خبر رئيسيوادي عاره

الدكتورة نائلة تلّس من أم الفحم بعد نيلها الدكتوراة الثانية :” تغلبت على كثير من التحديات وحققت حلمي”

حصلت الدكتورة نائلة تلّس محاجنة، المحاضرة والباحثة الجامعية والكاتبة من مدينة أم الفحم، مؤخرًا على شهادة الدكتوراة الثانية من جامعة بار إيلان، وذلك بعد أربع سنوات من نيلها الدكتوراة الأولى من الجامعة الأردنية في عمّان.

وفي منشور لها عبر “فيسبوك”، عبرت الدكتورة نائلة عن مشاعرها قائلة: “اليوم أضع نقطة النهاية لمسارٍ طويلٍ، كان فيه الليل صديقَ السهر، والتعبَ رفيقَ الدرب. تلقيت المصادقة النهائية على إنهاء الدكتوراة الثانية في اللغويات باختصاص اكتساب اللغة والاضطرابات اللغوية من جامعة بار إيلان، بعد أن سبقتها الدكتوراة الأولى عام 2021 في التربية الخاصة بتخصص التوحّد من الجامعة الأردنية”.

رحلة أكاديمية بدأت في سن الثلاثين

وفي حديثٍ خاص مع صحيفة “الصنارة”، كشفت الدكتورة نائلة عن تفاصيل رحلتها الأكاديمية التي بدأت متأخرة في سن الثلاثين، لكنها تمكنت من تحقيق إنجازات استثنائية بدعمٍ من أسرتها.

وتقول: “بعد إنجابي أربعة أبناء، قررت أن أبدأ مشواري الأكاديمي فالتحقت بالجامعة المفتوحة لدراسة اللقب الأول في العلوم الاجتماعية، الذي حصلت عليه بامتياز. ثم أكملت دراستي في كلية بيت بيرل، حيث حصلت على لقب أول آخر في التربية الخاصة، وبعد ذلك أصبحت مشخصة تعليمية وعملت في وزارة التربية والتعليم لأكثر من 15 عامًا. بعدها قررت متابعة دراستي لنيل اللقب الثاني في العسر اللغوي، وحصلت عليه أيضًا بتفوق”.

لم تتوقف الدكتورة نائلة عند هذا الحد، بل واصلت مشوارها لنيل شهادة الدكتوراة الأولى في التربية الخاصة والتوحّد، حيث بحثت في مهارات التواصل الاجتماعي والقلق الاجتماعي لدى الأطفال المصابين بالتوحّد. ثم اتجهت للحصول على الدكتوراة الثانية في اللسانيات، حيث ركزت على اكتساب اللغة المحكية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف حتى ست سنوات، مع مقارنة الأطفال العاديين بأولئك الذين يعانون من اضطرابات لغوية نمائية.

إصرار رغم التحديات الاجتماعية

تؤكد الدكتورة نائلة أن التعليم الأكاديمي كان حلمها منذ الصغر، لكنها واجهت ظروفًا اجتماعية واقتصادية صعبة حالت دون التحاقها بالجامعة في وقت مبكر. وتضيف: “لم يفارقني حلمي، رغم أنني اضطررت للعمل في البداية من خلال دورات استكمالية وافتتاح روضة خاصة، ثم بدأت العمل كمساعدة في المدارس. حينها، أدركت شغفي بالعلم وقررت متابعة دراستي الجامعية، ليس فقط لتحقيق ذاتي، بل لأكون قادرة على خدمة مجتمعي، وخاصة النساء العربيات اللواتي يواجهن تحديات كبيرة”.

لم يكن الطريق سهلاً، فقد واجهت الدكتورة نائلة الكثير من التعليقات المحبطة من بعض الأشخاص الذين كانوا يرون أن دورها الأساسي يجب أن يقتصر على تربية أبنائها. لكنها أثبتت أن العلم والعمل يمكن أن يتكاملا، حيث تقول: “اليوم، بفضل الله، جميع أبنائي الأربعة جامعيون: ابني الأكبر يعمل ممرضًا، وابنتي الثانية تعمل في مجال الهايتك، بينما تدرس ابنتي الثالثة الطب، وابني الرابع يدرس هندسة البرمجيات في الجامعة العبرية في القدس”.

رسالة للنساء العربيات

اختتمت الدكتورة نائلة حديثها برسالة ملهمة للنساء، قائلة: “كل امرأة تمتلك طاقة داخلية هائلة. قد يكون المنزل والأبناء من أولوياتنا، لكن ذلك لا يعني التخلي عن أحلامنا. علينا أن نؤمن بأنفسنا ونثابر لتحقيق طموحاتنا، لأن الأحلام التي لا نحققها قد تذبل بمرور الوقت. لا يوجد عمر متأخر لبدء تحقيق الذات، المهم هو الإيمان بقدراتنا والسعي وراء أهدافنا بكل إصرار”.

المصدر : الصنارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى