
عشية حلول اليوم العالمي لمكافحة التدخين، والذي يصادف نهاية الشهر الحالي، تعلو مجدداً التحديات المستمرة التي يفرضها التدخين على صحة الجمهور عامة في إسرائيل والعالم، وتأثيراتها على المدى البعيد مع الاخذ بعين الاعتبار الفوارق بين المجتمعين العربي واليهودي، خاصة في ظل تزايد شعبية السجائر الإلكترونية بين اوساط الشباب.
وتحدث الدكتور إيهاب أشقر، القائم بأعمال مدير وحدة الرئتين في المركز الطبي زيڤ في صفد، مستعرضا آخر المعطيات حول نسب التدخين العام في البلاد مع التشديد على الفروقات بين المجتمعين حيث قال في هذا السياق “ان نسبة المدخنين في المجتمع العربي بلغت 24.4%، بينما في المجتمع اليهودي وصلت هذه النسبة إلى 19%“. وأشار د. أشقر في حديثه :”أن نسبة التدخين بين الرجال العرب أعلى بكثير، حيث تصل إلى40% حتى 50% مقارنة بـ 22.6% فقط لدى الرجال اليهود، مما يؤدي بطبيعة الحال ارتفاع بمعدلات الإصابة بسرطان الرئة بين الرجال العربمقارنة مع الرجال من المجتمع اليهودي. اما فيما يتعلق بالنساء فقال د. أشقر ان الحديث يدور عن معدلات تدخين بين النساء العربيات وصلت الى %5 حتى 10%، في حين بلغت هذه النسبة لدى النساء اليهوديات 15%. كل هذا مع العلم ان تدخين النرجيلة أصبح منتشراً بشكل واسع في بعض المناطق واخذ في الازدياد في وسط النساء.
وفي حديثه حول آخر المعطيات المتعلقة بنسبة التدخين بين أوساط الشباب قال د. أشقر “انه ووفقًا للمعطيات الحديثة، فان هناك ارتفاع في نسبة المدخنين الشباب، خاصة فيما يتعلق بالسجائر الإلكترونية، التيشهدت انتشاراً واسعاً في السنوات الأخيرة ومعدلات الاستخدام بين المراهقين والشباب أصبحت مقلقة في العديد من البلدان. العديد من الشباب الذين لم يدخنوا السجائر التقليدية أبداً بدأوا بتدخين الفيب – وهو الاسم البديل للسيجار الإلكتروني، حيث يكمن الاقبال الكبير عليها بسبب النكهات الجذابة التي تشملها هذه السجائر، سهولة الحصول عليها من جهة ثانية وسهولة الإخفاء والاستخدام المتكرر مع التشديد على تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي في هذا السياق. وتشير التقارير إلى أن 33% من المراهقين ( طلاب المدارس ) قد جربوا السجائر الإلكترونية! و16% نجحو في شرائها مع ان القانون يمنع بيعها تحت جيل 18“.
وتطرق د. أشقر أيضا الى خصوصية السجائر الالكترونية والاضرار الاستثنائية التي تسببها مقارنة بالسجائر التقليدية وقال :” السجائر الإلكترونية ليست بديلاً آمنًا عن التدخين التقليدي. فوفقًا للأبحاث، فإن استخدام السجائر الإلكترونية قد يؤدي إلى تلف في جدران الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية، ناهيك عن استنشاق بخار النيكوتين الذي يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم وضيق الأوعية الدموية، مما يؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدمويه.
وأضاف في هذا السياق قائلا:” السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد كيميائية مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهيد، والتي قد تؤدي إلى التهابات مزمنة في الجهاز التنفسي، كما أن بعض المركبّات المنبعثة منها قد تكون سامة وتزيد من خطر الإصابة بأمراض الرئة. تم مؤخرا رصد حالات التي تعرف باسم “ “EVAL (اصابات الرئة المتعلقة بتدخين الفيب) التي ظهرت في الولايات المتحدة بالإضافة الى اضطرابات في نظم القلب”.
ولفت د. أشقر ايضا في حديثه عن تدخين السيجار الالكتروني مشيرا الى ان هذه العملية تتضمن التعرض للمعادن الثقيلة حيث وجدت الدراسات أن أبخرة السجائر الإلكترونية تحتوي على النيكل والرصاص والكادميوم، وهي مواد قد تضر بالصحة. اما فيما يتعلق بمادة النيكوتينفهي تعتبر مادة مخدرة تسبب الإدمان بسرعة وذات تأثير سلبي على نمو الدماغ (حتى سن 25). كما تتضمن عملية تدخين السيجار الإلكتروني احتمالية أكبر لزيادة خطر الانتقال للتدخين التقليدي، ناهيك عن التسبب في تطور مشاكل في التركيز والذاكرة، مع العلم عن حدوث حالات استثنائية مثل انفجار البطاريات والحروق، والتسمم جراء مادة النيكوتين من خلال السوائل التي تتضمنها السيجار الإلكتروني.
وفي رده على سؤال حول ارتفاع عدد الحالات غير مألوفة لمدخنين الذين أصيبوا بنوبات او إصابات عديدة بسبب التدخين الالكتروني قال د. أشقر ان هناك تقارير متزايدة عن إصابات ونوبات صحية مرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية، خاصة بين الشباب. وفقًا للدراسات، فإن بعض المدخنين تعرضوا لحالات ضيق تنفس حاد، والتهابات رئوية خطيرة، نوبات قلبية وحتى نزيڤ رئوي خطير بسبب المواد الكيميائية الموجودة في هذه الأجهزة. السجائر الإلكترونية تحتوي على سوائل تُسخن لتكوين بخار يستنشقه المستخدم. هذه السوائل تحتوي عادة على النيكوتين، البروبيلين غليكول، الغليسرين النباتي، ومواد منكهة متنوعة التي ارتبطت بحالات إصابة رئوية حادة. كما أن بعض المنتجات غير الرسمية من السجائر تحتوي على رباعي هيدرو كانابينول (THC)، الذي قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة. في عام 2019، سجلت2758 حالة إصابة رئوية مرتبطة بالتدخين الإلكتروني، مع 64 حالة وفاة مؤكدة.
وفي ختام حديثه وجه د. أشقر القائم بأعمال مدير وحدة الرئتين في المركز الطبي زيڤ في صفد كلمة الى الجمهور العام والى فئة الشبان في المجتمع العربي مشددا خلالها على اهمية تجنب التدخين بجميع أشكاله سواء كان التدخين التقليدي أو الإلكتروني، اذ ان الأبحاث تؤكد خطورته على الصحة العامة، خاصة على القلب والرئتين. أن السيجارة الإلكترونية ليست بديلاً آمناً للتدخين التقليدي، فكلاهما يحتويان على مواد ضارة ومسببة للإدمان. لا تنخدعوا بالحملات التسويقية التي تصورها كأنها منتج صحي أو عصري. كما ان ممارسة النشاط البدني يساعد على تحسين الصحة النفسية والجسدية، ويقلل من التوتر ويعزز الطاقة الإيجابية.
صورة د. ايهاب أشقر تصوير المركز الطبي زيف