“ناصر خالد اغبارية: أهمية استخدام اللغة العربية في لافتات المحلات والمؤسسات”
*وَقَفات: أين نحن من لغتنا العربية؟!*
*أهمية استخدام اللغة العربية في لافتات المحلات والمصالح التجارية والمؤسسات المختلفة*
*ناصر خالد اغبارية – القائم بأعمال رئيس بلدية ام الفحم*
تعدُّ لغتنا العربية من أقدم وأجمل اللغات في العالم، ولها مكانة عظيمة في ثقافتنا وحضارتنا وديننا، وتعتبر جزءًا أساسيًا من مكوّنات هويتنا الثقافية والحضارية والتاريخية في بلادنا ومجتمعنا. فهي لغة القرآن الكريم ولغة اهل الجنة. فهي ليست مجرّد وسيلة للتواصل والاتصال، بل هي أداة تعبير عن الأفكار والمشاعر والاحاسيس. ولذلك هناك أهمية كبيرة لكتابة لافتات المحلات والمصالح التجارية والمؤسسات العامة والخاصة باللغة العربية وليس بلغة أخرى او بالإضافة إلى لغات أخرى، كما هو الحال بكل أسف في محلاتنا التجارية والمصالح المختلفة التي تُكتب اسماؤها عبر لافتات باللغة العبرية او اللغة الإنجليزية وتسويق ثقافات أخرى، فمن خلال الكتابة باللغة العربية يتمّ تعزيز الانتماء الوطني وحفظ الإرث اللغوي، ويعكس احترامًا للغة الأم ويحافظ على الهوية الثقافية التي تعتبر أساسَ وجود الأمة. ويجب أن تعكس لافتات المحلات التجارية البيئة المحلية والتقاليد والعادات التي تميّز بلدنا.
قد يظنُّ البعض أنّ استخدامَ اللغة الإنجليزية أو العبرية في اللافتات التجارية يمنح المحلات طابعًا عصريًا أو عالميًا. لكن الواقع أن هذه الظاهرة تؤدي إلى تهميش اللغة العربية وخلق حالة من الازدواجية اللغوية التي قد تؤدي إلى فقدان ارتباط الأجيال الجديدة بلغة الأم. علاوة على ذلك، فإن الاستمرار في استخدام اللغات الأجنبية يجعل المحلات التجارية تبدو أقل أصالة وابتعادًا عن الواقع الثقافي المحلي. ولذلك هناك حاجة لتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ على اللغة العربية في الأماكن العامة، من خلال الحملات الإعلامية والتثقيفية التي تبرز الفوائد الثقافية والاقتصادية لهذا التوجّه. وفي ظل العولمة والتطور التكنولوجي من المهم أن تبقى اللغة العربية قويةً وراسخةً في جميع جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك في المحلات التجارية واللافتات.
في الختام، من الضروري أن نعزّز من استخدام اللغة العربية في لافتات المحلات والمصالح التجارية. فهذه اللغة هي جزء من هويتنا الثقافية والتاريخية، وهي أداة للتواصل الفعّال مع المجتمع المحلي. يجب على المحلات التجارية أن تدرك أهمية الحفاظ على اللغة العربية والتخلّي عن استخدام اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية أو العبرية، إذ أنّ ذلك لا يساهم فقط في تعزيز الهوية الثقافية، بل يسهم أيضًا في توفير بيئة تسويقية مريحة وملائمة لجميع فئات المجتمع.