
كثفت مصر في الأيام الأخيرة جهودها لصياغة خطة بديلة لمقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك دون نقل السكان من القطاع، وفقًا لما أفادت به قناة “كان 11″، نقلًا عن مصدر مصري مطلع.
ووفقًا للمصدر، تتألف الخطة المصرية من ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى، التي بدأت بالفعل، وتشمل إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة. أما المرحلة الثانية، فتهدف إلى تحقيق “إصلاح أولي” للبنية التحتية، بينما تتعلق المرحلة الثالثة بإعادة الإعمار الكامل.
وقد تم إعداد الخطة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وتعتمد على تمويل متنوع يشمل مصادر عربية، وأوروبية، وآسيوية، ومؤسسات دولية، بهدف إنشاء آلية إعادة إعمار واسعة لا تعتمد على مصدر تمويل وحيد.
ومن أبرز بنود الخطة، سعي مصر إلى تشكيل لجنة مدنية لإدارة قطاع غزة تتألف من خبراء مستقلين وتكنوقراط، لا ينتمون إلى حركتي فتح أو حماس، بحيث تتولى هذه اللجنة إدارة شؤون القطاع بشكل مؤقت، مع تهيئة الأوضاع لعودة السلطة الفلسطينية لاحقًا.
كما كشفت مصادر عن عنصر جديد في الخطة، يتمثل في قيام مصر بتدريب عناصر شرطة فلسطينية على أراضيها، على أن يعودوا إلى غزة بعد إنهاء تدريبهم لفرض الأمن والنظام تحت مظلة السلطة الفلسطينية، وذلك بهدف تشكيل قوة أمنية محلية تتولى مسؤولية الأمن الداخلي تدريجيًا.
لكن التحدي الأكبر الذي تواجهه مصر يتمثل في إقناع جميع الأطراف المعنية بالخطة، بما في ذلك حركة فتح، وحماس، والدول العربية، وإسرائيل، وكذلك الإدارة الأمريكية التي طرحت خطتها الخاصة للمنطقة.
وأكدت المصادر المصرية أن الخطة لا تزال في مرحلة الإعداد، وأن نجاحها مرهون بالحصول على دعم دولي واسع وموافقة جميع الأطراف المعنية، لا سيما إسرائيل والولايات المتحدة. في الوقت ذاته، تجري مشاورات مع جهات دولية مختلفة لدفع المبادرة قدمًا.