أخبار

المجتمع العربي عاجز أمام 660 من أيتام الجريمة: منهم من يعاني من الصدمة النفسية ومنهم من يستعد للانتقام

كشفت أرقام جديدة قدمت في الكنيست، حجم المأساة التي يعيشها المجتمع العربي في البلاد، جرّاء استمرار آفة العنف والجريمة، حيث أظهرت تلك المعطيات أن ما يقارب 660 طفلًا تحولوا إلى أيتام بين عامي 2021 و2024، بسبب مقتل أحد والديهم أو كليهما في جرائم عنيفة هزت المجتمع.

للوقوف على أبعاد هذه المعضلة التقت صحيفة وموقع “الصنارة”، الخبير والمحاضر في علم الاجرام، الدكتور وليد حداد الذي قال معقبا على المعطيات الجديدة: “نحن كمجتمع واعلام ننشغل عادة باحصاء عدد القتلى فقط، لكن لا نذكر المصابين وأبناء الضحايا وما ينتج عن ذلك من مشاكل اجتماعية وصحية خاصة نفسية. وهناك حالات كثيرة يعاني أصحابها من صدمات نفسية لكونهم شهودا على وقوع جريمة في محيطهم. مثلا فتى تواجد مصادفة في ساحة الجريمة، سيعاني من عقدة ما بعد الصدمة لسنوات طويلة وتظهر لديه عوارض عديدة، ويمكن أن يدمن على أدوية ومخدرات نتيجة ذلك، وهذا ينسحب على أبناء الضحايا وربما مقربين لهم”. 

ويتابع أنه “من خلال اطلاعي على عدة حالات فان الكثيرين من أبناء الضحايا، يتعرضون لضغوط عائلية ومن داخل البيوت تدعوهم للانتقام. أحد الأمثلة التي عايشتها يتحدث عن شاب رغب في مواصلة دراسته الأكاديمية، لكن عائلته ضغطت عليه وأرغمته على ترك الدراسة والتوجه للانتقام لوالده. لا يكفي أن هذا الشاب خسر والده، ونتيجة ضغط عائلته خسر دراسته بل مستقبله، مما يعني أنه سيدخل إلى عالم الانتقام والاجرام بالتالي”.

ويعود د. وليد ليوضح فرضية إيقاف الجريمة في مجتمعنا الى الصفر خلال عام واحد، فهل هذا ينهي المشاكل الصحية والاجتماعية؟ بالطبع لا، يجيب ويكمل: “لا يمكن معالجة الأضرار الاجتماعية والصحية وكذلك الاقتصادية وتجاوزها قبل عشرين عاما، فنحن غير مهيأين لذلك. انظر كم من العائلات هاجرت من مدينة الى أخرى داخل البلاد، وأخرى أغلقت أبواب مصالحها وهاجرت خارج البلاد، فمتى سيتم اصلاح وترميم كل هذه الخسائر؟!”

ولا يرى حداد بارقة أمل في مواجهة المشاكل الناجمة عن القتل خاصة أن “الجهة المسؤولة عن متابعة الصحة النفسية للمصابين هي مكاتب خدمات الرفاه الاجتماعي، التي تفتقر للجهوزية وغير ومهيأة لمواجهة هذه القضايا المعقدة والمركبة، اضافة الى انعدام الميزانيات المطلوبة لهذا الغرض. أضف إلى ذلك إشكالية افتقارنا إلى الدراسات والمخططات، التي تحدد المشكلة وكيفية التصدي لها”. 

وردا على سؤال حول ظاهرة تراجع كم الجريمة في أيام معينة وفي أيام أخرى تعود بوتيرة عالية، يقول د. وليد: “الجريمة لا تتوقف، وهناك جرائم يتم التخطيط لها أثناء حديثنا هذا. يوميا هناك اطلاق نار ولا تذكر في الاعلام لأنها لم تعد تشكل خبرا، كذلك لا يتحدثون عن المصابين وما يعانوه بعد الجرائم التي أصيبوا فيها بجروح واصابات مختلفة. وعادة ما تزداد الجرائم في أيام نهاية الأسبوع، حيث يكون تواجد الشرطة وأذرعها المختلفة قليلا في الميدان”. 

المدن العشر الأكثر دموية وجرائم الأسبوع الأخير

بحسب البيانات، سجّلت اللد أعلى معدل من جرائم القتل خلال العامين الأخيرين (2023-2024) بـ37 جريمة، تلتها الناصرة (31)، رهط (26)، الرملة (25)، أم الفحم (24)، شفاعمرو (23)، جديدة المكر (17)، كفر قرع (16)، حيفا (12)، وباقة الغربية (11).

آخر جريمة سجلت حتى اغلاق العدد، اصابة رجل يبلغ 55 عاما برأسه في جريمة اطلاق نار وقعت في حي المطلة جنوب مدينة شفاعمرو.

قُتل الفتى مراد أبو صبيح، البالغ من العمر 14 عامًا، وأُصيب شاب آخر (30 عامًا) بجراح خطيرة، فجر امس الخميس، في جريمة إطلاق نار وقعت في بلدة عرعرة النقب، وذلك على خلفية “نزاع دموي بين عائلات”، بحسب ما أفادت به الشرطة.

قُتل شخصان بانفجار عبوة ناسفة بمركبة في جلجولية، وأُصيب طفل في العاشرة من عمره، كان مارّا بالمكان أثناء الانفجار، مساء الإثنين وأفادت مصادر محلية، بأن القتيلين بانفجار العبوة الناسفة في السيارة، هما الشابين تامر أبو كشك وطيب المصري.

قتل الشاب نور موسى (20 عاما) وأُصيب شاب آخر بجروح متوسطة، يوم الإثنين الماضي، في جريمة إطلاق نار وقعت في مدينة اللد.

مدّدت محكمة الصلح في حيفا، الأحد، اعتقال علي شناوي (30 عامًا) من بلدة جديدة المكر، لمدة سبعة أيام إضافية، على خلفية الاشتباه بضلوعه في جريمة قتل زوجته رُبى أبو الرُب (25 عامًا).

وجاء قرار التمديد استجابة جزئية لطلب الشرطة التي طالبت بتمديد الاعتقال لعشرة أيام، إذ أشارت قاضية المحكمة إلى وجود “شبهات معقولة” تبرر استمرار توقيف المشتبه به، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات.

قتل الشاب محمد همام (44 عامًا) من مدينة طمرة، يوم الخميس الفائت 29/5. وذكرت الشرطة أن الضحية تعرّض لإطلاق نار في منطقة مفتوحة قرب منزله، ما أدى إلى إصابته بجروح قاتلة أودت بحياته. وأعلنت الشرطة صباح الثلاثاء الماضي، عن اعتقال مشتبهين في جريمة مقتل همام وهما ابنا شقيق القتيل، أثناء محاولتهما، الفرار إلى مناطق السلطة الفلسطينية.

قتل الشابان عدي أمين شعبان (25 عامًا) وسعيد شفيق شعبان (30 عامًا) من مدينة اللد، يوم الجمعة الماضي 30/5، بجريمة إطلاق نار وقعت أمام مطعم في المنطقة الصناعية في مدينة كفر قاسم. وأعلنت الشرطة، الإثنين الماضي، عن اعتقال 3 شبان في العشرينيات من أعمارهم من سكان الرملة، بشبهة ضلوعهم في الجريمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى