أخبار

بروفيسور خالد أبو عصبة يحذر: ملاحقة المعلمين العرب تُقوّض العملية التربوية

ي مقابلة مع راديو الناس، حذّر المحاضر الأكاديمي والمختص في شؤون التربية والتعليم، بروفيسور خالد أبو عصبة، من التبعات الخطيرة لجمع معلومات عن المعلمين العرب، في ظل تصاعد سياسات التضييق والملاحقة منذ السابع من أكتوبر.

وقال أبو عصبة: “شعور المعلم بأنه مراقَب وملاحَق داخل بيئة عمله، يؤدي إلى تآكل ثقته بنفسه وبمنظومة التعليم ككل، ويقوّض دوره التربوي الحقيقي”، مضيفًا: “نحن لا نحتاج إلى روبوتات داخل الصفوف، بل إلى معلمين أحرار في تفكيرهم، يحملون رؤية تربوية وإنسانية تجاه قضايا المجتمع والحياة”.

“مناخ الثقة لا الشك”

وأكد أن مثل هذه السياسات تنعكس سلبًا على جودة التعليم في المدارس العربية، وتؤثر على طلاب قد يفقدون المعنى والدافعية تجاه العملية التعليمية. وأوضح أن “المناخ التربوي يجب أن يكون منفتحًا ويعزز الثقة، لا أن يُبنى على الشك والمراقبة”.

وتطرق أبو عصبة إلى ما وصفه بـ”مناخ الخوف” الذي بات يخيّم على المعلمين، خاصة في ما يتعلق بالتعبير عن الرأي خلال النقاشات الصفية. وقال: “إذا فقد المعلم شعوره بالأمان ولم يعد قادرًا على التعبير أو النقاش، فهذا مؤشر بالغ الخطورة”.

وختم حديثه بدعوة المعلمين إلى التوازن بين الحذر المهني وعدم التخلي عن جوهر رسالتهم، قائلًا: “المعلم يجب أن يكون واعيًا، لكن دون أن يفقد استقراره أو قيمته كمربٍ صاحب رسالة”.


توما سليمان: “لن نقبل بسياسة كمّ الأفواه”

من جهتها، قالت النائبة عن الجبهة والعربية للتغيير، عايدة توما سليمان، إن الإجراءات الأخيرة التي تتخذها الحكومة تجاه جهاز التعليم العربي تشكّل “تصعيدًا خطيرًا”، لكنها أيضًا “امتداد لنهج قديم”، محذّرة من محاولات فرض رقابة ممنهجة على المعلمين العرب ومنعهم من التعبير عن آرائهم أو مناقشة قضايا المجتمع.

وفي حديثها لـ راديو الناس، قالت توما سليمان: “وزارة التربية والتعليم تسعى إلى إجراء تغيير جذري يتمثل في قمع حرية الرأي داخل المدارس، ومنع أي نقاشات داخل الصفوف”. وأضافت: “هناك التفاف من قوى اليمين، ومن منظمات مجتمع مدني وصحافة، لتسريع فرض هذه السياسات، وكأن المطلوب أن يُرافق كل معلم عنصر من الشاباك يراقب كل كلمة وهمسة”.

“رقابة مزدوجة” على المعلمين العرب

وأوضحت أن هذه السياسات لا تقتصر فقط على المعلمين العرب، لكنها تطالهم بشكل خاص وممنهج. وأضافت: “صحيح أن بعض المعلمين اليهود تعرضوا للملاحقة أيضًا، لكن الأجواء في المدارس اليهودية تسمح بقدر أكبر من حرية التعبير، بينما يُفرض على المعلمين العرب مناخ من القمع والترهيب”.

وفي ما يتعلق بانعكاسات هذه السياسات، قالت: “إذا أصبح المربي إنسانًا خائفًا وغير قادر على التعبير، فسينشأ جيل لا يثق بنفسه ولا يمتلك أدوات التفكير الحر”. كما حذّرت من أن “الرقابة الأخطر ليست فقط الحكومية، بل الرقابة الذاتية التي يبدأ المعلمون بفرضها على أنفسهم خوفًا من العقاب”.

وشددت توما سليمان على ضرورة كسر حاجز الخوف: “كسرنا الخوف في المظاهرات، ويجب أن نكسره أيضًا في صفوفنا ومدارسنا”. وأضافت: “مدارسنا ليست مزارع للتجنيد، بل يجب أن تكون منارات فكرية. من حق المعلمين أن يناقشوا قضايا مجتمعية وإنسانية دون خوف”.

“التطبيع مع القمع خطر دائم”

وأنهت حديثها بالتحذير من تطبيع هذه السياسات: “السكوت اليوم يعني تثبيتها كأمر واقع في المستقبل، حتى بعد انتهاء الحرب أو زوال الظروف الأمنية”، مؤكدة أن “ما يجري الآن يؤسس لمرحلة يصبح فيها القمع جزءًا من العلاقة الدائمة بين الدولة والمدارس العربية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى