أخبار

دراما في غرفة القسطرة في مستشفى كرمل: إنعاش ثلاثي يُعيد الحياة لمريض في حالة حرجة

سجل مستشفى كرمل إنجازًا طبيًا استثنائيًا يُضاف إلى سلسلة نجاحاته في مجال الرعاية الصحية المتقدمة، حيث نجح فريق طبي متعدد التخصصات، بقيادة الدكتور حسين سليمان، أخصائي في علاج الشرايين المعقدة والصمامات، في إنقاذ حياة مريض يبلغ من العمر 63 عامًا، بعدما تعرض لثلاث نوبات متتالية من السكتة القلبية.

المريض، بنش غريفات، وهو نجّار محترف من بلدة بسمة طبعون في الجليل، نُقل إلى مستشفى كرمل في حالة حرجة، بعد أن عانى من ثلاث نوبات قلبية متتالية، الأولى في منزله، الثانية أثناء نقله بسيارة الإسعاف، والثالثة عند وصوله إلى قسم الطوارئ.

جهود إنعاش مكثفة وعملية إنعاش طارئة

رغم الحالة الحرجة واحتمالات البقاء الضئيلة، تمكن الطاقم الطبي المتخصص في مستشفى كرمل، بالتعاون مع طاقم التمريض في وحدة العناية المركزة القلبية، الممرضان نسيم نصرة وعلي أبو رومي، من تنفيذ عملية إنعاش مكثفة استمرت لنحو 45 دقيقة، استُخدمت خلالها تقنيات متقدمة لإنقاذ المريض.

بالتوازي مع جهود الإنعاش، أجرى الدكتور حسين سليمان، الذي عاد مؤخرًا من تدريب متخصص في علاج الشرايين المعقدة والصمامات المعقدة في أحد المستشفيات الرائدة في هولندا، عملية قسطرة طارئة تم خلالها فتح انسداد كامل في الشريان التاجي الرئيسي للقلب، مما ساهم في استعادة تدفق الدم وتحسين أداء القلب.

تحدٍ إضافي على طاولة القسطرة

خلال العملية، تعرض المريض لنوبة قلبية إضافية، هي الثالثة على طاولة القسطرة، لكن الطاقم الطبي واصل جهود الإنعاش بلا هوادة، مستخدمًا أحدث الأساليب والتقنيات لإنقاذ حياته. وبفضل الجهود المتواصلة، نجح الطاقم في إعادة نبض قلب المريض، ومن ثم قام الدكتور حسين سليمان بتركيب بالون داخل الأبهر (IABP) لدعم وظيفة القلب خلال مرحلة التعافي.

بعد استقرار حالته، نُقل المريض إلى وحدة العناية المركزة القلبية وهو تحت التخدير والتنفس الاصطناعي. وفي صباح اليوم التالي، فتح المريض عينيه وابتسم للطاقم الطبي، في مشهد جسّد الانتصار الطبي والإنساني لهذا الفريق المتميز.

“حالة طبية نادرة، وإنجاز يُجسد التفاني المهني” علق البروفيسور رونين يافيه، مدير وحدة القسطرة في مستشفى كرمل، على الحدث قائلاً: “ما شهدناه هنا هو حالة طبية نادرة ومعقدة، إلا أن الطاقم أظهر احترافية استثنائية، وإصرارًا لا حدود له، مما مكّننا من تحقيق هذا النجاح الطبي. هذه الحادثة تعكس المستوى الرفيع من الرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية المتقدمة التي نوفرها في مستشفى كرمل.”

أما المريض بنش غريفات، فعبر عن امتنانه العميق للفريق الطبي قائلاً: “لقد استعدت حياتي بفضل الله ثم بفضل هذا الطاقم الرائع. لا أجد كلمات تعبّر عن امتناني العميق للأطباء، والممرضين، ولكل من ساهم في إنقاذي. لقد منحوني فرصة جديدة للحياة، وهذا شيء لا يُقدّر بثمن.”

من جانبه، أكد الدكتور حسين سليمان: “في مستشفى كرمل، نعمل بروح الفريق الواحد، ونمتلك الخبرة والمهارات التي تؤهلنا للتعامل مع أصعب الحالات وأكثرها تعقيدًا. هذه الحادثة كانت تحديًا حقيقيًا، لكننا لم نستسلم، وبفضل العمل الجماعي، نجحنا في إعادة المريض إلى أسرته. هذه هي رسالتنا، وهذه هي أعظم نجاحاتنا”.

استثمار في التدريب والكفاءة المهنية

في هذا السياق، شدد سهيل كيال، مدير التمريض في وحدة العناية المركزة القلبية، على أهمية التدريب المستمر، موضحًا أن الطاقم التمريضي أكمل مؤخرًا برنامجًا متقدمًا في تقنيات الإنعاش القلبي، ما عزز من استعدادهم للتعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة. وأضاف: “إن الحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية والكفاءة هو عنصر أساسي في تقديم رعاية صحية متقدمة. التزامنا بالتدريب المستمر يضمن بقاء فرقنا الطبية على أهبة الاستعداد لأي طارئ طبي مهما كان معقدًا.”

مستشفى كرمل – ريادة طبية في خدمة الشمال

يُضاف هذا الإنجاز إلى سجل النجاحات الطبية التي يحققها مستشفى كرمل، مما يعزز مكانته كمركز طبي رائد في شمال البلاد. ويواصل المستشفى استثمار موارده في تطوير التقنيات الحديثة، وتأهيل الطواقم الطبية، وتحسين جودة الرعاية الصحية، لضمان تقديم أفضل الخدمات الطبية لسكان المنطقة، وفقًا لأعلى المعايير العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى