
اتفق العلماء أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم توفي يوم الإثنين في الثاني عشر من ربيع الأول كما أنّهم اتفقوا على أنّ ولادته صلّى الله عليه وسلّم كانت في شهر ربيع الأول ولكنّهم اختلفوا في تحديد يوم ولادته هَلْ هُوَ في الثانِي أم الثامن أم العاشر أم الثاني عشر من شهر ربيع الأول.
والمشهور عند معظم أهل العلم أنّه صلّى الله عليه وسلم ولد في الثّاني عشر من ربيع الأول ؛ وهذا ما ذكره ابن كثير في السّيرة النّبوية ( 1 /200 ) ، والقَسْطَلاني في المواهب اللّدنية ، (1 / 86) وابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه لطائف المعارف ص (93 ).
وعلى كلّ حال سواء أكان يوم ولادته في الثاني عشر من ربيع الأول أم قبل ذلك أو بعده فلا مانع من إحياء ذكرى سيرته وسنته وشمائله العطرة في الثاني عشر من ربيع الأول ولو كان يوم وفاته فهذا يوم نجدّد فيه العهد والبيعة لله ورسوله الكريم لتعلم الدنيا كلّها أنه حيّ في قلوبنا وبيوتنا ومجتمعاتنا ولو وسّد في هذا اليوم التراب إلاّ أنّ شرعه وهديه حيّ لا يموت رغم كلّ المكائد والمؤامرات ممّا يستدعي أن يفرح المحبون برفع ذكر نبيًهم كما وعده الله تعالى في الأزل ويبتهجوا بحفظ شريعته وسنته وأمته . قال الله تعالى:”قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”.
نعم فلنظهر في هذا اليوم شكرنا لله تعالى على هذه النعمة العظمى والمنة الكبرى فليس هنالك نعمة على الوجود كلّه أجلّ ولا أعظم من نعمة الله تعالى علينا بنبيه محمّد صلّى الله عليه وسلّم .
والله تعالى أعلم
أ . د . مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء