ابتداءً من عام 2026، لن تعترف إسرائيل بعدد من الشهادات الطبية الصادرة عن جامعات في أوروبا الشرقية، ما يضع مستقبل مئات الطلاب العرب في مهبّ الريح.
أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن تغييرات جوهرية في سياسة الاعتراف بالشهادات الطبية الأجنبية، تشمل التوقف عن الاعتراف بالخريجين من جامعات في دول مثل مولدوفا، أرمينيا، جورجيا، بالإضافة إلى عدد من الجامعات في روسيا وأوكرانيا. وتنصّ التعليمات الجديدة على أن أي طالب بدأ دراسته في هذه الجامعات بعد عام 2019 لن تُعترف شهادته في إسرائيل بعد عام 2026.
90% من المتضررين هم من الطلاب العرب
تشير المعطيات إلى أن 90% من خريجي هذه الجامعات هم من الطلاب العرب، ما يعني أن القرار من شأنه أن يؤدي إلى تعطيل مئات الشهادات سنويًا وحرمان مئات الخريجين من دخول الجهاز الصحي في البلاد. ويقدّر عدد هؤلاء بـنحو 400 طبيب سنويًا، كانوا حتى اليوم يرفدون الجهاز الصحي المحلي.
وقال مصدر مطّلع على حيثيات القرار إن “الهدف المعلن للإصلاحات هو رفع جودة التعليم الطبي وتحسين مستوى الأطباء”، لكنه أشار إلى أن النتيجة الفعلية ستكون تهميش طلاب عرب درسوا في الخارج بسبب غياب البدائل المناسبة داخل إسرائيل.
فجوة في جهاز الصحة… ولا بديل واضح
في المقابل، تظهر بيانات وزارة الصحة أن 32% من الأطباء الجدد في العام الماضي كانوا من خريجي جامعات خارج البلاد، بينهم 28% من دول ما زالت إسرائيل تعترف بها، و12% من القادمين الجدد. أما نسبة الأطباء العرب خريجي الجامعات المحلية فلم تتجاوز 12%.
ويطرح القرار تساؤلات جدية حول كيفية سد الفجوة التي ستتركها هذه الإجراءات في الجهاز الطبي، خاصة في ظل التمثيل المحدود للطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية، وصعوبة القبول في كليات الطب المحلية.
تحذيرات مبكرة: “درهم وقاية خير من قنطار علاج”
في ظل هذه المستجدات، دعا مختصون في المجال الأكاديمي والعلاجي إلى ضرورة التفكير مليًا قبل اختيار جامعة طبية في الخارج، مؤكدين أن كثيرًا من الطلاب قد يجدون أنفسهم بعد ست سنوات من الدراسة، في وضع لا تُعترف فيه شهاداتهم، وبالتالي عالقين بلا مهنة ولا إمكانية للعمل.
يُشار إلى أن القرار يُعدّ جزءًا من “إصلاحات” حكومية واسعة، لكن غياب خطة واضحة لتعويض النقص المتوقع بالأطباء، وبخاصة في المجتمع العربي، يثير القلق.
