أخبار

اليوم الذكرى الحادية عشرة لرحيل سميح القاسم: صوت فلسطين وشاعر الوطنية والوحدة

وُلد سميح القاسم في مدينة الزرقاء بالأردن في 11 أيار/مايو 1939 لعائلة درزية فلسطينية، وعاد مع عائلته إلى قرية الرامة في الجليل عام 1941، حيث نشأ وتعلّم. بدأ حياته العملية في التعليم، غير أن نشاطه السياسي والشعري دفع السلطات الإسرائيلية إلى طرده من عمله مرارًا، ما اضطره للعمل في مهن مختلفة. كما أسّس مبكرًا منظمة “الشبان الدروز الأحرار” ورفض الخدمة العسكرية الإلزامية المفروضة على أبناء طائفته، الأمر الذي عرضه للسجن والإقامة الجبرية.

شاعر المقاومة

أصدر مجموعته الشعرية الأولى “مواكب الشمس” عام 1958 وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، لتتوالى بعدها أعماله التي تجاوزت السبعين كتابًا من دواوين شعرية ونصوص نثرية ومسرحيات. وبحلول سن الثلاثين كان قد أصدر ست مجموعات شعرية جعلت اسمه يتردد في أرجاء العالم العربي. تُرجمت قصائده إلى أكثر من عشر لغات، وتحولت بعض نصوصه إلى أغانٍ وأناشيد ثورية.

صحفي ومناضل

إلى جانب الشعر، انخرط القاسم في العمل الصحفي والسياسي، فعمل في عدة مجلات وصحف منها “الغد”، “هذا العالم”، “الاتحاد” و*”الجديد”*. كما أسس دار نشر “عربسك” في حيفا، وأدار “المؤسسة الشعبية للفنون”، وأطلق مجلة “إضاءات” الثقافية. وكان أيضًا من مؤسسي صحيفة “كل العرب” التي شغل رئاستها الفخرية حتى وفاته.
تعرّض للاعتقال والسجن مرارًا، وكان عضوًا بارزًا في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، كما شارك في لجان الدفاع عن الأراضي العربية والحقوق المدنية.

تقدير عربي وعالمي

نال سميح القاسم جوائز وأوسمة عديدة تقديرًا لإبداعه، أبرزها وسام القدس للثقافة والفنون والآداب الذي منحه له الرئيس الراحل ياسر عرفات مرتين، إلى جانب جائزة الإبداع الشعري من مؤسسة البابطين، وجائزة نجيب محفوظ من اتحاد كتّاب مصر، وجائزة فلسطين للشعر. كما حصد جوائز دولية منها غار الشعر من إسبانيا وجائزة السلام من واحة السلام. وقد نعته الأوساط الأدبية بألقاب راسخة: “شاعر المقاومة”، “متنبي فلسطين”، “هوميروس الصحراء”، و”شاعر العرب الأكبر”.

إرث خالد

رحل سميح القاسم في التاسع عشر من آب/أغسطس 2014 عن عمر ناهز 75 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، ودُفن في قريته الرامة بمشاركة جماهيرية واسعة. وبرغم رحيله الجسدي، ظل إرثه الأدبي والسياسي حاضرًا في الوجدان العربي، رمزًا للكلمة المقاتلة والهوية الفلسطينية التي لا تموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى