خبر رئيسيوادي عاره

الدكتور صلاح الدين محاميد : “لا يوجد حل سوى التطعيم السنوي لمواجهة فيروس الإنفلونزا المتطور”

ضغط هائل على المستشفيات وحالات وفاة في الإنفلونزا

الدكتور صلاح الدين محاميد لـ”الصنارة”: لا يوجد حل سوى التطعيم السنوي لمواجهة فيروس الإنفلونزا المتطور


تشهد البلاد هذه الأيام انتشارًا كبيرًا لفيروس الإنفلونزا، حيث تتزايد أعداد المرضى بشكل ملحوظ، مما يسبب ضغطًا هائلًا على المستشفيات، خاصة مستشفى رمبام في حيفا، الذي أعلن عن استقباله 180 مريضًا في قسم الطوارئ، وهو ما يتجاوز طاقته الاستيعابية بأكثر من 200%. هذا الضغط مستمر منذ عشرة أيام، ما أدى إلى تفاقم الوضع في الأقسام الداخلية، التي تجاوزت نسبة إشغالها 105%.

ومن جانب آخر، أُعلن عن وفاة عدد من المرضى، من بينهم أطفال وكبار السن، نتيجة مضاعفات الفيروس، مما يزيد من القلق حول خطورة المرض هذا العام.

للوقوف على خطورة الوضع التقى موقع وصحيفة “الصنارة”، الدكتور صلاح الدين محاميد، طبيب عائلة الذي أكد أن “الإنفلونزا تعتبر مرضًا موسميًا شائعًا في فصل الشتاء وأحيانًا في الربيع، يختلف عن الفيروسات التنفسية الأخرى من حيث شدة الأعراض”. وقال الدكتور محاميد: “الإنفلونزا تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة لمدة طويلة، وأوجاع عضلات شديدة وسعال مستمر، وقد تكون مضاعفاتها أكثر خطرًا لدى بعض الفئات مثل الأطفال وكبار السن، حيث يمكن أن تؤدي إلى التهاب رئوي أو التهاب في عضلة القلب، وفي بعض الحالات النادرة قد تؤدي إلى الوفاة”.

امتناع الناس عن التطعيم ضاعف من الإصابات

وأوضح الدكتور محاميد أن زيادة الحالات هذا العام تعود إلى عدة عوامل، أبرزها عدم تلقي الكثير من الأهالي للقاحات الإنفلونزا، مما ساهم في انتشار المرض بشكل أسرع. وأضاف أن هناك انخفاضًا كبيرًا في أعداد الأشخاص الذين تلقوا التطعيم هذا العام مقارنة بعام 2019، حيث تم تطعيم 2.5 مليون شخص في 2019 مقابل 1.1 مليون شخص هذا العام، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 60% في عدد المتلقين للقاح.

وأشار الدكتور محاميد إلى أن سبب انخفاض نسبة الإصابة بالإنفلونزا في البلاد خلال عامي 2020 و2021 يعود إلى جائحة الكورونا، حيث كان الاحتكاك بين الناس قليلًا بسبب القيود والإجراءات الاحترازية. وأردف: “اليوم، بعد عودة الناس إلى حياتهم الطبيعية والتجمع في أماكن مغلقة بأعداد كبيرة، نرى زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالإنفلونزا”.

فيروس الإنفلونزا طوّر نفسه وأصبح أكثر خطورة

وفيما يتعلق بأنواع فيروس الإنفلونزا، أضاف الدكتور محاميد أن “الفيروس يقسم إلى نوعين رئيسيين: قسم “أ” وقسم “ب”. وأوضح أن القسم “ب” هو الأكثر انتشارًا في البلاد هذا العام، وهو يعد أقل خطورة من النوع “أ”. لكن، على ما يبدو أن الفيروس هذا العام قد طور نفسه وأصبح أكثر خطورة، ما يبرز الحاجة الملحة للحصول على التطعيم السنوي”. وأكد قائلاً: “لا يوجد حل سوى التطعيم السنوي لمواجهة هذا الفيروس المتطور”.

وأشار الدكتور محاميد إلى أهمية الحصول على التطعيم، قائلاً: “التطعيم متاح لجميع الأشخاص بدءًا من عمر 6 أشهر، وهو الوسيلة الوحيدة لتقليل مضاعفات المرض بنسبة تصل إلى 70%”. كما أكد أن الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات هم الأطفال دون عامين، الأشخاص فوق 65 عامًا، وأصحاب الأمراض التنفسية والمزمنة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي”.

الإصابة بالفيروس أكثر خطورة من التطعيم

الدكتور محاميد حذر من أن “الإصابة بالفيروس أكثر خطورة من التطعيم، حيث أن مضاعفات التطعيم نادرة للغاية، بينما يمكن أن تكون مضاعفات الفيروس شديدة، خاصة مع الطفرات التي تحدث سنويًا للفيروس، مما يجعل كل عام يشهد ظهور نوع جديد من الفيروس”. وأشار إلى أن لقاحات الإنفلونزا تُحدث بشكل سنوي لمواكبة هذه التغيرات، وبالتالي يجب على الجميع التطعيم سنويًا لتجنب الإصابة.

تستمر المستشفيات في العمل بأقصى طاقاتها للتعامل مع هذا الارتفاع الكبير في الحالات، بينما تبقى الوقاية والتطعيم هما الحل الأمثل للحد من انتشار المرض ومنع مضاعفاته الخطيرة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى