وصلنا سؤال متكرر من بعض العاملين في حقل التّبرعات والذين قاموا بجمع تبرعات للأهالي في غزة قبل أشهر عديدة ، حيث يقول السّائلون إنّ المواد الغذائية تَلِفت وبعضها يخشى عليه التّلف فهل يجوز التّبرع بها لفقراء بلادنا في الدّاخل؟
الجواب:بداية نؤكّد أنّنا لا نتهم أحدًا – بحسن نيته – ولا نشكّك بمصداقية أحد يعمل لخدمة أبناء شعبه ولكن حسن النية في هذا المقام لا يعوّل عليه لوحده شرعًا ولا يشفع لصاحبه في حال عدم تحقق المقصود.
لذا يجب على جميع العاملين في الجمعيات وفي حقل التّبرعات توخي الحذر من جمع تبرعات دون تحقق مسبق وتيقن تامّ من وصولها للهدف المنشود وذلك بعد بذل قصارى الجهد في سبيل ترتيب هذه الإجراءات قبل الإعلان عن حملة التّبرعات وإلاّ فإنّ الجمعية أو الأشخاص الذين قاموا بجمع تبرعات دون تحقق مسبق من وصولها للمستحقين فإنّهم يتحملون الوزر الشّرعي ويضمنون قيمة هذه التّبرعات في حال تلفها أو فسادها.
ونعود بعد هذه التوطئة إلى أصل المسألة المعروضة في السؤال :طالما أنّه قد تمّ جمع تبرعات من أشهر عديدة وتعذّر إيصالها لأهلنا في غزة كما جاء في السّؤال ويخشى تلِفها قبل وصولها للأهالي في غزة فلا مانع من توزيعها على فقراء الدّاخل أو الضفة ولكن لا بدّ من كتابة بيان توضيحي للمتبرعين يتضمن طلب الإذن منهم بصرفها لفقراء الدّاخل أو الضّفة نظرًا للأسباب المذكورة في السّؤال.
أ.د.مشهور فوّاز – رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الدّاخل الفلسطيني 48
الخميس 21 شعبان 1446ه/20.2.2025م