سقطت الهيئة العامة للكنيست، مساء اليوم (الاثنين)، اقتراح إقصاء النائب أيمن عودة من عضويته البرلمانية، بعد فشل حشد أغلبية 90 صوتًا المطلوبة وفقًا لما يُعرف بـ”قانون الإقالة”.
وصوّت 73 عضو كنيست لصالح الإقصاء، مقابل 15 ضد، فيما امتنع الباقون عن التصويت، ولم تُستوفَ الأغلبية اللازمة. وقد صوّت كل من النائبين أكرم حسون وحمد عمار لصالح الإقصاء.
عودة: “أنا باقٍ، المحاولة الفاشية سقطت”
وعقب التصويت، كتب النائب أيمن عودة في حسابه على منصة X:
“أنا باقٍ. المحاولة الدنيئة والفاشية ضدي فشلت. هذه المرة لم تمر الفاشية، ولن نسمح لها بالمرور. سنقف بثبات في مواجهتها، وسنناضل من أجل الديمقراطية، المساواة والسلام. من هنا يجب تحرير الشعبين من عبء الاحتلال، لأننا جميعًا وُلدنا أحرارًا”.
خلفية الجلسة والتصريحات
وعُقدت الجلسة بموجب “قانون الإقصاء” الذي أُقر عام 2016، ويتيح إقالة نائب كنيست إذا حصل الاقتراح على توقيع 70 نائبًا ومصادقة 90 عضوًا في التصويت العام.
وخلال عرض طلب الإقصاء، هاجم رئيس لجنة الكنيست، أوفير كاتس (الليكود)، النائب عودة بشدة، معتبرًا أن تصريحاته “ليست آراء سياسية بل تحريض سافر على الدولة والجيش”، وهاجم أيضًا المستشارة القضائية للحكومة لأنها لم تفتح تحقيقًا ضده، كما فعلت مع نائبة أخرى.
مواقف داعمة لعودة
من جهته، قال النائب وليد طه (القائمة الموحدة):
“وقفنا سدًا منيعًا أمام محاولات الإقصاء، دفاعًا عن مجتمعنا وحقه في التعبير عن الرأي”.
أما النائب ألون شوستر (كاحول لافان)، فرأى أن “الإجراءات تفتقر للأساس القانوني، ولا تستوفي المعايير المطلوبة لعزل نائب منتخب”.
كما أبدى النائب سمير بن سعيد تضامنه قائلًا:
“نقف اليوم مع النائب عودة ضد التحريض، ومن أجل حرية مجتمعنا السياسية”.
موقف “يهودوت هتوراه”
وأعلنت كتلة “يهودوت هتوراه” قبل التصويت أنها لن تدعم الإقصاء، ما حال دون تحقيق الأغلبية المطلوبة، رغم تمسك أحزاب الائتلاف بطرح الاقتراح للتصويت.
عن “قانون الإقصاء”
أُقرّ القانون في عام 2016 بعد ضجة سياسية أثارها لقاء نواب من حزب “التجمع” بعائلات فلسطينيين قُتلوا خلال تنفيذهم عمليات، ويتيح إقالة نائب إذا أبدى دعمًا لـ”الكفاح المسلح” أو “المنظمات الإرهابية” أو حرّض على العنصرية.
وواجه القانون انتقادات واسعة من المعارضة والأحزاب العربية ومنظمات حقوقية، اعتبرته أداة لقمع الصوت العربي والمعارض، رغم عدم استخدامه فعليًا حتى الآن لعزل أي نائب.
عودة: “لن نتراجع”
وختم النائب عودة تصريحاته بالقول:
“من أجل حق شعبنا بالتعبير عن ضميره، يجب أن نبقى ثابتين ولا نتراجع. أي تراجع هو طعنة في نضال عشرات السنين لتوسيع حقّنا في التعبير، وهذا لن يكون”.
