توتر في سوريا يُشعل احتجاجات في الداخل: الشيخ طريف يدعو إسرائيل للتدخل ومظاهرات درزية شمال البلاد

في ظل تصاعد التوترات في سوريا، دعا الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في البلاد، قادة دولة إسرائيل إلى “العمل من أجل المساواة في الدولة وبناء مستقبل أفضل لمواطني إسرائيل”، كما ناشد المجتمع الدولي وعموم الشعب اليهودي بـ**”التحرك الفوري لمنع مجزرة في القرى الدرزية المحيطة بدمشق”**، قائلًا:
“ممنوع أن تقف إسرائيل متفرجة على ما يجري في هذا الوقت في سوريا، وعيون وقلوب أبناء الطائفة الدرزية تتجه نحو أهلهم هناك”.
احتجاجات وقطع طرق شمال البلاد تضامنًا مع دروز سوريا
جاءت تصريحات الشيخ طريف تزامنًا مع اندلاع احتجاجات شعبية من قبل مواطنين دروز في منطقة الشمال، شملت إغلاق عدد من المفترقات، أبرزها على شارع 85 الواصل بين عكا وكرميئيل، حيث قام المحتجون بإغلاق مفترق كفر ياسيف بإطارات مشتعلة وشاحنة كبيرة. ورفع المتظاهرون شعارات تضامنية مع دروز سوريا من بينها: “بالروح بالدم نفديك يا صحنايا”.
الشرطة الإسرائيلية عقّبت على الأحداث بالقول إن “الاحتجاجات غير قانونية”، مشيرة إلى أنها تتواجد في المكان “للحفاظ على النظام”، وأكدت أنها “تدعم حرية التعبير في إطار القانون، لكنها لن تسمح بالمسّ بسلامة الجمهور”.
رد حكومي: الجيش الإسرائيلي نفذ هجومًا تحذيريًا في صحنايا
من جانبها، أصدر مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بيانًا مشتركًا مع وزير الأمن يسرائيل كاتس، أعلن فيه أن الجيش الإسرائيلي نفذ هجومًا استباقيًا على “مجموعة متطرفة كانت تستعد لمهاجمة مواطنين دروز في بلدة صحنايا بريف دمشق”.
وأشار البيان إلى أن الهجوم تم بناءً على تعليمات مباشرة من نتنياهو، كاتس، وقائد أركان الجيش أيال زمير. وأضاف البيان أن إسرائيل “أرسلت تحذيرًا رسميًا للنظام السوري، تطالبه بمنع أي اعتداء على الدروز”.
اتفاق مبدئي في سوريا بعد اشتباكات عنيفة في جرمانا
وكانت وسائل إعلام عربية قد أفادت أن اشتباكات دامية اندلعت في مدينة جرمانا جنوب دمشق، على خلفية مقطع صوتي منسوب لأحد شيوخ السويداء يتضمن إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما أشعل موجة غضب واسع أدت إلى اشتباكات بين دروز وسُنّة، سقط خلالها قتلى وجرحى.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، عُقد اجتماع طارئ بين ممثلين عن الحكومة السورية ووجهاء دروز من جرمانا، أسفر عن اتفاق يشدد على ضرورة الحد من التجييش الطائفي، تأمين الطرق، ومحاسبة المتورطين.
الداخلية السورية تؤكد وقوع اشتباكات وتتوعد بمحاسبة المحرضين
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية السورية وقوع “اشتباكات متقطعة مع مجموعات مسلحة بعضها من خارج المنطقة”، مشيرة إلى أن الاشتباكات اندلعت بسبب “خطاب كراهية وتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي” بعد انتشار مقطع الإساءة.
وقالت الوزارة إنها دفعت بتعزيزات أمنية وعسكرية لـ”فض الاشتباك وحماية الأهالي والسلم الأهلي”، فيما شددت وزارة العدل السورية على ضرورة اللجوء إلى القضاء ومعاقبة مثيري الفتنة.