أخبارخبر رئيسي

المحامية ريهام طه : “كلما ارتفعت نسب الطلاق، زادت معها مستويات العنف والتفكك الاجتماعي”


صالح حسن معطي


تشير معطيات جديدة صادرة عن المحكمة الشرعية في البلاد إلى ارتفاع مقلق في نسب الطلاق داخل المجتمع العربي، خصوصًا بين الأزواج الشابة. ووفقًا لما علمته “الصنارة” من مصادر مطلعة، فإن واحدة من كل أربع حالات زواج تنتهي بالطلاق خلال أقل من عام، وهي نسبة تعتبر خطيرة وتدق ناقوس الخطر الاجتماعي.

وفي موازاة ذلك، تؤكد بيانات الشرطة أن العنف الأسري في تصاعد مستمر منذ مطلع عام 2025، مع تسجيل العديد من حالات الاعتداء على النساء والأطفال في الأسابيع الأخيرة، من بينها حادثة مروعة في مدينة القدس، حيث أقدم رجل على رش مبيد حشري على زوجته وصنفرة يديها، إضافة إلى تقييد أطفاله الصغار والاعتداء عليهم.

وفي هذا السياق، التقت “الصنارة” بالمحامية ريهام طه، المختصة في شؤون الأسرة في المحكمة الشرعية، والتي تحدثت بصراحة عن الأسباب التي تقف خلف هذه الظواهر الاجتماعية الخطيرة، قائلة: “برأيي، هناك 3 أسباب أساسية تقف وراء هذا الارتفاع: أولا: الوضع الاقتصادي المتأزم وغلاء المعيشة، ثانيا: العنف المستشري في المجتمع، وثالثًا: غياب القناعة وانتشار المقارنات الاجتماعية بين الأزواج، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.”

وأكدت طه أن الكثير من الأزواج الشباب يفتقدون إلى النضج الكافي لتحمل المسؤولية، مشيرة إلى أن الزواج اليوم يُختزل لدى البعض في “حفل الزفاف وشهر العسل”، دون وعي بحجم الالتزامات والمسؤوليات المترتبة بعده.

وأضافت: “فترة الخطوبة لا تعكس الواقع الحقيقي للحياة الزوجية، لذلك أدعو إلى ضرورة توعية الشباب المقبلين على الزواج من قبل الأهل، وربما فرض دورات تأهيلية أو محاضرات إلزامية لفهم تحديات المرحلة المقبلة.”

علاقة وسائل التواصل الاجتماعي  والطلاق!!

وتطرقت المحامية طه إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة:
“للأسف، معظم الأزواج يستمدون من هذه الوسائل صورة مثالية وزائفة عن الحياة الزوجية، ما يؤدي إلى شعور بالنقص والمقارنة، وهو ما يعمق الفجوات بينهم.”

أما فيما يخص العنف الأسري، فأوضحت أن له جذورًا أعمق ترتبط بنشأة الأزواج أنفسهم، مضيفة: “في الغالب، الزوج العنيف هو ضحية لأسرة مفككة أو عنيفة في طفولته، وغالبًا ما يعيد تكرار النمط ذاته داخل أسرته الحالية.”

أطفال الطلاق يصبحون “أدوات انتقام”

وعن الأطفال، شددت طه على ضرورة التركيز عليهم كضحايا أولى للطلاق، قائلة: “ما يحزنني أن الكثير من الأزواج يستخدمون أطفالهم كأداة انتقام، فيتحول الطفل إلى ضحية لصراعات لم يكن جزءًا منها. وكلما ارتفعت نسب الطلاق، زادت معها مستويات العنف والتفكك الاجتماعي، لأننا نخلق جيلًا يعيش الألم ويعيد إنتاجه.”

واختتمت حديثها بدعوة صريحة إلى تكثيف التوعية، قائلة:
“نحن بحاجة إلى برامج تأهيلية، توعية مجتمعية، وتدخلات من الجمعيات والجهات المختصة. لا بد أن يصبح الزواج قرارًا واعيًا ومسؤولًا، وليس مجرد محطة عاطفية غير مدروسة.”

المصدر : الصنارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى