بحث: ثلاثة أرباع المواطنين العرب لا يشعرون بالأمان الكافي

كشفت نتائج بحث ميداني أجرته جامعة تل أبيب مؤخرًا أن نحو 75% من المواطنين العرب في إسرائيل يشعرون بضعف أو انعدام الأمان الشخصي في حياتهم اليومية.
ويرجع المستطلَعون هذا الشعور بالأساس إلى عاملين مركزيين: انتشار العنف والجريمة المنظمة في البلدات العربية، والواقع الأمني المتأزم في ظل الحرب المستمرة في غزة وما يرافقها من توتر داخلي.
ويُعد هذا المؤشر استمرارًا لاتجاه تصاعدي في الشعور بالقلق وانعدام الأمان في المجتمع العربي خلال السنوات الأخيرة، رغم الحديث الحكومي المتكرر عن خطط “مكافحة الجريمة”.
ويؤكد الباحثون أن غياب نتائج ملموسة على الأرض أسهم في تآكل ثقة الجمهور العربي بالمؤسسات الأمنية، ما فاقم الشعور بالعجز.
وفي مقابل هذا القلق، تُظهر نتائج البحث ذاتها توجها لافتًا نحو البراغماتية السياسية. إذ أعرب نحو 73% من المواطنين العرب عن دعمهم لانضمام حزب عربي إلى الائتلاف الحكومي القادم بعد الانتخابات، في حال كان ذلك يخدم قضايا المجتمع العربي ويضمن تمثيله في دوائر القرار.
وفي سياق متصل، تشير المعطيات إلى أن نسبة التصويت المتوقعة في المجتمع العربي قد ترتفع إلى 57% لو جرت الانتخابات اليوم، مقارنة بـ 53% فقط في الانتخابات السابقة. ويُرجع الباحثون هذا الارتفاع الطفيف إلى وجود شعور متزايد بضرورة التأثير السياسي المباشر عبر صناديق الاقتراع، لا سيما في ظل تفاقم الأزمات الداخلية.
وتعكس هذه النتائج استمرار الانقسام داخل المجتمع العربي بين التيارات التي ترى في الشراكة السياسية مع الأحزاب اليهودية فرصة واقعية لتحصيل الحقوق، وتلك التي تعتبر ذلك شكلًا من أشكال التنازل السياسي. ومع ذلك، فإن الأرقام تشير إلى أن غالبية العرب باتوا يميلون نحو دعم مسارات التأثير داخل الحكم بدلًا من الاكتفاء بالتمثيل المعارض.
وبحسب الباحثين، فإن “تزايد انعدام الشعور بالأمان من جهة، ودعم الانخراط في الحكم من جهة أخرى، يكشفان عن حالة من النضج السياسي والبحث عن حلول عملية، بعيدًا عن الشعارات التقليدية”، على حد تعبيرهم.