أعلنت وزارة الصحة، اليوم الثلاثاء، عن “إصلاح شامل في نظام التدريب العملي (الستاج) لخريجي كليات الطب”.
ووفقا لوزارة الصحة فإن “الإصلاح يشمل مسارين رئيسيين: أولًا، إعادة هيكلة تتضمن تقصيرًا وتركيزًا لفترة الستاج وإعادة تعريف جولات التدريب؛ وثانيًا، مسارًا تعليميًا يشمل تحديد المهارات المطلوبة، تطوير أدوات تقييم مهنية وتكنولوجية، ودورات تدريبية خاصة لخريجي الكليات غير المعترف بها”.
وأوضحت أنه “في إطار سعيها لتعزيز جهاز الصحة العامة في إسرائيل، تقود وزارة الصحة خلال العام الأخير عملية واسعة لتحسين وتحديث منظومة الستاج، والتي تدخل الآن حيّز التنفيذ. ينضم هذا الإصلاح إلى سلسلة من الخطوات الجوهرية في مجال القوى البشرية الطبية، بهدف مواجهة التغيرات في الواقع القائم، والتصدي للتحديات الناتجة عن نقص الأطباء على المدى القريب، المتوسط والبعيد – مع التركيز على تقوية الأطراف والتخصصات الطبية النادرة”.
وأضافت أن “هذا الإصلاح هو ثمرة عمل طاقم مشترك بين الوزارة وجميع المستشفيات في البلاد، عمداء كليات الطب، خبراء في التعليم الطبي، أطباء متدربين سابقين وحاليين، وبالتعاون مع منظمة ‘معوز’ وأعضاء شبكة ‘عنبار’. شمل هذا المسار دراسة وتقديم توصيات في مجالات متعددة تتعلق بفترة الستاج: التعليم الطبي، هيكل الستاج، التقييم والتحسين، حيث كُسرت الحواجز لأول مرة بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي، وتم خلق تواصل متكامل بين المتطلبات السريرية في التعليم الطبي ومحاور التركيز في الستاج”.
وأشارت الوزارة إلى أنه “كجزء من هذا الإصلاح، الذي سيتم تطبيقه تدريجيًا، ستُقلص فترة الستاج ابتداءً من سبتمبر (أيلول) 2025 من 12 شهرًا إلى 9 أشهر، بما في ذلك تقصير الجولات في أقسام الجراحة والأطفال. كما سيُحوّل شهر التدريب في أقسام العناية المكثفة والتخدير إلى شهر ‘اختياري’ ضمن التخصصات الأساسية، وسيُلغى شهر الإجازة المركزة، حيث ستُوزع أيام الإجازة على مدار فترة الستاج كما هو متبع في باقي التخصصات. يتيح هذا الإصلاح أيضًا مرونة للمستشفيات في ترتيب جولات التدريب، ويُبقي إمكانية المسارات المباشرة في أقسام الباطنة والأطفال والجراحة”.
ونوهت أنه “بالتوازي مع ذلك، تنظّم الوزارة أيضًا نظام القرعة للستاج، بحيث تُحدد مواعيد ثابتة لخريجي الكليات الأجنبية مرتين في السنة، بهدف ضمان استمرارية انخراط الأطباء المتدربين خلال أشهر السنة. تشمل الرزمة الإصلاحية كذلك تعزيزًا وتوسيعًا لمنظومة التقييم والمتابعة، حيث سيخضع كل طبيب متدرب لتقييم دوري من خلال استبيانات إلكترونية ومحادثات تغذية راجعة ممنهجة، مما يتيح فرصًا حقيقية للتحسين والتطور خلال فترة الستاج. كما سيُعطى اهتمام خاص لتحسين تدريب خريجي الكليات غير المعترف بها، من خلال دورات خاصة وتأهيل مسبق”.
ولفتت وزارة الصحة إلى أنه “إلى جانب هذه الخطوات، سيتم تطوير وتعزيز وحدات التعليم داخل المستشفيات، والتي ستتولى الإرشاد والدعم المهني لعملية تطبيق آليات التقييم الجديدة. وستنتقل مسؤولية تنفيذ النظام الجديد للستاج إلى قسم ترخيص المهن الطبية في الوزارة، مع تحديد الأطر القانونية المنظمة لفترة الستاج، بما في ذلك إقامة لجنة ستاج جديدة. سيتم تطبيق الإصلاح بشكل تدريجي لتفادي تحميل المستشفيات عبئًا زائدًا. وفي مراحل متقدمة من التنفيذ، ابتداءً من عام 2027، سيتم منح تسهيلات للأطباء المتدربين الذين شغلوا وظيفة ‘مساعد طبيب’ خلال دراستهم، وذلك بعد دراسة مضمون هذا الدور ضمن إطار التعلم. كذلك، في إطار تركيز فترة الستاج، ستُدرس إمكانية جعل الشهرين الاختياريين متاحين فقط لمن يرغب من الأطباء المتدربين، خصوصًا أولئك الذين لم يقرروا بعد تخصصهم المستقبلي، مع التركيز على توفير فرص أوسع في المناطق الطرفية”.
وفي السياق، صرح وزير الصحة، أوريئيل بوسو، أن “إصلاح الستاج الجديد هو محطة حاسمة في عملية تجديد وتكييف منظومة الصحة الإسرائيلية. وهو يعكس التزامنا للاستماع الدائم لاحتياجات الميدان، وتحقيق التوازن بين التخفيف البيروقراطي وتعزيز الجودة المهنية. النموذج الجديد يتضمن تقصيرًا هادفًا لفترة الستاج، وإدخال أدوات تقييم حديثة تضمن تعلمًا مهنيًا عميقًا. بالتوازي، نحن نقوي النظام بأكمله من خلال توزيع عادل للقوى العاملة الطبية في المركز والجنوب والشمال. أشكر جميع المهنيين في الوزارة والميدان على شراكتهم المتميزة في صياغة هذا النموذج، ونحن ملتزمون بالاستمرار في التحسين والتطوير لمواجهة تحديات الصحة الوطنية اليوم ومستقبلًا”.
وأفاد المدير العام لوزارة الصحة، موشيه بار سيمان طوف، بأن “إصلاح الستاج هو خطوة ضرورية ومصيرية لتعزيز المنظومة الصحية في إسرائيل. يهدف إلى ضمان تدريب سريري عالي الجودة ومركز لجيل الأطباء القادم. نظرًا للتغيرات الديموغرافية والتحولات المتوقعة في النظام الصحي، قدمنا من خلال هذا الإصلاح استجابة متكيفة مع واقع الميدان. تقصير فترة الستاج، وتعزيز آليات التقييم، والحفاظ على مرونة المستشفيات، كلها عناصر تساهم في تحسين كبير وهادف لهذه المرحلة التدريبية. هذه الخطوة تعكس التزامنا الدائم برفع مستوى تأهيل الأطباء مع الحفاظ على استقرار النظام وتقوية الأطراف الطبية”.
وقال نائب مدير عام وزارة الصحة، د. سفي مندلويتش، إن “إصلاح الستاج هو نتيجة عمل منهجي ومعمّق، تم من خلال تعاون فريد داخل النظام الصحي، ونابع من فهم حقيقي لحاجات الساعة التي تتطلب إعادة نظر جذرية في هذه الفترة التدريبية. الهدف هو تحويل الستاج إلى جزء لا يتجزأ من عملية إعداد أطباء أكفاء قادرين على مواجهة تحديات الغد. التنفيذ سيكون تدريجيًا لضمان نجاحه، وهو يأتي ضمن سلسلة من الخطوات الهادفة لتوسيع وتحسين وتخطيط القوى الطبية في إسرائيل. هذه الخطة تعبّر عن التزام الجهاز الطبي بالتميز والتجدد وتعزيز جيل المستقبل في الطب”.
