في هذه الأيام الصعبة والحالكة التي تمرّ بها بلادنا ومنطقتنا، حيث الحرب تترك آثارها العميقة على كل بيت، وحيث تتزايد التحديّات الاقتصادية يومًا بعد يوم، أصبح من واجبنا أن نتكاتفَ جميعًا، وأن نُعلي قيمَ البساطة والتكافل والتراحم فيما بيننا.
ومن هذا المنطلق، نتوجّه إليكم يا اهلنا بنداء أخويّ صادق:
لنتبنَّ جميعًا ثقافة الأعراس المختصرة والميسّرة والمسهّلة، بعيدًا عن المبالغة في التكاليف والمظاهر. فليس الغرض من الزواج مظاهر البذخ والإنفاق المرهق، بل هو ميثاق غليظ، يقوم على المحبة والسكينة والرحمة، ويباركه الله ببساطته وخفّته.
وقد وجّهنا رسول الله ﷺ إلى التيسير والاعتدال في الزواج فقال: “أعظمُ النكاحِ بركةً أيسرُه مؤونةً” رواه أحمد.
فكلما قلّت التكاليف والمصاريف، زادت البركة في الزواج، ونمت المحبة بين الزوجين وأهلهما.
اهلنا الكرام، إن اعتماد الأعراس المختصرة اليوم ليس فقط موقفًا أخلاقيًا، بل هو أيضا تعبير عن وعيٍ مجتمعيّ، وانتماء حقيقيّ لهموم أهلنا، وتقدير للظروف التي نمر بها جميعًا.
فلنكن قدوةً لأبنائنا وبناتنا، ولنجعل من أعراسنا عنوانًا للتراحم والتعاون، لا عبئًا يثقل كاهل العائلات، ولا عبئًا يضاف إلى جراحنا.
حفظ الله مدينتنا وأهلها، وجعل أيامنا كلها أفراحًا في ظلّ السلام والامن والرخاء.
