وصل بيان صادر عن بلدية كفرقرع جاء فيه: “أختي المواطنة، اخي المواطن، مدينتنا الطيب اهلها كفر قرع الحبيبة . أهلنا الكرام، أبناء هذا البلد العزيز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ها هو موسم الأعراس يطرق أبواب بيوتنا ومدينتنا الأم كفر قرع، معلنًا بداية جديدة لكثير من العائلات الجديدة، وأملًا بحياة أكثر دفئًا وطمأنينة وخيرا تتويجاً لمسيرة من حب الاهالي وعطاءاتهم العظيمة لأبنائهم”.
ووفق البيان: “وسط بهجة العمر هذه، لا يمكننا أن نتجاهل الظلال الثقيلة والعبء المقيت التي يخيّم على واقع مجتمعنا العربي. فقد ودّعنا في الشهور الأخيرة عددًا موجعاً من الأحبّة وسط عذابات تمزق القلب للعائلات الثكلى، وهم ضحايا لجرائم العنف المستشرية التي تقض مضاجعنا، والتي لا تزال تنخر في جسدنا الجماعي بصمتٍ موجع في ظل سرطان الجريمة القاتل في مجتمعنا والتي خطفت منا الكثير من زينة ابنائنا بيد رصاص الغدر، الى جانب الحرب ومناظر الدمار، استشهاد وزهق ارواح الابرياء”.
وتابع البيان: “أفراحنا هذا العام، وإن ملأتها الزغاريد والأنوار وطقوس فرحة العمر، لا تخلو من لمعة حزن في العيون، من مقعدٍ فارغٍ كان لأخٍ أو صديق، وكل هذا بفعل الرصاص القاتل. فلماذا الرصاص اهلنا الاحباء؟؟”.
وجاء في البيان: “نحن لا نُطفئ الفرح، ولا نُغلق الأبواب في وجه الحياة، لكننا نؤمن بأن الفرح الحقيقي لا يكتمل إلا في مجتمعٍ آمن، دون اعتباطية إطلاق الرصاص في الهواء كمظاهر للفرح. فلنجعل من هذا الموسم بدايةً لوعيٍ جماعي يرفض العنف، وينتصر للحياة. فنحن يجب ان نحرص ان لا تكون اي ممارسات من شأنها ان تُسيء لقيمنا وتشوه صورة أفراحنا واعراسنا التي تشكل جزء جوهريا من هويتنا وتراثنا الذي نعتز به، وهنا لا بد ان نقف مع انفسنا وقفة مسؤولية تامة عما هو حاصل في موسم الاعراس الذي انطلق فور عيد الفطر السعيد”.
وأردف البيان: “نحن اذ نبارك لعائلة كفر قرع وكل العائلات التي تزف ابناءها وبناتها الى عش الزوجية، فنحن نحمل لكم ومن منطلق المسؤولية حُزمة من التوصيات لجعل موسم الاعراس في مدينتنا مدعاة للفرح والفخر الحقيقين وسط انضباط بمعالم ديننا وثوابتنا الاخلاقية التي تليق بكفر قرع والمجتمع العربي برُمته”.
وحسب البيان: “في مقدمة هذه الظواهر الخطيرة وتباعا نورد بعض التوصيات لتحاشي وتفادي هذه الظاهرة، ألا وهي ظاهرة إطلاق الرصاص المقيتة في المناسبات والاعراس، والتي لا تمتّ للفرح بصلة، بل هي عمل خطر حقيقي يهدد أرواح الأبرياء، ويسبب الذعر للناس، للحضور والجيران والاطفال واهل البلد، ويسيء لأخلاقنا وديننا الاسلامي الحنيف الذي جعل حفظ النفس من أعظم المقاصد. نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: “من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه”، فكيف بمن يُطلق النار وسط الأهل والأطفال، وقد يتسبب بمصيبة في لحظة من المفترض أن تكون مباركة وفاتحة فرح لأسرة جديدة.
أعراسنا يجب أن تبقى عنوانًا للفرح الآمن، لا مناسبة للحزن والغمة والعياذ بالله بسبب استعراض لا يليق بأهلنا ولا بعاداتنا ولا شيمنا نحن اهل كفر قرع الشامخة الأبية منارة البلدان”.
وتابع البيان: “كما نود التطرق أيضًا لموضوع لا يقل أهمية، وهو الحفاظ على نظافة المكان بعد انتهاء الأعراس. كثيرًا ما نرى في الساحات العامة أو الشوارع بعد انتهاء الاحتفالات تراكمًا كبيرًا للنفايات، مما يشوّه منظر الحيّ ويؤذي البيئة، ويثقل كاهل فرق النظافة في البلدية والشركات المختصة من قبل البلدية”.
وقال البيان: “نحن في بلديتكم، نحرص على أن تبقى مناطقنا نظيفة ومرتبة، وندعوكم بكل محبة للتعاون معنا في هذا السياق من خلال جمع النفايات بعد الحفل ووضعها في الأماكن المخصصة، وإن احتجتم لأي مساعدة، نرحب بكم دومًا في البلدية لتنسيق ما يلزم مع قسم تحسين واجهة المدينة، ونحن سنكون لكم العون في الارشاد وتدبر إزالة النفايات”.
وأظهر البيان: “إخواني وأخواتي، إن البذخ الزائد والإسراف في الاحتفالات وتكاليف العرس ما قبل الحفلات، في ظلّ هذه الأوقات العصيبة التي يعاني فيها كثيرٌ من أهلنا من عبء الوضع الاقتصادي المرير، ليس من شيمنا. وقد قال الله تعالى: “وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ”. فلتكن أفراحنا متواضعة، مباركة، خالية من المظاهر المؤذية والمُكلفة، ولنعكس فيها أصالة ديننا، وكرامة موقفنا، وحكمة عقولنا النيرة الحكيمة، ولنتذكر ان ديون تكاليف العرس لن تغادرنا في اليوم الذي يلي ايام الفرح وطقوسه”.
وأشار البيان: “دعونا نحمي أبناءنا، جيراننا، وأهلنا. دعونا نُعلي من قيمة الوعي، ونُظهر الفرح بما يليق بنا ككفر قرع وكأمة تعتز بدينها، وتدرك حجم المصاب الذي يحيط بنا وبمجتمعنا وبأهلنا. أدعوكم، من موقع مسؤوليتي، ومن منطلق محبتي وإيماني بوعيكم، إلى الالتزام التام بعدم إطلاق النار في الأعراس، وتخفيض النفقات بما يراعي ظروف شعبنا واهالي العرسان، والتأكيد على أن الفرح الحقيقي هو فرحٌ لا يؤذي أحدًا، ولا يتعارض مع ديننا وأخلاقنا. ديننا الإسلامي الحنيف حثّنا على حسن السلوك في السرّاء والضراء، وعلى تجنب الإيذاء، والإسراف، والتقصير في حقّ بيئتنا ومجتمعنا. فلنُظهر فرحنا برُقي، ولنحتفل دون أذى، ولنحافظ على نظافة بلدتنا كما نحافظ على بيوتنا”.
ووضح البيان: “كما بودنا ان نتطرق ايضا لظاهرة المفرقعات، في ظل السعي نحو أعراس أجمل وأكثر احترامًا للجميع، بات من الضروري الابتعاد عن عادة إطلاق المفرقعات في الشوارع، لما تسببه من فوضى وتلوث بصري وبيئي، إلى جانب الإزعاج الكبير للسكان. كما يُستحسن أن تنتهي حفلات الزفاف في موعد لا يتجاوز الساعة الحادية عشرة ليلًا، حفاظًا على راحة الجيران وكبار السن والأطفال، واحترامًا للمرضى والطلبة الذين يحتاجون إلى الهدوء. ولنتذكر دوماً ان الفرح لا يعني الإزعاج، والاحتفال الحقيقي هو ذاك الذي يجمع بين السعادة والذوق والرقي السلوكي والاحترام”.
وقال البيان: “اسمحوا لي في نهاية هذه الرسالة وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والرديئة وتعدد الأعراس التي يشهدها مجتمعاتنا وكثرتها، يصبح من المهم بمكان أن نراعي قيمة النقوط وأن يكون متواضعًا ورمزيًا. فالنقوط لا يجب أن يكون عبئًا على الأهالي أو المشاركين في الفرح، بل هو تعبير بسيط عن الفرح والمباركة والمشاركة. بهذا الشكل، نتمكن من الحفاظ على روح الفرح دون أن نثقل على أحد، ونُبقي على التوازن بين الفرح والمساهمة الاجتماعية التي لا تضع عبئًا ماديًا إضافيًا على كاهل الأسرة والمجتمع والله أعلم بحال جميع العائلات في ظل ازمات البطالة والاجور المتدنية وغلاء المعيشة المتسارع”.
واختتم البيان: “نسأل الله أن يُتم أفراحكم بالخير، وأن يحفظ بلادنا وأهلنا من كل شر، ودمتم سالمين ومبارك للعرسان واهاليهم الفرح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع أسمى الامنيات، رئيس بلدية كفر قرع، المحامي فراس احمد بدحي… نيسان 2025″. إلى هنا نصّ البيان” />