
شهد المجتمع العربي في البلاد موجة عنف دامية خلال الأيام الأخيرة، بلغت ذروتها في نهاية الأسبوع، حيث وقعت سلسلة من جرائم القتل المروعة، خلّفت ما لا يقل عن 10 قتلى وعددًا من الجرحى، في أقل من 72 ساعة، لتعيد مشهد الدم إلى الواجهة، وتدق ناقوس الخطر من جديد.
استفاق المواطنون صباح اليوم الأحد، على وقع جريمتين مروعتين، الأولى في مدينة سخنين راح ضحيتها الشاب محمد عبد طربيه، والثانية في الناصرة حيث قُتل الشاب إلياس مطران. وفي وقت لاحق من صباح اليوم، وقعت جريمة قتل ثالثة في مدينة الطيرة، ما يرفع عدد القتلى خلال ثلاثة أيام فقط إلى عشرة.
وبحسب رصد لمراسلنا، فقد كانت بداية هذه السلسلة الدامية يوم الخميس 10 نيسان/ أبريل 2025، مع مقتل الشقيقين جلال ومتين الشمالي رمياً بالرصاص في حي الجواريش بمدينة الرملة. المأساة تأخذ بعدًا أعمق حين نعلم أن اثنين من أشقائهما، سعيد ونهاد الشمالي، قُتلا أيضًا في سنوات سابقة في ظروف مشابهة.
صباح الجمعة، قُتل خالد سواعد (60 عامًا) من شفاعمرو بإطلاق نار، وهو والد رسلان سواعد الذي قُتل قبل عامين أيضًا.
وفي مساء الجمعة، هزّت جريمة قتل ثلاثية مدينة الرملة، حيث لقي كل من صالح العفيفي، بهاء عميرة وبلال أبو غانم مصرعهم في مقهى للـ”نرجيلة”، في حادثة صادمة اعتُقل على إثرها شاب من اللد.
ليلة الجمعة، توفي عنان نصار من عرابة إثر انفجار مركبته، حيث عُثر على جثته متفحمة داخل السيارة.
ويُذكر أيضًا أن يوم الأربعاء 9 نيسان، شهد مقتل الشابين وهيب أبو عرار (برصاص الشرطة) وعماد أبو عرار خلال شجار تخلله إطلاق نار في إحدى القرى.
76 قتيلًا منذ بداية العام
من جهتها، أعلنت جمعية مبادرات إبراهيم أن عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ بداية عام 2025 بلغ 76 قتيلًا، من بينهم 3 نساء، ومقيم واحد، في حين أن 66 من الضحايا لقوا حتفهم بواسطة سلاح ناري، و4 قتلوا على يد الشرطة.
للمقارنة، قُتل في نفس الفترة من عام 2024 نحو 51 شخصًا، ما يُظهر ارتفاعًا مقلقًا في وتيرة العنف والجريمة.
أين الحل؟
أمام هذا التصاعد المروع، تتواصل المطالب الشعبية والحقوقية بتكثيف جهود الشرطة، ومحاسبة المجرمين، ووضع خطط استراتيجية شاملة لمكافحة العنف والجريمة التي باتت تهدد حياة كل فرد في المجتمع العربي، في بيته وشارعه وحياته اليومية.
الدم بات يلون المشهد من جديد، والحاجة إلى تحرك فوري وفعّال لم تكن يومًا أكثر إلحاحًا من الآن.