خبر رئيسيوادي عاره

دعوة لبناء غرف آمنة في كل بيت جديد.. ورقابة على تنفيذ تعليمات السلامة في أم الفحم

د. سمير صبحي: ما بعد حالة الطوارئ – دروس وعبر نحو أم الفحم أكثر أمانًا وجهوزية

إلى أهلي في بلدي،

أهلنا في أم الفحم،

لقد مرّت مدينتنا، كما باقي البلدات في البلاد، بأيام عصيبة، لم تقتصر على صفارات الإنذار ومشاهد الدمار، بل لامست أعماق الشعور بالخوف والقلق، وجسّدت في ذات الوقت روح المسؤولية الجماعية والتكافل الأهلي.

واليوم، وبعد انتهاء حالة الطوارئ رسميًا، من واجبنا الأخلاقي والوطني أن نقف وقفة مراجعة، لا لإلقاء اللوم، بل لاستخلاص الدروس، وتطوير منظومتنا الفردية والمجتمعية لمواجهة الطوارئ بشكل أفضل في المستقبل.

1. 

المواطن الفحماوي: خط الدفاع الأول

دور المواطن لا يقتصر على الالتزام بالتعليمات، بل يتعداه إلى المبادرة، والتفكير الجماعي، والعمل الوقائي.

ما الذي يمكننا فعله؟

  • بناء غرف محمية (ממ”ד) في البيوت الجديدة، بالتعاون مع لجان التنظيم والبناء، وضمان تنفيذها فعليًا.
  • التعرّف على أقرب ملجأ عام عبر الخارطة التفاعلية التي نشرتها البلدية، والتأكد من صلاحيته وفتحه عند الحاجة.
  • إعداد خطة طوارئ عائلية تأخذ بالحسبان الأطفال، كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة.
  • تعزيز التكافل المجتمعي عبر المساعدة والتواصل مع الجيران، وهو ما رأيناه فعلًا خلال الأزمة الأخيرة.

2. 

البلدية: في قلب الحدث ومركز التنسيق

قامت بلدية أم الفحم خلال الأزمة بفتح الملاجئ، إصدار التوجيهات، والتنسيق مع جميع الجهات الرسمية ذات الصلة. وها نحن نواصل تطوير خطة طوارئ استراتيجية شاملة.

ما الذي نقوم به؟

  • تنظيم دورات وتأهيل موظفين ضمن خطة طوارئ مهنية.
  • تعزيز التدريبات في المدارس والأحياء بشكل دوري ومنظّم.
  • إطلاق فرق طوارئ تطوعية محلية، مؤهلة ومدعومة.
  • العمل على تجهيز البنية التحتية والمسارات لخدمة فرق الإنقاذ.

3. 

رسالة إلى الحكومة: لسنا أقل استحقاقًا

الفجوة في الحماية المدنية بين البلدات العربية واليهودية لا يمكن إنكارها، وهي بحاجة إلى معالجة فورية.

مطالبنا الواضحة:

  • وضع خطة حكومية عاجلة لسد فجوات الحماية في المجتمع العربي.
  • تحويل ميزانيات طوارئ مباشرة للسلطات المحلية العربية.
  • توفير خدمات وتعليمات طوارئ باللغة العربية.
  • تأهيل الكوادر المهنية في البلدات العربية بصورة ممنهجة.

4. 

المتطوعون ولجان الأحياء: الروح الحقيقية في الميدان

المتطوعون هم العمود الفقري في أوقات الأزمات، وكان لهم الدور الكبير في دعم الأسر، توزيع المساعدات، وتقديم العون الفوري.

الخطوات القادمة:

  • استكمال قاعدة بيانات تطوعية شاملة.
  • تنفيذ تدريبات في الإسعاف والدعم النفسي والإرشاد.
  • دمج المتطوعين ضمن خطة الطوارئ البلدية رسميًا.

5. 

دور الجمعيات والمؤسسات الأهلية: الدعم المستدام

خلال الأزمات، أثبتت الجمعيات والمبادرات المحلية فاعليتها في توفير الغذاء، الدواء، الإيواء والدعم.

المطلوب:

  • دمج هذه الجمعيات رسميًا في خطط الطوارئ.
  • تخصيص أدوار واضحة ودعم لوجستي لكل جهة فاعلة.

6. 

ثقافة الجهوزية: مفتاح الأمن والسلامة

التجربة أثبتت أن الجهوزية المسبقة تُنقذ الأرواح وتُقلل من حجم الضرر. التدريب والتوعية يجب أن يكونا ثقافة مستمرة.

اقتراحات عملية:

  • تمارين طوارئ نصف سنوية في المدارس والمؤسسات.
  • تدريبات ميدانية دورية في الأحياء المختلفة.
  • حملات توعية جماهيرية لبناء الوعي الوقائي.

💬 

كلمة شكر ووفاء

أتوجه بالشكر الخالص لكل من ساهم وعمل وتطوّع، لكل من دعا بخير أو قدّم عونًا، لطواقم البلدية، أعضاء المجلس، الأهالي، المتطوعين، المدارس، العيادات، والمؤسسات الرسمية.

أنتم جميعًا شركاء في حماية أم الفحم وصمودها.

🔥 

نداء عاجل: أوقفوا إلقاء النفايات وإشعال النيران

نُحذر من ظاهرة إلقاء النفايات في المناطق المفتوحة التي أدت إلى اندلاع 19 حريقًا خلال حزيران فقط. البلدية ستُكثف الرقابة والمحاسبة، وتركيب الكاميرات، وتفعيل أدوات إنفاذ القانون بحق المخالفين.

رجاؤنا منكم: حافظوا على مدينتكم، فهي بيتنا جميعًا.

📚 

مباركة للإصدارات والإنجازات الفحماوية

  • مبارك للسيد أحمد سليم محاميد على إصداره القيّم “بالعربي أهيب”، والذي يسعى لتصحيح المفردات الدخيلة على لغتنا العربية.
  • مبارك لمدرسة الأقواس ومديرها د. محمود جبارين على نيل شهادة GO STEM من وزارة المعارف، لما قدموه في تطوير التعليم التكنولوجي والعلمي في مدينتنا.

معًا نحو أم الفحم أكثر جهوزية، أكثر وعيًا، وأكثر تكافلًا.

لا خائفين، بل مبادرين.

ولا متفرجين، بل فاعلين.

د. سمير صبحي – رئيس بلدية أم الفحم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى