أخبار

ضياء حاج يحيى وحسن شعلان قيد الاعتقال: انتقادات لانتهاك حرية الصحافة

شهدت الساعات المتأخرة من ليلة السبت–الأحد حادثة مثيرة للجدل، إذ اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الزميلين الصحفيين ضياء حاج يحيى، مراسل راديو الناس وصحيفة هآرتس، وحسن شعلان مراسل يديعوت أحرونوت وموقع واينت، أثناء تغطيتهما جريمة قتل مزدوجة عُثر خلالها على جثتين داخل سيارة محترقة قرب كفر قاسم.

تفاصيل الحادثة

بحسب ما قال الصحفيان، فقد تواجدا في مكان بعيد عن مسرح الجريمة، التزامًا بتعليمات الشرطة بعدم الاقتراب من موقع الحادث. غير أن أحد الضباط، الذي عرّف نفسه بأنه “قائد”، وصل إلى المكان وطلب منهما المغادرة فورًا. وعندما أوضحا أنهما يؤديان عملهما الصحفي من مسافة آمنة، هددهما بالاعتقال.

وقال شعلان وحاج يحيى: “أبلغنا الضابط أننا لسنا في موقع الجريمة وأنه لا يوجد شريط يحدد المنطقة التي نقف فيها، لكنه أصرّ على موقفه. وبعد لحظات استدعى قوة إضافية صادرت هواتفنا ومفاتيح سياراتنا، وطلبت منا رفع أيدينا لإجراء تفتيش مهين، قبل أن نُقتاد بسيارة الشرطة إلى مركز كفر قاسم”.

إفراج سريع وانتقادات لاذعة

وبعد احتجازهما لنصف ساعة، حضر قائد محطة كفر قاسم، غاي بَخار، الذي قرر الإفراج عنهما دون أي تحقيق، مؤكدًا أن الأمر سينتهي عند هذا الحد. لكن شعلان وحاج يحيى عقّبا بمرارة: “بدلًا من ملاحقة المجرمين، وجد هذا الشرطي وقتًا لاعتقال صحفيين. هذه معاملة مهينة وغير مهنية، شعرنا أن اعتقالنا جاء فقط لأننا عرب”.

موجة استنكار حقوقي ورسمي

في أعقاب الحادثة، وجّه مركز “إعلام – المركز العربي للحريات الإعلامية” رسالة رسمية إلى مدير عام وزارة الأمن القومي، مطالبًا بفتح تحقيق فوري وشامل في ظروف الاعتقال الذي وصفه بـ”التعسفي”.

وجاء في الرسالة أن ما حدث يشكل “انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة وحرية التعبير، ويقوّض حق الجمهور في المعرفة”. وأضاف المركز أن مثل هذه الممارسات تكشف عن “نهج مقلق” في تعامل الشرطة مع الصحفيين، وتثير تساؤلات جدّية حول التزامها بالمعايير الديمقراطية.

الحادثة أثارت استياءً واسعًا في الأوساط الإعلامية والحقوقية، خصوصًا أن الصحفيين كانا في مهمة مهنية لتغطية جريمة قتل مزدوجة تعكس تفاقم العنف في المجتمع العربي. وبحسب منظمات حقوقية، فإن التضييق على الصحفيين العرب يشكّل ضربة مزدوجة: فهو يعرقل عملهم المهني، ويحدّ من قدرة المجتمع على مواجهة ظاهرة العنف من خلال التوثيق والنقد والمساءلة.

اعتقال الزميلين ضياء حاج يحيى وحسن شعلان يعيد مجددًا النقاش حول حدود صلاحيات الشرطة، وضرورة وضع بروتوكولات واضحة تحمي عمل الصحافة في الميدان، وتضمن حق الإعلاميين في التغطية الحرة دون خوف من التضييق أو الاعتقال التعسفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى