
في ظل المحادثات المتواصلة بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على السماح لقطر ودول أخرى بضخ أموال وموارد لإعادة إعمار القطاع خلال فترة التهدئة المؤقتة، في استجابة لمطلب رئيسي لحركة حماس.
وتعتبر حماس هذه الخطوة بمثابة ضمانة لجدية إسرائيل في إنهاء الحرب، في حين تُصرّ إسرائيل على أن لا تكون قطر وحدها الممولة، بل يجب أن تشارك دول أخرى في جهود الإعمار. وقد طُرح هذا الملف في المحادثات التي أجرتها البعثة القطرية في واشنطن هذا الأسبوع، بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للعاصمة الأميركية.
لكن في المقابل، تتحفّظ دول عربية كالسعودية والإمارات على المشاركة في الإعمار قبل الحصول على تعهد إسرائيلي رسمي بإنهاء الحرب بالكامل، وليس فقط وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار.
تصعيد داخل الائتلاف الحاكم: سموتريتش وبن غفير يهددان بتفكيك الحكومة
في الداخل الإسرائيلي، تصاعدت الخلافات داخل الائتلاف الحاكم، إذ لوّح كل من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بإمكانية حل الحكومة في حال أقدم نتنياهو على ما وصفوه بـ”تنازلات كبيرة” في مفاوضاته مع حماس.
ويُنظر إلى هذه التهديدات على أنها محاولة لمنع نتنياهو من إبداء “ليونة” في المفاوضات، في وقت يتعرض فيه لضغوط أميركية ودولية متزايدة لدفع صفقة التهدئة إلى الأمام. ويُبرز هذا الانقسام الحاد التوتر داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن إدارة ملف غزة، ويُهدد استقرار الائتلاف ذاته.
تفاصيل المقترح الأميركي الجديد – وساطة ثلاثية
تستند الوساطة الأميركية، بالتعاون مع قطر ومصر، إلى مقترح من ثلاث مراحل:
-
المرحلة الأولى: وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 6 أسابيع، يشمل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين (نساء، جرحى، كبار سن) مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
-
المرحلة الثانية: مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار، مترافقة مع انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من غزة.
-
المرحلة الثالثة: انطلاق عملية إعادة إعمار شاملة بإشراف دولي.
موقف حماس: لا تهدئة دون ضمانات مكتوبة
تُصرّ حركة حماس على أن أي وقف إطلاق نار يجب أن يكون خطوة نحو إنهاء كامل للحرب، وليس مجرد هدنة مؤقتة. وتطالب بضمانات مكتوبة أو برعاية دولية، بالإضافة إلى:
-
بدء الإعمار خلال فترة التهدئة كمؤشر على نوايا الأطراف.
-
الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك ذوو الأحكام العالية.
-
عودة النازحين إلى شمال القطاع.