أخبارخبر رئيسي

البروفيسور علي صغيّر : الهزة الأرضية في بلادنا قادمة ويمكن معرفة مكانها لكن يصعب تحديد زمانها 

هزة أرضية وقعت في بحر إيجة أمس شكلت ناقوس خطر

البروفيسور علي صغيّر لـ”الصنارة”: الهزة الأرضية في بلادنا قادمة ويمكن معرفة مكانها لكن يصعب تحديد زمانها 


  • الهزة ستحدث، والتوقعات تشير إلى وقوعها مرة كل مائة سنة، وآخر هزة عندنا وقعت عام 1927
  • إذا حصلت هزة أرضية مدمرة عندنا ستخلف أضرارا لن ترمم بعشرات السنين، لأن الناس في بلداتنا يبنون على منحدرات مائلة وصخور طرية دون أساسات متينة.

ضرب زلزال بقوة 6.0 درجات على مقياس ريختر بحر إيجة، صباح أمس الخميس، وشعر سكان المناطق الساحلية في تركيا ومصر بالزلزال الذي وقع على بعد 55 كيلومترا شمال جزيرة يونانية وعلى عمق 37 كيلومترا. كما شعر مواطنون في بلادنا بالهزة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار هيكلية. 

من المعروف أن بلادنا تعرضت وتتعرض في أوقات متباعدة إلى هزات أرضية، وللوقوف على مخاطر هذه الهزات وما ينتظرنا، التقت “الصنارة” مع بروفيسور علي صغيَّر، خبير في علوم الأرض، ومحاضر في الكلية الأكاديمية العربية للتربية في حيفا، وطلبنا بداية توضيحا منه لطبيعة الهزة الأرضية الأخيرة فقال: “الهزة وقعت في بحر ايجة الى الشمال من جزيرة كريت، وحصلت في منطقة معروفة بالهزات العنيفة منذ القدم وليس الأمر جديدا. من تلك الهزات التي وقعت في القدم وكان لها تأثير كبير حصلت عام 1600 ق.م وكانت مدمرة وتسمى الهزة المينوسية أو ثيرا أو سنتورينية. كانت جزيرة بركانية انفجرت وتطايرت أجزاؤها في الهواء، ولم يبق منها غير قوس شرقي موجود حتى اليوم في جزيرة سنتورين اليونانية. ووقعت هزة أصعب من الأولى عام 1883 في بركان كراكاتوا شرق آسيا، قضت على الحضارة المينوسية التي كنا متأثرين منها في بلاد الشام. وفي السنوات الأخيرة وقعت هزات أرضية سجلت في أجهزة رصد الزلازل في تركيا واليونان”.

وردا على سؤال: لماذا تحدث الزلازل في تلك المناطق؟ أجاب ب. صغيّر: ” تلك منطقة فعاليات بركانية تحت سطح الماء وفي قعر البحر، لا يمكننا رؤيتها بالعين. وتنشأ الهزات من سببين: الأول حركات في صفائح القشرة الأرضية اما عاموديا أو أفقيا، وثانيا نتيجة فعاليات بركانية في قعر البحر. لم تصل إلينا أمواج تسونامي، لأن المسافة بعيدة. كما أن جزيرة كريت ورودس تشكلان حاجزا لتخفيف التسونامي”.

وسألنا ب. صغير: لكن كيف تفسر شعور البعض في بلادنا بالهزة؟ فأجاب: “صحيح أنه لم تحدث أضرار ولم تتكون أمواج تسونامي عندنا، لكن الهزة شكلت ناقوس خطر لنا ولكل شواطيء تركيا وكل بلاد الشام وحتى مصر وسوريا. أضف إلى ذلك هناك منطقة أخطر وهي تقع جنوب جزيرة كريت، يوجد ما يعرف بمنطقة القوس الهيلينية (اليونانية) وهي على شكل قوس في قعر البحر، وعلى طوله تغوص الأطراف الشمالية للبحر المتوسط وتحت الجنوبية لبحر ايجة والصفيحة الاوروبية الآسيوية. البحر المتوسط ينغلق على نفسه من نصف (سم) الى (سم) واحد كل سنة. قعر المتوسط يدخل تحت صفيحة بحر ايجة وهي قسم من الصفيحة الأوربية – الآسيوية، الحركة غير مرنة والكتل الصخرية من ملياردات الأطنان تعلق ببعض، وعندما تنفلت من بعض تولد هزات أرضية، فهي منطقة خطرة جدا”. 

وأضاف ب. صغير: “سنة 1755 وصلتنا أمواج رهيبة الى شواطيء البحر أيام حكم الزيادنة، كان مركزها في غرب البحر المتوسط، ورافقتها حركة عامودية للكتل الصخرية فتولدت أمواج زلازل، وهذا ناقوس خطر. أمر آخر علينا الانتباه له وهو أن بلادنا غير مهيأة لمواجهة هزات كهذه أو لأمواج تسونامي، معظم المباني عندنا غير معدة لهزات أرضية. واذا حصلت هزة أرضية مدمرة عندنا ستخلف أضرارا لن ترمم بعشرات السنين، لأن الناس في بلداتنا يبنون، نظرا لانعدام الامكانيات ونظرا لضائقة الأراضي، على منحدرات مائلة وصخور طرية دون أساسات متينة، وفي حال وقوع هزة ستؤدي الى خسائر كبيرة”.

وينفي ب. صغير أنه لا يمكن معرفة زمان وقوع الهزة الأرضية، لكن يمكن توقع مكان حدوث الهزة، أما الزمن لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، كما يقول. ويتابع بأن الهزة ستحدث، والتوقعات تشير إلى وقوعها مرة كل مائة سنة، وآخر هزة عندنا وقعت عام 1927، أي قبل قرابة المائة عام، لكن لا يمكننا الجزم متى ستحدث الهزة القادمة، حيث يمكن أن تطول المدة أو تقصر، لكن المعدل كل مائة عام، وكل ألف عام تكون الهزة أقسى وأصعب. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى