عاصفة تحريض ضد الأطباء العرب : بين الأكاذيب والتمييز الصامت

في ظل تصاعد الخطاب التحريضي تجاه المواطنين العرب في إسرائيل، أثارت تصريحات أطلقها سياسيون ونشطاء من اليمين الإسرائيلي، مؤخرًا، عاصفة من الانتقادات بعد أن استهدفت الأطباء العرب العاملين في المستشفيات، متهمين إياهم بالاستفادة من “تفضيل مصحّح” في القبول الجامعي على حساب الشبان اليهود الذين يُرسلون للخدمة العسكرية.
ومن بين هذه التصريحات، برزت أقوال عضو الكنيست عن حزب “الليكود”، موشيه سعدة، الذي لمّح إلى أن الأطباء العرب يحظون بامتيازات غير مبررة، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة، لا سيما من قبل الأوساط الطبية العربية والنواب العرب في الكنيست.
د. أبو فريحة: الطواقم الطبية العربية تتعرض لتحريض متكرر
وفي مقابلة مع “راديو الناس”، عبّر الدكتور نعيم أبو فريحة، رئيس رابطة الأطباء العرب في النقب، عن استيائه من الخطاب التحريضي، قائلًا: “للأسف، نحن نواجه تحريضًا متكررًا، يتصاعد في فترات معينة. هذا النوع من الخطاب يستهدف الطواقم الطبية العربية التي تشكل جزءًا أساسيًا من الجهاز الصحي في البلاد”.
وأضاف أن معظم المرضى والمجتمع الطبي يقدّرون أداء الأطباء العرب، لكن التحديات حقيقية، وعلى رأسها صعوبة إيجاد فرص للتخصص داخل البلاد، خاصة لمن تخرّجوا من جامعات خارجية. كما أشار إلى وجود معيقات بيروقراطية تعمل الرابطة على معالجتها بالتنسيق مع وزارة الصحة.
الطيبي: “12٪ فقط من طلاب الطب عرب… أين الامتياز؟”
بدوره، دحض النائب د. أحمد الطيبي، رئيس كتلة “الجبهة والعربية للتغيير”، ما ورد في تصريحات سعدة، واصفًا إياها بـ”الكذب الصريح”. وأوضح أن “12% فقط من طلاب الطب في الجامعات الإسرائيلية هم من العرب، رغم أن نسبتهم في المجتمع تفوق 20%، ومعظم الأطباء العرب درسوا في جامعات خارج البلاد على نفقة أهاليهم”.
وأشار الطيبي إلى أن 45% من الناجحين في امتحان مزاولة المهنة الأخير كانوا من العرب، ما يدل على تميزهم الأكاديمي والمهني، رغم الصعوبات التي يواجهونها في سوق العمل وفرص التخصص.
وتابع: “هناك أيضًا حملة ضد الجامعات الفلسطينية مثل النجاح والقدس، رغم أن خريجيها يحققون نسب نجاح من بين الأعلى في امتحانات المزاولة، وهذا باعتراف رسمي من وزارة الصحة ومجلس التعليم العالي”.
وفيما يتعلق بربط القبول الجامعي بالخدمة العسكرية، شدد الطيبي على أن هذا المطلب “عنصري ومرفوض”، مشيرًا إلى أن “لا توجد دولة في العالم تشترط الخدمة العسكرية للالتحاق بالجامعات”.
وختم الطيبي بتأكيد أن وزارة الصحة لا تتبنّى تصريحات سعدة، وأن التنسيق مستمر لضمان المساواة في التعامل مع الطواقم الطبية كافة، ودعم الطلاب العرب في التعليم العالي.