
في تطور سياسي لافت، أعلنت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة رسميًا عن دعمها لإعادة تشكيل “القائمة المشتركة” بمركباتها الأربعة، داعية إلى عقد اجتماع رباعي عاجل يضم الأحزاب العربية.
جاء ذلك في بيان صدر عن الجبهة مساء أمس، على خلفية مشاورات سياسية نشطة ومواقف متقاربة برزت في الأيام الأخيرة.
وقال أمجد شبيطة، السكرتير العام للجبهة، في مقابلة مع راديو الناس، إن “الشارع العربي ينتظر من قياداته أن ترتقي إلى مستوى التحديات، وأن توحّد صفوفها من جديد في إطار سياسي وبرلماني فاعل”.
مظاهرة سخنين نقطة تحوّل
وأوضح شبيطة أن قرار الجبهة جاء عقب اجتماع مطوّل لسكرتارية الحزب، عُقد السبت الماضي، خُصّص لمراجعة التطورات السياسية والميدانية، لا سيّما مظاهرة سخنين الأخيرة التي وصفها بأنها “كسرت حاجز الخوف وهزّت أركان المؤسسة السياسية الإسرائيلية”.
وتابع: “الناس خرجت لتقول إن وحدة الصف هي السبيل لمواجهة القمع والترهيب، وهذه الوحدة يجب أن تُترجم في البرلمان أيضًا من خلال كتلة عربية موحّدة”.
لا شروط مسبقة.. بل حوار شفاف
وشدد شبيطة على أن الجبهة لا تطرح أي شروط مسبقة، بل تنادي بحوار مفتوح وجدي.
وقال: “نحن لا نتحدث بلغة الفيتوهات، ولا نضع خطوطًا حمراء، بل نؤمن بالحوار السياسي المسؤول”، مؤكّدًا أن “المطلوب اليوم هو أن ينبعث الدخان الأبيض من اجتماع رسمي يضع نصب عينيه هدفًا واحدًا: إعادة بناء القائمة المشتركة”.
وأشار إلى وجود لقاءات ثنائية سابقة بين مركبات الأحزاب، وإلى تواصل دائم على الأرض، خصوصًا في ساحات النضال.
وأضاف: “إلا أن ما هو مطلوب الآن هو اجتماع رباعي على أعلى مستوى، نضع فيه كل الأوراق على الطاولة، ونتجاوز الخلافات لبناء تفاهمات سياسية حقيقية”.
خلافات حول طبيعة القائمة
ورغم الأجواء الإيجابية، أقرّ شبيطة بوجود خلافات حول طبيعة القائمة، مشيرًا إلى تباين في الرؤى بين الجبهة والقائمة الموحدة.
وقال: “نحن في الجبهة نريد قائمة سياسية على أسس واضحة، لا مجرد تحالف تقني ينتهي بعد يوم الانتخابات”، مضيفًا: “من يطرح قائمة تقنية، إما أنه لا يمتلك برنامجًا سياسيًا، أو أنه يخشى عدم تجاوز نسبة الحسم”.
رئاسة القائمة يجب أن تكون جامعة
وردًا على سؤال حول استعداد الجبهة للتنازل عن رئاسة القائمة، قال شبيطة: “المهم ليس توزيع المقاعد أو المحاصصة، بل أن تكون الشخصية التي تترأس القائمة مقنعة وموحِّدة للجمهور”.
وتابع: “نريد شخصية قادرة على تمثيل الجميع والتعبير عن اختلافاتهم بطريقة جامعة لا مفرّقة.
نحن سنخوض عملية ديمقراطية داخلية لانتخاب مرشحي الجبهة، لكن الأهم هو التوافق مع الشركاء السياسيين على بنية قائمة مقبولة شعبيًا”.
توسيع التحالفات والتوجّه نحو شراكات
وفي ختام حديثه، فتح شبيطة الباب أمام توسيع إطار القائمة المشتركة لتشمل قوى جديدة من المجتمع العربي، وحتى من التيارات التقدمية اليهودية.
وقال: “القائمة المشتركة ليست فقط أداة انتخابية، بل يجب أن تكون مشروعًا سياسيًا جامعًا، قادرًا على بناء شراكات مع القوى الديمقراطية في الشارع الإسرائيلي، دون أن يُعزل المواطنون العرب عن الحياة السياسية العامة”.
وختم شبيطة قائلًا:
“بعد كل ما مررنا به من حرب وتهميش وعنف، لا يليق بنا أن نبقى متفرقين… الناس تستحق قائمة تمثّلها فعلًا، لا ائتلافًا مناسباتيًا”.