توثيق : مشجعو بيتار القدس ينهالون بالضرب على سائقي حافلات عرب بعد الخسارة
تحوّل نهائي كأس الدولة في كرة القدم، الذي جمع مساء الخميس فريقي “بيتار القدس” و”هبوعيل بئر السبع” على استاد بلومفيلد، إلى ليلة مشحونة بالتوترات الأمنية والعنصرية، عقب اعتداء مشجعي بيتار على سائقين عرب في مدينة القدس، بالتزامن مع إنذار صاروخي أحدث حالة من الهلع داخل الملعب.
اعتداءات على خلفية عنصرية في القدس
فور انتهاء المباراة بخسارة بيتار القدس بنتيجة 0:2، أظهرت توثيقات مصوّرة قيام مجموعة من مشجعي الفريق بالاعتداء بعنف على سائقين عرب يعملون في شركة المواصلات.
في أحد المقاطع، شوهد مشجعون ينهالون بالضرب على سائق داخل الحافلة، بعدما ألقى عليهم سلة المهملات، بينما ظهر في توثيق آخر سائق يدفع المشجعين عند مدخل الحافلة وهم يضربونه.
كما أظهر مقطع ثالث مطاردة أحد السائقين بعد أن رمى غرضًا باتجاه الجمهور أثناء تواجده خارج الحافلة، قبل أن يركض عائدًا إليها تحت وابل من الشتائم والضرب.
حتى لحظة إعداد التقرير، لم تصدر الشرطة أي تعليق رسمي، ولم يُبلّغ عن تنفيذ اعتقالات، رغم وضوح الاعتداءات في الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل.
إنذار صاروخي يوقف المباراة ويُخلّي المدرجات
وشهدت المباراة نفسها حادثة أمنية نادرة، حينما دوّت صافرات الإنذار بسبب إطلاق صواريخ من قبل الحوثيين في اليمن، ما أدى إلى إيقاف المباراة مؤقتًا وطلب من عشرات الآلاف من المشجعين الانبطاح أرضًا للاحتماء.
وتم توثيق عملية إخلاء رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ وزوجته ميخال من المنصة الرسمية نحو منطقة محصنة، وسط حالة من القلق والترقّب في الملعب.
واقع مقلق في تقاطع السياسة والرياضة
الاعتداءات التي تلت المباراة تسلّط الضوء مجددًا على عنصرية فئة من جمهور بيتار القدس، وهو أمر طالما أثار الجدل محليًا ودوليًا، في ظل غياب إجراءات حقيقية لردع المتورطين.
كما تعكس الحادثة الأمنية أثناء المباراة مدى تأثر الأحداث الرياضية بالتطورات الإقليمية، حيث باتت الصواريخ والتهديدات العابرة للحدود جزءًا من الواقع اليومي في البلاد، حتى خلال الفعاليات الجماهيرية الكبرى.
