السجن 10 أعوام وغرامة 210 آلاف شيكل لزوجين نكلا بأطفالهما

فرضت المحكمة المركزية في الناصرة، قبل أيام، عقوبة استثنائية مشددة على زوجين من إحدى البلدات العربية في منطقة الجليل، شمالي البلاد، بعد إدانتهما بتعذيب أطفالهما الثلاثة والتنكيل بهم بصورة قاسية، من ضمنها جلدهم بالسوط والأحزمة وربطهم بالكرسي لساعات طويلة وحرمانهم من الطعام والشراب، وذلك على مدى سنوات.
وكان الوالدان قد وثّقا عمليات التعذيب والتنكيل بواسطة كاميرا مراقبة بيتية، كما قاما بتدوين أساليب التعذيب التي اتبعوها مع أطفالهم في 15 دفتر يوميات امتدت على نحو 450 صفحة.
وفرضت قاضية المحكمة، يفعات شطريت، عقوبة السجن لمدة 10 سنوات على الوالد، وتسع سنوات ونصف السنة على الوالدة، وقامت بتغريمهما بمبلغ 70 ألف شيكل لكل واحد من الأطفال الثلاثة الذين تراوحت أعمارهم بين 5 – 9 سنوات حين تم الكشف عن القضية، بالإضافة الى الحكم بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة 18 شهرا.
وكانت ممثلة النيابة العامة في لواء الشمال، المحامية لوسانا صايغ، قد طالبت المحكمة بفرض عقوبة السجن لمدة 17 عاما على كل من الزوج والزوجة نظرا إلى أن هذه الحادثة تستحق عقوبة مشددة، ولا سابق لها ولا نظير لها في المحاكم الإسرائيلية. ومما جاء في أقوال المدعية العامة إن “الطفل لا يولد ليبكي، ولا ليضغط عليه بقوة الذراع، ولا ليقبض على يديه، ولا ليجلد بالحزام. وإنما يولد الطفل ليضحك، ليرفع يديه في الهواء، ليعانق الدفء في الليل. ولكن هناك من سلبوا الطفولة وسحقوها تحت أقدامهم”.
وكانت الشرطة قد تلقت بلاغا قبل نحو ثلاث سنوات، من سلطات الشؤون الاجتماعية حول عدم حضور الأطفال إلى مؤسساتهم التعليمية. واقتحمت الشرطة المنزل، واكتشفت وجود عدد من الأطفال هناك تعرضوا لإهمال شديد، وثارت الشكوك حول ارتكاب جرائم خطيرة وقاسية وعنيفة ضدهم. وألقى المحققون القبض على الوالدين ونقلوا أحد الأطفال إلى المستشفى لتلقي العلاج، والبقية إلى مراكز علاجية. ومنذ ذلك الحين، ظل الوالدان قيد الاحتجاز.
وكشف التحقيق عن وجود كاميرات مراقبة في المنزل، والتي احتوت على عشرات الساعات من اللقطات للفظائع والعنف الوحشي الذي ارتكبه الوالدان ضد أبنائهما. وعثر المحققون في المنزل على سياط كان الوالدان يستخدمانها لجلد أبنائهما، كما عثروا على أوشحة يبدو أنها استخدمت لتغطية أعينهم أثناء الاعتداء عليهم. كما عثر في المنزل على 15 دفتر مذكرات سجل فيها الوالدان جميع أعمال الاعتداء على 450 صفحة.
في أعقاب صدور الحكم من المحكمة المركزية في الناصرة، الذي فرض على الوالدين اللذين اعتديا على أطفالهما السجن لمدة 10 سنوات، قال رئيس جمعية حماية الطفل، عيران تسيمرين: “نحن في جمعية حماية الطفل ننظر بجدية إلى جميع أنواع الأذى التي يتعرض لها الأطفال، وخاصة الحالات التي يقوم فيها الآباء، الذين من المفترض أن يكونوا الشخصيات التي تحمي وتهتم بأطفالهم، بإيذاء الأطفال”.
وأضاف أن “الحكم الذي أصدرته محكمة الناصرة على الوالدين بالسجن لمدة عشر سنوات تقريبا يوجه رسالة مهمة وضرورية إلى الجمهور: لا مكان لإيذاء الأطفال أو العاجزين. إن الحكم الصادر يعد علامة فارقة في النضال لمنع الأذى الذي يلحق بالأطفال”.