أخبار

بعد رحلة علاج طويلة – شاهد لحظة إطلاق نسر نادر في سماء البلاد

فرخ نسر ذهبي – أحد أندر الطيور الجارحة والمصنّف في خطر انقراض شديد في إسرائيل – عاد إلى عشه بعد غياب دام ثلاثة أسابيع بسبب إصابة خطيرة، في حادثة نادرة وملهمة وصفها خبراء بأنها “الأطول من نوعها التي يغيب فيها فرخ جارح عن عشه ويُستقبل مجددًا من قبل والديه”.

فرخ النسر، الذي خضع لعلاج مكثف في مستشفى الحيوانات البرية في سفاري رمات غان بسبب مرض طفيلي خطير، أعيد إلى عشه في منطقة غوش عتصيون – يهودا – بمرافقة حذرَة من سلطة الطبيعة والحدائق.

يقول إيرن كروزال، مفتش المنطقة في سلطة الطبيعة، والذي شارك في إعادة الفرخ:
“لقد كانت لحظة مؤثرة جدًا. للمرة الأولى نعيد فرخًا إلى العش بعد غياب دام هذا القدر من الوقت. كأنّ الكون كله تآزر معه – عاد إلى والديه وكأن شيئًا لم يكن، واليوم رأيناه يقفز من العش في أول محاولة للطيران.”

بداية القصة

قبل ثلاثة أسابيع، وخلال متابعة دورية لأعشاش النسور المهددة، لاحظ فريق سلطة الطبيعة علامات مقلقة لدى أحد الفرخين الموجودين في العش – الذكر. بينما كانت الأنثى بحالة صحية جيدة، أظهرت الفحوصات أن الذكر مصاب بطفيلي تريكوموناس الذي يهاجم الحلق ويسبب صعوبة في التنفس والبلع، وقد يؤدي إلى الوفاة.

حالة الفرخ كانت حرجة جدًا، ولذلك تقرر نقله للعلاج الفوري في مستشفى الحيوانات البرية، رغم خطورة الفصل عن الأبوين لفترة طويلة.

في المستشفى، كان الفرخ في سباق مع الزمن. تقول الطبيبة البيطرية د. نيتسان آدم:
“وصل إلينا بحالة خطيرة جدًا – فمُه كان ممتلئًا بالتقرحات الناتجة عن الطفيلي، لم يستطع التنفس أو الأكل، ووُصِل بجهاز تنفس وتمت تغذيته عبر أنبوب. اتبعنا بروتوكول علاجي خاص بالمستشفى، وبعد اختفاء أعراض المرض أجرينا له جراحة دقيقة لإزالة التكتلات من فمه.”

العودة إلى العش

بعد تعافيه، قرر الفريق الطبي بالتعاون مع سلطة الطبيعة إعادته بسرعة إلى العش، قبل أن يفقد الأهل الارتباط به. تبيّن أن الأخت لا تزال قريبة من العش، ما أبقى الوالدين في حالة “رعاية”. استغل الفريق الفرصة ونقله بسرية إلى العش باستخدام الحبال، ومن ثم راقب الوضع من بعيد بواسطة تلسكوبات.

يقول إيرن:
“بعد ساعة من الترقب، رأينا الوالدين يعودان إلى العش ويطعمانه! لقد كانت لحظة لا تُنسى. على الرغم من الغياب الطويل، استأنفا رعايته دون تردد.”

أهمية الحدث

أساف مروز، عالم الطيور الجارحة في سلطة الطبيعة، أوضح أن النسر الذهبي في إسرائيل مهدد بشدة، ولا يوجد اليوم سوى نحو عشرة أزواج في البلاد.
“كانت سنة سيئة لهذا النوع – معظم الأعشاش لم تُنتج فراخًا. إنقاذ هذا الفرخ هو انتصار حقيقي للمحافظة على النوع.”

وأكد مروز أهمية حماية هذه الطيور التي تجوب الشرق الأوسط كله، من تركيا إلى إيران.
“ما يولد هنا قد يصل إلى أبعد من حدودنا – دورنا هو ضمان أن تبدأ رحلتهم بأمان من هذه الأرض.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى