شف استطلاع جديد لوزارة الصحة أن واحدا من كل ثلاثة إسرائيليين عانى من زيادة في الوزن خلال فترة الحرب الأخيرة. ويشير التقرير إلى أن هذه الزيادة تعود في الأساس إلى تغييرات طرأت على عادة التغذية اليومية وتراجع مستوى النشاط البدني بالإضافة إلى تأثير الأكل العاطفي الذي أصبح شائعا في هذه الفترة.
وحسب النتائج فإن الضغوط النفسية والتوتر الناتج عن الأحداث الجارية، لعبت دورا رئيسيا في تغيير نمط الحياة لدى العديد من الأفراد، حيث لجأ البعض إلى تناول كمية أكبر من الطعام خصوصا الأطعمة الدسمة وغير الصحية كوسيلة للتكيف مع الضغوط النفسية وهو ما يعرف بالأكل العاطفي.
ويقول في هذا الشأن علي العمور – اخصائي التغذية: “يعد التوتر إحدى المشكلات النفسية أشياء لا تتأثر على حياتنا اليومية بشكل كبير ولو تأثيرات ملحوظة على سلوكياتنا وعاداتنا الغذائية. واحدة من أبرز الاستجابات للتوتر هي الأكل العاطفي الذي يشير إلى تناول الطعام ليس بدافع الجوع بل كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية مثل القلق الخوف والحزن. عندما يتعرض الشخص لضغط مستمر يرتفع هرمون الكورتزول في الجسم الذي يعزز من الرغبة في تناول الطعام والأطعمة الغنية بالسكر والدهون”.
ويتابع الاخصائي علي العمور: “هذه الأطعمة تعطي شعورا سريعا بالراحة مما يعزز من سلوك الأكل العاطفي. قد يلجأ البعض للطعام كوسيلة لتحسين حالتهم المزاجية، على سبيل المثال تناول الطعام بعد الشعور بالحزن أو الوحدة يمكن أن يكون وسيلة للهروب من هذه المشاعر”.
كما يشير التقرير الى أن توقف النشاط البدني بسبب القيود الأمنية إضافة إلى قلة فرص الخروج من المنزل ساهم أيضا في هذا التغيير في الوزن. ويشدد خبراء الصحة على ضرورة العودة تدريجيا إلى عادة صحية بما في ذلك اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة. كما يؤكدون على أهمية معالجة الأبعاد النفسية للأزمة الحالية من خلال دعم نفسي يساعد على التخفيف من تأثير الأكل العاطفي ويشجع على التعامل مع التوتر بطرق صحية.
وعن هذا يقول اخصائي التغذية علي العمور: “من السلوكيات التي تساعد على تخفيف التوتر وتجنب زيادة الوزن، هي ممارسة أنشطة بدنية حتى لو كانت بسيطة فبإمكانها أن تخفف من التوتر. وكذلك المحافظة على تناول وجبات خفيفة منتظمة ومنع تأجيل الجوع. من المهم جدا ممارسة الرياضة لتقليل الأفكار السلبية والتواصل مع الأشخاص المرحين والمحافظة على نوم جيد وتجنب السهر قدر الإمكان وفي بعض الحالات الاستعانة من المستشارين والاخصائيين النفسيين، ودائما يمكن التوجه إلى أخصائي التغذية”.
ودعت وزارة الصحة الجمهور إلى مراجعة العادات الغذائية والحرص على النشاط البدني، مشيرة إلى أن الدعم النفسي قد يكون ضروريا للتعامل مع تداعيات هذه الفترة.