة في منطقة المزة التي تضم مقرات أمنية وعسكرية ودبلوماسية.
ولم يصدر أي بيان رسمي عن جيش النظام الأحد. لكن جنودا تحدثوا إلى وسائل الإعلام قالوا إنه طلب منهم إخلاء مواقعهم والعودة إلى منازلهم.
وقال أحدهم وهو يخدم في أحد الفروع الأمنية “طلب منّا رئيسنا المباشر الإخلاء والتوجه إلى منازلنا، فعرفنا أن كل شيء انتهى”.
وفي الطريق من حمص (وسط) باتجاه دمشق، رصد شهود عيان مئات العسكريين السوريين الذين تجمعوا قرب حواجز للفصائل المعارضة.
وفور إعلان الفصائل المعارضة “بدء عهد جديد” في سورية، قال رئيس حكومة النظام السوري، محمّد الجلالي، الذي تولى مهامه في أيلول/ سبتمبر، في بثّ عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، إنه مستعد “للتعاون” مع أي قيادة يختارها الشعب ولأي إجراءات “تسليم” للسلطة.
وردّ قائد غرف العمليات المشتركة لفصائل المعارضة، أبو محمّد الجولاني، في بيان، داعيا المقاتلين إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مؤكدا أنها ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسلّمها رسميا.