إنقاذ سلحفاة بحرية ضخمة بعد أن علقت في محطة توليد الكهرباء في أشكلون

تمكنت فرق الإنقاذ البيئي من إنقاذ سلحفاة بحرية ضخمة من نوع السلحفاة ذات الرأس الكبير، بعد أن جرفتها المياه إلى فلاتر محطة توليد الكهرباء “روتنبرغ” التابعة لشركة الكهرباء الإسرائيلية في مدينة أشكلون مطلع العام الجاري.
ولحسن حظها، اكتشفها عمال وردية الصباح عندما بدأوا بفحص الفلاتر، ليجدوا السلحفاة مرهقة وعالقة في القناة، ما استدعى تدخلاً سريعًا لإنقاذها.
اكتشاف غير متوقع
تحدّث تمير زك، أحد العاملين في المحطة، عن لحظة العثور على السلحفاة قائلاً: “من ضمن مهامنا رفع الفلاتر المسؤولة عن تدفق المياه لتبريد بخار التوربينات، وخلال ذلك فوجئنا بوجود سلحفاة بحرية كبيرة. استدعيت بعض الزملاء وساعدوني على إخراجها من القناة. هذه ليست المرة الأولى التي نجد فيها سلاحف ضعيفة تنجرف إلى فلاتر المحطة، ودائمًا نحاول إنقاذها قدر المستطاع.”
أُطلق على السلحفاة اسم “راحيل” تيمّنًا باسم زوجة تمير زك، وبقيت في مكان آمن داخل المحطة إلى حين وصول طاقم من سلطة الطبيعة والمتنزهات لإنقاذها ونقلها إلى مركز الإنقاذ الوطني للسلاحف البحرية في “مخيمورت” لتلقي العلاج اللازم.
رحلة علاج وتأهيل ناجحة
أوضحت شغاف ماروم، متطوعة في المركز، أن السلحفاة وصلت إلى المركز بعد جهود كبيرة من العاملين في شركة الكهرباء الذين حرصوا على إخراجها بأمان وإبلاغ الجهات المختصة.
من جانبه، كشف الدكتور تساحي أيزنبرغ، الطبيب البيطري المسؤول في عيادة “هكل حي”، بعد إجراء فحوصات راديولوجية، أن السلحفاة في مرحلة متقدمة من الإباضة، مما يعني أنها قادرة على التكاثر. وأضاف: “نظرًا لبدء موسم التزاوج، بذلنا كل ما بوسعنا لتسريع شفائها وإعادتها إلى البحر في أقرب وقت ممكن، حتى تتمكن من المشاركة في عملية التكاثر.”
وتعدّ راحيل واحدة من أكبر السلاحف البحرية التي وصلت إلى مركز الإنقاذ في السنوات الأخيرة، حيث يبلغ طولها أكثر من 80 سم ووزنها 61 كغم. وبعد أيام من العلاج المكثّف، تحسنت حالتها، واستعادت شهيتها، مما مكّن الفريق من تجهيزها للعودة إلى بيئتها الطبيعية.
عودة إلى البحر وسط احتفاء جماهيري
يوم أمس (الثلاثاء)، تم نقل السلحفاة “راحيل” عبر مركبة مخصصة إلى شاطئ بيت ياناي، حيث تزامن إطلاقها مع حملة لتنظيف الشاطئ ضمن فعاليات “يوم الأعمال الخيرية”.
أكثر من 100 شخص، بينهم عائلة تمير زك، حضروا لمشاهدة لحظة إطلاق السلحفاة مجددًا في البحر. ومع تصفيق وتشجيع الحضور، زحفت السلحفاة عبر الرمال وعادت إلى مياه البحر المفتوحة.
وعلّق شلومي فايها، أحد مسؤولي مركز الإنقاذ، قائلًا: “نحن ممتنون جدًا لموظفي شركة الكهرباء الذين يساعدوننا باستمرار في إنقاذ السلاحف التي تنجرف إلى منشآتهم. نأمل أن يكون لراحيل موسم تزاوج ناجح وأن تعود لتكاثر مزيد من السلاحف في المستقبل.”
أما تمير زك، الذي تابع لحظة عودتها إلى البحر، فقال بتأثر: “إنها لحظة مؤثرة حقًا. رؤية هذه السلحفاة الكبيرة في سن الإنجاب تعود إلى البحر بسلام تمنحنا شعورًا رائعًا، خاصة أننا نجحنا في إنقاذها في الوقت المناسب.”