
شهدت مدينة السويداء جنوب سوريا مظاهرات لافتة، رفعت خلالها شعارات غير مسبوقة تضمنت نداءات مباشرة إلى إسرائيل، في خطوة وُصفت بأنها تحول نوعي في الحراك الشعبي بالمحافظة ذات الغالبية الدرزية.
شعارات ورسائل إلى إسرائيل
رفع المتظاهرون لافتات جاء فيها: “أنتم أملنا، أنتم المخلّصون، نحن معكم قلبًا وقالبًا، أطفالاً، نساءً، شبانًا وشيوخًا، كلنا معكم”، إلى جانب شعارات تشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأخرى تطالب بالانضمام إلى إسرائيل.
هذه الرسائل تمثل خروجًا عن الإطار التقليدي للاحتجاجات في السويداء، التي كانت تقتصر سابقًا على المطالب المعيشية والشعارات المناهضة للسلطة السورية.
خلفية الحراك
تعيش السويداء منذ سنوات على وقع احتجاجات متقطعة ضد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ورفضًا لسياسات الحكومة السورية. غير أن الطابع الأخير للحراك اتخذ بُعدًا سياسيًا أكثر حدة، ما يُتوقع أن يثير ردود فعل قوية من دمشق التي تعتبر أي تقارب مع إسرائيل “خيانة وطنية”.
في المقابل، قد تستغل إسرائيل هذه الشعارات في خطابها السياسي والإعلامي للتأكيد على ما تسميه “فقدان النظام السوري لشرعيته الداخلية”.
دلالات سياسية
يرى مراقبون أن رفع شعارات تطالب بالانضمام إلى إسرائيل يعكس حالة يأس وفقدان أفق لدى بعض المحتجين، في ظل غياب بدائل سياسية محلية. كما أن لهذه الخطوة انعكاسات محتملة على العلاقة بين دروز سوريا ودروز الجولان، الذين يواجهون بدورهم واقعًا سياسيًا معقدًا بين الانتماء السوري والواقع الإسرائيلي.
البعد الإقليمي
إدخال إسرائيل في خطاب المظاهرات السورية يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الصراع في المنطقة، وما إذا كانت هذه الشعارات ستتطور إلى توجه أوسع، أم أنها ستبقى مجرد تعبير عن غضب ظرفي في سياق الاحتجاجات.