
د.سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم
*يا أهلنا في ام الفحم: لنحافظ على المواصلات العامة في المدينة قبل أن نندمَ ونحرمَ هذه النعمة*
أهلنا في ام الفحم؛ تشهد مدينتنا في السنوات الأخيرة جهودًا متواصلة لتحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة للمواطنين، وفي قلب هذه الجهود تقف خدمة المواصلات العامة، التي وُضعت لخدمتكم أنتم – من الطالب والتلميذ في طريقه إلى المدرسة، إلى العامل والطبيب والأم التي ترافق طفلها، إلى كل مواطن ومواطنة.
إننا في بلدية أم الفحم نؤمن أنّ المواصلات العامة ليست فقط وسيلة نقل، بل هي أداة تربية، ثقافة، اقتصاد، وأسلوب حياة حضاري. استخدامها يعزّز قيمَ الانضباط، المسؤولية، احترام الوقت، والحفاظ على البيئة.
1. دور طلاب المدارس: جيل يبني العادات الصحيحة
طلابنا الأعزاء هم مستقبل المدينة، حين يعتاد الطفل منذ نعومة أظفاره على ركوب الحافلة العمومية، فإنه يتربى على السلوكيات المدنية: الانتظام، الصبر، احترام الآخرين واحترام الوقت. تشجيع الطلاب على استخدام الحافلة ليس فقط مصلحة تعليمية، بل هو مشروع تربوي بامتياز.
لكن بكل أسف، نلاحظ أن بعض الخطوط المخصصة للطلاب ولعموم السكان تكاد تكون خالية من الركاب، مما يهدد استمراريتها. هذه الخطوط قد تُلغى قريبًا إن لم يتم استخدامها بشكل فعلي، مما يعني أن من يحتاجها حقًا قد يُحرم منها مستقبلاً. وهنا نداء لأهلنا بأنّ المواصلات العامة هي نعمة كبيرة علينا استغلالها واستثمارها والحفاظ عليها، خاصة وأنها ميسرة ومسهلة واسعارها رخيصة جدا نسبيًا، الحفاظ عليها من التكسير والتخريب، والحفاظ عليها من عقاب وزارة المواصلات لقلة المسافرين فيها، ومن الاعتداءات المتكررة عليها.
2. لا خدمة بلا التزام: تسديد أجرة السفر عبر المواصلات العامة هي مسؤولية جماعية
المواصلات العامة مدعومة حكوميًا بالأساس، فيما يدفع المواطنون مبلغًا يعتبر زهيدًا ورخيصًا مقابل السفر عبر هذه الحافلات. لكن حين يتخلّف بعض المواطنين عن دفع الأجرة المستحقة عبر بطاقة السفر الخاصة، فهم لا يُخلّون فقط بالقانون، بل يُضعفون الخدمة ويؤثرون سلبًا على استمراريتها وتطورها.
لذلك نقولها يا أهلنا بوضوح: من لا يدفع حينما يصعد الحافلة، يُسهم في إضعاف الخطوط ويمنع تحسين الخدمة للجميع. علينا أن نتعامل مع المواصلات العامة كما نتعامل مع أي خدمة عامة أخرى، باحترام والتزام. بالإضافة إلى ان السفر عبر الحافلات العامة بدون الدفع يدخل في باب الحرام شرعًا، فهذه أمانة.
نحن كبلدية ملتزمون بتحسين البنى التحتية للمواصلات العامة وتوسيعها. لكن هذا المشروع لا يمكن أن ينجح من دون تعاونكم. نحتاج إلى وعي جماعي، إلى حملة ثقافية داخل المدارس والبيوت، إلى دعم من الأهالي، وتعاون مع المدارس والمعلمين. ندعو كل وليّ أمر أن يشجع أبناءَه على استخدام الحافلات العامة. ندعو الشباب أن يكونوا قدوة في دفع الأجرة واحترام هذه الوسيلة.
فلنصنع من المواصلات العامة قصة نجاح جماعية – بسلوكنا، بوعينا، وقيمنا، والحفاظ عليها.