
عقدت لجنة الاقتصاد في الكنيست، برئاسة النائب دافيد بيطان، يوم أمس (الاثنين)، جلسة خصصت لمناقشة اقتراح القانون الذي تقدم به النائب إيلي دلال، ويهدف إلى تعديل قانون حظر الإعلانات وتقييد تسويق منتجات التبغ والدخان، ومنع إنتاج وتسويق مواد تعبئة بنكهة أو رائحة للسجائر الإلكترونية.
وقال دلال خلال الجلسة إن “التجربة الأولى للسجائر الإلكترونية بين الأطفال تتحول إلى إدمان على المخدرات أحيانًا”، مضيفًا أن “الإشكالية الرئيسية هي في غياب تطبيق القوانين القائمة”.
وزارة الصحة: التدخين يبدأ في سن العاشرة ويودي بحياة 8,000 شخص سنويًا
من جهتها، قالت د. شارون ليفي، ممثلة وزارة الصحة، إن “الأطفال يبدأون التدخين في سن العاشرة، وهناك أكثر من 8,000 حالة وفاة سنويًا بسبب التدخين”، مشيرة إلى أن أكثر من 50 دولة حظرت بيع السجائر الإلكترونية.
وانتقد رئيس اللجنة بيطان تقاعس الوزارة، متسائلًا: “إذا كان الموضوع بهذه الأهمية، فلماذا لم تقدّم الوزارة اقتراح قانون حكومي؟”.
وردّت رئيسة قسم صحة الجمهور في وزارة الصحة، د. شارون إلروعي برايس، قائلة إن الوزارة تعمل على إعداد قانون حكومي شامل، لكنها لم تحدد موعدًا لتقديمه، مضيفة أن “اقتراح القانون الحالي ضروري ومتأخر جدًا”.
شركات التبغ تتحفظ: “اقتراح القانون قد يمنع إنتاج السجائر بالكامل”
من جانبه، أعرب المحامي يورام بونين، ممثل شركة “فيليب موريس”، عن تحفظه قائلاً إن “المواد المستهدفة بالحظر هي جزء من عملية إنتاج السجائر التقليدية، وحظرها قد يؤدي فعليًا إلى منع إنتاج السجائر بالكامل”.
وأوضحت ممثلة الوزارة أورنا كوهين أن بعض النكهات مثل “المينتا” تُضاف بكميات خفيفة لتقليل مرارة النيكوتين، مما يجعل الإدمان أسهل وأسرع، خاصة لدى الأطفال.
في المقابل، دافعت المحامية ليلاخ دحوح، ممثلة شركة “فيليب موريس”، عن بعض النكهات معتبرة أن “المينتا تساعد البالغين على تقليل التدخين”، وطالبت بتطبيق صارم على البائعين بدلًا من حظر شامل.
استثناء الأرجيلة يثير الجدل: “تسييس للموضوع أم واقعية؟”
وفي سياق الجلسة، قررت اللجنة استثناء الأرجيلة من القانون المقترح، وهو ما أثار انتقادات. وقال رئيس اللجنة: “استثناء الأرجيلة مبرر، لأن شملها سيوسّع القانون بشكل كبير”، مضيفًا بشكل ساخر: “وإلا فإن المجتمع العربي سيغادر دولة إسرائيل”.
لكن د. شارون ليفي ردت بالقول إن “نسبة التدخين في المجتمع العربي تبلغ 40%، وتدخين الأرجيلة لا يقل خطورة عن السجائر”.
وشدد د. فاتن غطاس، مدير جمعية مكافحة السرطان في المجتمع العربي، على أن “46% من المدخنين في البلاد يبدأون بالأرجيلة”، معتبراً أن استثناءها يعني “إهمال جذري للمشكلة”.
وزير الصحة: “22 وفاة يوميًا بسبب التدخين”
وفي مداخلة مؤثرة، قال وزير الصحة أوريئيل بوسو إن شقيقه توفي نتيجة سرطان الرئة بعد إدمان طويل على التدخين، مضيفًا: “نصدم عند سماع مقتل 400 شخص سنويًا في حوادث طرق، لكن التدخين يقتل شخصًا كل ساعة وربع في إسرائيل”.
ودعا بوسو إلى تسريع إقرار القانون، مؤكدًا أن “الضرر لا يقتصر على الأرواح، بل يشمل خسائر اقتصادية بعشرات المليارات، وكل يوم تأخير هو خطأ بحق أنفسنا”.